اكتسبت سلسلة Pro Evolution Soccer من كونامي (المعروفة باسم Winning Eleven في اليابان) سمعة كونها أفضل سلسلة ألعاب كرة قدم منذ ظهورها على جهاز البلايستيشن في العام 1995، مع تحسينها بشكل مستمر حتى وصلت لقمتها في بداية جيل البلايستيشن 2. ولكن بعد ذلك بدأنا نلاحظ أن التحسينات التي تحصل من جزء إلى آخر أصبحت صغيرة وقليلة، وأغلبها يتركز في مجرد إعادة ضبط السرعة والتوازن العام للعب، وبدأنا نتطلع للجيل التالي من الأجهزة المنزلية الذي من الممكن أن يقدم تحسينات حقيقية جديدة تعيد الروح للسلسلة وتؤكد تفوقها في ساحة ألعاب كرة القدم. وبعد أن وصلت PES 2008 في شهر أكتوبر من العام الماضي، كانت نسخ البلايستيشن 3 والاكسبوكس 360 خيبة أمل كبرى لمحبي السلسلة الذين تطلعوا لتطور حقيقي ولم يجدوا إلا تغييرات سطحية والعديد من المشاكل التقنية في اللعب العادي وعبر الشبكة. أما ألعاب الكرة الأخرى فصارت تتطور بسرعة كبيرة من إصدارة إلى أخرى في محاولة للحاق بلعبة كونامي. فهل تحتاج كونامي لتغيير جذري؟

نستطيع أن نعتبر أن إحدى أهم النقلات في ألعاب كرة القدم المبكرة كانت إضافة مؤشر تحت أقدام اللاعبين ليسمح بالتحكم بكل واحد على حدة، مع إمكانية تغيير مكان المؤشر إلى لاعب آخر. هذه الميزة سمحت بالمزيد من الدقة في التحكم، حيث أنك أصبحت تحرك لاعباً واحداً فقط عوضاً عن التحكم بجميع من في الشاشة. ولكن ألا نستطيع القول أن التحكم بلاعب واحد على حدة شيء غير واقعي ولا يعبر عن كرة القدم الحقيقية؟ ربما، لكن استحالة التحكم الدقيق بأكثر من لاعب واحد فرضت هذا الواقع، وتمت محاولة التعويض عن هذا بتحسين الذكاء الصناعي للاعبين الآخرين، مع إمكانية التأثير على طريقة تصرفاتهم وتحركاتهم من إعدادات الخطة. هذه هي الطريقة التي نلعب فيها ألعاب كرة القدم منذ حوالي 15 سنة.

وتأتي كونامي لتقلب هذا المبدأ رأساً على عقب: ماذا لو استطعت أن تتحكم بجميع اللاعبين الموجودين على الشاشة، والتمرير لأي مكان بدقة متناهية؟ هل ستحتاج لخيارات تغيير التكتيك في الخطة؟ هل ستجبر أن تلعب الكرة حسب المكان الذي يقف فيه اللاعب؟ هل ستتحسر على ضياع هدف بسبب أن المهاجم لم يتحرك للمكان المطلوب؟ كونامي أتت بحل غير متوقع لهذه المشاكل: الـWii. نسخة الـWii تم الإعلان عنها باسم Winning Eleven Play Maker 2008 في اليابان، وتم تطويرها عن طريق فريق منفصل عن فرق النسخ الأخرى. هذه النسخة تستخدم ميزات تحكم الـWii جميعها لتنقلنا إلى تجربة كرة قدم لم يسبق لها مثيل. لكن هل أتت هذه النقلة في الاتجاه الصحيح؟

أول ما ستلاحظه في PES 2008 على الـWii هو أن التحكم يعتمد بشكل رئيسي على ميزة المؤشر في ريموت الـWii، بمعنى أنه عليك أن تبقيه موجها نحو الشاشة في جميع الأوقات. عندما تشغل اللعبة لأول مرة ستطلب منك أن تتدرب على التحكم الجديد عن طريق شرح مفصل تستطيع مشاهدته في أي وقت. تعلم طريقة التحكم الجديدة والتأقلم معها سيأخذ وقتاً طويلاً، ربما لأنها تقدم شيئاً مختلفاً عن أي لعبة كرة قدم سابقة. أيضا قد يكون السبب هو أن طريقة شرح تحكم اللعبة ليست مثالية وكان من الممكن أن تكون أفضل.

الجانب الهجومي من اللعبة هو أفضل ما فيها. ما يقدمه التحكم الجديد من الدقة في تمرير الكرة وإمكانية تحريك أي لاعب من مكان لآخر تفتح مجالات جديدة لخداع الخصم وتسجيل الأهداف، وتجعلك تفكر بطريقة مختلفة تماماً، وعندما تسجل هدفاً احتاج للعديد من التمريرات والتحركات التكتيكية ستشعر بلذة خاصة، رغم أنك في بداية الأمر ستكون مصدوماً بالتغيير الكبير. أما الجانب الدفاعي فهو أصعب جزء لأنه يتطلب تركيزاً شديداً، وأي فقدان للتركيز قد يتسبب بهدف في مرماك، ورغم صعوبته الكبيرة نعتبره تحسينا عن السابق، لأنه يعطيك خيار تحريك أي مدافع لتغطية المساحات أو مراقبة لاعبي الفريق الآخر بشكل تتحكم أنت فيه تماماً، بدون الدخول على أي قائمة قبل المباراة. الدفاع يحتاج وقتاً أطول للتعلم عليه، ويتطلب تركيزاً أكثر، وهو أصعب ما في اللعبة بالتأكيد، ولكنه بالتأكيد يضيف الكثير من العمق والاحترافية.

اللعبة تحتوي على نفس الأطوار الموجودة في الأجزاء السابقة، باستثناء الـMaster League الذي تم استبداله بطور جديد اسمه “طريق الأبطال” يجعلك تنتقل من دوري أوربي إلى آخر، مع إمكانية أخذ لاعبين من الفرق التي تنتصر عليها. أيضاً تمت إضافة خيار اللعب في المباريات الودية باستخدام شخصيات الـMii الموجودة في جهازك، لتلعب مباريات مضحكة خصوصا عندما تلعب بنفسك أو بأحد الموجودين. اللعبة تدعم اللعب بلاعب ضد لاعب في جهاز واحد أو عبر الشبكة. خيار اللعب عبر الشبكة تعتبره كونامي “الأفضل في السلسلة”، وهذا صحيح بشكل كبير رغم عدم دعم أي نوع من المحادثة، والسبب ببساطة هو أن هذا الطور هو الأكثر ثباتا وسرعة في السلسلة. أيضاً، تحتوي اللعبة على حوالي 30 ملعب، وهو أكبر عدد من الملاعب في أي لعبة PES حتى الآن.

أهم سلبيات اللعبة هو صعوبة تعلمها في بداية الأمر، خصوصاً الجانب الدفاعي. أيضاً التسديد المباشر الأتوماتيكي في الضربات الحرة شيء مزعج، وكان من الممكن تطوير نظام مختلف لتسديدها. المظهر تحسين طفيف فوق نسخة البلايستيشن 2، مع إضافة دعم غير كامل للشاشة العريضة (توجد أطراف سوداء صغيرة في الجهتين). غياب خيارات إنشاء لاعبين جدد ونقلهم من فريق إلى آخر يعتبر شيئاً غريباً، وأيضا هناك عيوب تقديمية موجودة في النسخ الأخرى وتعودنا عليها مع السلسلة، مثل ضعف مستوى التعليق الانجليزي، وغياب رخص العديد من المنتخبات والأندية.

رغم وجود هذه السلبيات، PES 2008 للـWii تظهر في النهاية كمنتج عالي الجودة ويستخدم ميزات تحكم الجهاز بشكل نادراً ما نجده في ألعاب الطرف الثالث على الـWii، وبالفعل تنقل ألعاب كرة القدم إلى مستويات جديد في التكتيك والاحتراف والتحكم.

شارك هذا المقال
Pro Evolution Soccer 2008 – Wii
استخدام محرك ألعاب PES الممتاز بشكل خالي من المشاكل التقنية، مع وجود تحكم جديد يعمل بشكل رائع ويضيف الكثير من الاحتمالات المثيرة الغير ممكنة سابقاً، مما يجعل اللعبة أفضل لعبة كرة قدم تكتيكياً على الإطلاق. طور لعب عبر الشبكة ممتاز ويعمل بلا مشاكل.
تتطلب وقتاً طويلاً لتعلمها، خصوصا في نواحي الدفاع. مظهر اللعبة غير محسن كثيراً عن الPS2 باستثناء الدعم الغير مثالي للشاشة العريضة. تكرار بعض العيوب التقديمية للأجزاء السابقة مثل سوء التعليق الانجليزي وغياب رخص بعض الدوريات والمنتخبات. بالإضافة لعدم وجود خيارات تعديل اللاعبين والانتقالات.
PES 2008 على الـWii هي أفضل لعبة كرة قدم منذ سنوات. فهي تقدم لنا إمكانيات كان محبو كرة القدم يحلمون فيها سابقاً. ورغم أن هذه هي أول محاولة لتطبيق الشكل الجديد هذا، إلا أن فريق اللعبة في كونامي قدم لنا منتجاً ممتازاً عالي الجودة وخال من المشاكل التقنية. بالتأكيد هناك مجال للتحسين في الأجزاء القادمة، ولكن اللعبة حتى بشكلها الحالي تجربة رائعة ويجب شراؤها على أي محب لألعاب كرة القدم.
تاريخ النشر: 2008-03-01
طورت بواسطة: Konami
الناشر: Konami