المجد، الوطن، الحرية … لطالما ردد بأنها من أهم دوافع القتال والفداء لدى الأمريكيين. ولكن مع الرفقة “السيئة” هل من دوافع أخرى؟! تحكي اللعبة قصة Preston Marlowe الملحق حديثا لأسباب تأديبية بالفرقة 222 والمسماة بـB-Company (أو الـBad Company). أنشئت هذه الفرقة لتشتمل على مسببي المشاكل والمعاقبين في الجيش الأمريكي، فهي سلة البيض الفاسد بالنسبة لجنرالات الجيش. تتكون الفرقة من العريف Redford قائد الفرقة، أول أعضائها والطامح إلى التقاعد من الجيش في أقرب فرصة ممكنة، Sweetwater الجندي المختص بالتقنيات والاتصالات والملتحق بالجيش لتسهيل التحاقه ببعثة دراسية و Haggard خبير المتفجرات (أكبر عشاقها) وأقل الشخصيات انتماءً للوطن وإطاعة للأوامر!

خلال تأدية Marlowe لأول مهامه مع فرقته في روسيا يتفاجئ الجميع بوجود مجموعة من المرتزقة تقاتل ضدهم، شعارهم “Acta Non Verba” والتي تعني باللاتينية “الفعل وليس القول!”. جرت الشائعات بأن هؤلاء المرتزقة يقبضون مستحقاتهم على هيئة “سبائك ذهبية”، عند تفتيش أحد الضحايا وجدوا سبيكة من الذهب في حوزته، من هنا تبدأ المغامرة .. مغامرة البحث عن الذهب… فهل سينجح أعضاء الفرقة “السيئة، المهملة!” في العثور على المزيد من الذهب؟ حتى وإن استدعى الأمر الإقدام على خطوات غير متوقعة؟ ماقصة هذا الذهب ؟ وماهو الهدف الحقيقي خلف مهمتك؟

من اليمين لليسار، العريف Redford، المقنبل Haggard و المسالم Sweetwater

باتلفيلد باد كومباني، هي لعبة حربية من منظور الشخص الأول تقدمها لنا شركة النشر العملاقة EA Games وهي من تطوير EA Digital Illusions CE أو EA DICE التي تتخذ ستوكهولم، السويد مقرا لها. تستخدم اللعبة محرك Frostbite الذي طور من الصفر من قبل DICE لاستخدامه في باد كومباني. يمتاز المحرك بقدرته على بناء وتجسيد (Rendering) بيئات قابلة للتحطيم بنسبة 90%، مع إعطاء الحصانة لهياكل المباني لكيلا تسوّى بالأرض. بإمكانك شق طريقك من خلال الجدران بتفجيرها بكل بساطة وبإمكانك توظيف هذه البيئة المتفاعلة لإنشاء أماكن تغطية وتصويب لزملائك في نمطي اللعب الفردي واللعب الجماعي. من حسنات المحرك أيضا، استطاعته إظهار محتويات عالم اللعبة من على مسافات بعيدة جدا (Draw Distance جبار، بمعنى آخر!) بإمكانك الوصول إلى البيوت والأشجار التي تراها من على بعد عدة أميال وتدميرها إن أردت ذلك. الأرضيات أيضا قابلة للتدمير أيضا لعمق قد يصل إلى متر. تجدر الإشارة إلى أن باد كومباني هو أول جزء يقدم نمط لعب فردي في السلسلة . فهل نجح الفريق في تقديمه بشكل جيد؟

لامكان للاختباء، أحيانا!!

تمزج باد كومباني بين الأسلوب التقليدي لألعاب التصويب من المنظور الأول والأسلوب العصري لتزيد من قابلية اللعب والتقدم في مهام اللعبة، ستجد هنا مقياس (الصحة/الطاقة) المعتاد المكون من 100 نقطة ولكن الإضافة الجميلة هي وجود “حقنة” بإمكانك استخدامها مرة واحدة كل 15 ثانية تعيد لك نقاط صحتك فوريا إلى 100 مجددا. نستطيع أن نشبه هذه الطريقة بالـShield Recharge من سلسلة هيلو ولكن تفّعيلها هنا يتم يدويا عن طريق اللاعب. بالطبع هذه الخاصية تفتح لك المجال لاستخدامها بشكل استراتيجي، خصوصا في المواقف الحرجة وتبعد ثقل البحث عن الاسعافات الأولية من على كاهلك. بالإضافة إلى الـAuto injector توجد أداة مهمة جدا شبيهة بمفك البراغي الأوتوماتيكي تستخدم في إصلاح المركبات .. في حالة نقصان مؤشر صحة المركبة عن 100 بإمكانك الترجل منها وإصلاحها، وإتمام المسيرة.

التحكم بشكل عام متقن وخال من العيوب، بإمكانك حمل سلاح رئيسي 1 فقط مع الملحق الفرعي له (قاذفة القنابل) أو قنابل يدوية عادية. التغيير بين الأسلحة الرئيسية يتم باستخدام زر الكتف الأيمن العلوي بينما الايسر يستخدم للتنقل بين الأدوات الفرعية (الـAuto injector، الـMotion Sensor، قنابل الـC4) وغيرها. زري الكتف السفليين يستخدمان للتصويب والإطلاق تماما كما هو الحال مع سلسلة Call of Duty. الأزرار الأمامية تستخدم للضرب بالسكين، القفز، ركوب المركبات/اخذ الأسلحة أو استخدام الاسلحة الثقيلة، بالإضافة إلى إعادة تعبئة الذخيرة. الـD-Pad يستخدم في تغيير قنوات الراديو (نعم هنالك قنوات راديو في اللعبة! .. موسيقى الجاز والبلوز هي الأبرز) أو التقاط الصور (Screenshots) في نمط تعدد اللاعبين. قيادة المركبات سلسة وممتازة. المروحية استحقت لقب المركبة الأكثر صعوبة في القيادة، قد يبرر ذلك رغبة الفريق في خلق نوع من الموازنة في نمط تعدد اللاعبين، فأضرار المروحية على الخصم جسيمة جدا ولكن في المقابل قيادتها تعد الأصعب.

Frostbite والانفجارات، لوحة فنية!

تجري أحداث اللعبة ومهامها على خرائط عملاقة جدا، تذكرنا بألعاب مثل Shadow of the Colossus من حيث المساحة، في كل مرة يطلب منك الذهاب إلى إحداثيات معينة وإجراء مهام مختلفة أغلبها تتطلب تدمير أهداف محددة أو قتل أعداء وتأمين طرق، لكن الوسيلة التي تستخدم لتحقيق هذه الإهداف تختلف بدرجة كبيرة بناء على طريقة لعبك فقد تختار التسلل مشيا أو المداهمة بدبابات أو سيارات عسكرية أو (غير ذلك من المركبات البرية!)، بإمكانك أيضا قيادة زوارق مائية. نمط اللاعب الواحد يبدأ بتكرار نفسه في المهمات الأولى، ولكن سرعان ما يستعيد جودته بعد فترة وجيزة.

بالطبع هنالك ما قد يشغلك في هذا العالم العملاق، في كل مرحلة يوجد ما يقارب 5 صناديق ذهب موزعة في أنحاء الخريطة، بالإضافة إلى وجود 30 Collectables في اللعبة ككل. أسلحة اللعبة الـ30 التي تستطيع استخدامها في نمط اللعب الفردي هي الـ Collectables هاهنا، بمجرد استخدامك لأحدهم ستظهر لك إشارة تنبيه بأنك قد عثرت على Collectable جديد. نشيد حقيقة بالأسلوب الذي اتبعته DICE لإبقاء اللاعب على إطلاع دائم بالأشياء القابلة للتجميع، فبمجرد الضغط على زر Pause ستجد عبارتين تفيدك بعدد صناديق الذهب المتبقية بالإضافة إلى الأسلحة المتبقية في هذه الخريطة. بإمكانك أيضا استخدام قائمة الـCollectables المتوفرة في شاشة الـPause للقراءة عن مقاييس الأسلحة، نبذ بسيطة عنها بالإضافة إلى احتمالية وجودها .. (Rare/Uncommon/Common إلخ)

Preston Marlowe يفتح أحد صناديق الذهب، “زيلدا” ؟ إطلاقا !!

منذ اللحظات الأولى من تشغيلك للعبة سينتابك الشعور بأنك أمام عمل مذهل على الصعيد الموسيقي (قد تصاب بالقشعريرة!)، لحن سلسلة باتلفيلد يقدم بشكل جبار ويظهر لنا بشكل مبهر لم يسبق له مثيل في السلسلة، استوجب تسجيل لحن الأوركسترا الرئيسي للعبة الاستفادة من خدمات 60 عازف وموسيقي، مع التركيز على الآلات الوترية الضخمة كالـCello (آلة عملاقة شبيهة بالكمان) والطبول والأبواق. الألحان المتبقية في اللعبة لا تقل روعة مع التركيز الجلي أيضا على الآلات الوترية كالكمان والتشيلو. المعادلة الصعبة كانت بمزج مثل هذه الألحان الأسطورية بموسيقى “سريعة” و “خفيفة” تناسب روح المرح الموجودة لدى الـB-Company ولا شيء يتفوق على موسيقى الـBlues والــJazz من هذه الناحية. ستجد اللعبة تمازج بين ألحان السلسلة الأسطورية المعتادة والألحان المرحة بشكل متناغم وملائم لتطورات الأحداث.

الموسيقى شبه معدومة أثناء اللعب ولكن لإعطاء الـOST حقه، مع انتقالك لكل مرحلة جديدة ستتغير مناظر خلفية القائمة الرئيسية للعبة والموسيقى الخلفية أيضا، وستستمر كذلك إلى أن تنتقل للمرحلة التالية، فكرة رائعة وتضيف نوع من التغيير إذا سئمت من شكل وموسيقى القائمة، لديك العديد من الخيارات لتغييرها. الحوارات والتمثيل الصوتي والمؤثرات الصوتية الجبارة تستحق أشادتنا الكبيرة.

نمط تعدد اللاعبين عبر الشبكة، العلامة الفارقة في سلسلة باتلفيلد يعود مرة أخرى ولكن بشكل جديد. يدعم حتى 24 لاعبا، 12 لاعبا لكل فريق، كل فريق يتكون من فرقات صغيرة .. الـفرقة تتكون من 4 لاعبين. بإمكانك دعوة 3 من أصدقائك للانضمام إلى الـفرقة الخاصة بك، والقفز بهم إلى أرض المعركة. وقت كتابة هذه المراجعة كانت اللعبة تحتوي على نمط واحد فقط يدعى Gold Rush، DICE بدورها أعلنت بأن العمل جاري على إعادة نمط Conquest الشهير في الأجزاء الماضية والذي سيتم طرحه لاحقا بشكل مجاني. في نمط Gold Rush تبدأ كمهاجم أو مدافع (Attackers/Defenders) في حالة الهجوم الهدف هو أن تتقدم إلى قاعدة الأعداء التي تحتوي على صندوقين للذهب وتقوم بتدمير هذه الصناديق. بالإمكان تدمير الصناديق بإحداث أضرار مباشرة لها (ستتأثر بشكل تدريجي) أو بإلصاق قنابل مؤقتة بها (تفجير مباشر) في حالة نجاح المهاجمين في عمليتهم الأولى ينفتح جزء جديد من الخريطة وعلى المدافعين التراجع إلى الصناديق الجديدة للدفاع عنها،سوف يتغير موقع قاعدة العمليات للمهاجمين، فتصبح قاعدتهم الجديدة هي آخر قاعدة استولوا على صناديق الذهب فيها، ومنها ينطلقون للقاعدة الجديدة للمدافعين. تستمر اللعبة إلى أن تنتهي بانتصار المهاجمين أن تمكنوا من تدمير جميع صناديق الذهب قبل أن تستنزف جميع تعزيزاتهم (الـ Re-spawns)، وتنهي بفوز المدافعين إذا استطاعوا استنزاف جميع تعزيزات المهاجمين مع المحافظة على صناديقهم المتبقية. المدافعين يمتلكون الحق للعودة بدون أي حدود ولكن المهاجمين محدودين بمقياس لتعزيزاتهم يظهر على الشاشة فالهجوم الغير مخطط قد تكون آثاره وخيمة على الفريق.

الدبابات، المروحيات، الزوارق، والعربات الخفيفة، تعطي اللعب عبر الشبكة في باد كومباني صبغة خاصة

في نمط تعدد اللاعبين توجد 8 خرائط عملاقة، في بيئات متنوعة فمرة تجد نفسك في صحارى شرق أوسطية وتارة في غابات روسية مرورا بالريف الأمريكي. بإمكانك الاختيار من 5 فئات مختلفة للجنود (المهاجم/المستكشف/المدمر/المختص/المساعد) لكل منهم مهامه المختلفة والتي إن وظفتها مع زملائك بالشكل المطلوب فالنصر حليفك. ما يعيب نمط تعدد اللاعبين هو محدوديته من حيث اللعب مع الأصدقاء، فاللعبة تتيح لك القدرة على استدعاء 3 من أصدقائك فقط لإكمال الفرقة ثم الاشتراك بمباراة عشوائية. لا نجد مبرر حقيقي لمثل هذه الخطوة من قبل DICE، من العيوب أيضا هو عدم مقدرتك على التحدث مع أعضاء الفريق بأكمله أو طلب المساعدة بكلمات أو أوامر مسجلة مسبقا!

لإطالة عمر نمط تعدد اللاعبين قامت DICE بتضمين نظام داخلي للجوائز، هنالك حوالي 120 ميدالية ورقعة عسكرية (Patch) بإمكانك تجميعها عن طريق القيام بأهداف متفرقة (إنجازات شخصية) أثناء القتال. تصميم أشكال الجوائز أعطي اهتماما خاصا في الحقيقة، فأشكلها ممتازة وطريقة عرضها وترتيبها وظهورها أثناء اللعب تصل إلى القمة إذا ما قارناها بألعاب أخرى مشابهة. تحتوي اللعبة على نظام يعرض لك آخر 5 جوائز كوفئت بها، ويتنبأ بالخمسة القادمة، بإمكانك الدخول إلى هذه القائمة أثناء اللعب للتعرف على مقدار تقدمك في سبيل إحراز إحدى الميداليات. بإمكانك متابعة جوائزك وقراءة احصائيات لعبك “بالتفصيل الممل” في الموقع الرسمي، نعم فهواة الإحصائيات لن يجدوا أفضل من إحصائيات تشمل كل ماقد يخطر على بالك، ابتداء من مقاييس القتل والموت، الفوز والخسارة وانتهاء بعدد الدقائق التي استخدمت فيها كل سلاح من أسلحة أسلحة اللعبة ومعدل القتل والموت أثناء حملها.

على الرغم من بعض العيوب والمؤاخذات إلا أن محاولة DICE لتقديم لعبة حربية بروح مرحة كللت بالنجاح. مهمة صعبة، أن تقدم لعبة حربية في سوق مليء بالمنافسين وتتفوق في جبهة أخرى. باتلفيد قدمت لنا نموذجا جميلا للتغير عن الأسلوب المكرور الذي سئمته النفوس. العالم في طريقه للدمار، أنت البطل، يجب أن ينتصر الخير على الشر، لتحيا العدالة، ويعم السلام!! … تأتي باد كومباني لتقلب الموازين وتبحر “وتبدع” في صعيد آخر، مليء بالمواقف المضحكة، والمطامع الشخصية. ومع وجود نمط تعدد اللاعبين التكتيكي الأفضل على الساحة، فلا يجدر بنا إلا أن ننصح باقتناء اللعبة لمن يريد التغيير.

شارك هذا المقال
Battlefield: Bad Company
التفجير بأفضل حلله مع محرك Frostbite ، قصة مرحة وحوارات كوميدية لاذعة بشكل غير معهود في ألعاب الحرب، تحكم سلس وممتاز، عوالم عملاقة تحوي العديد من الأسلحة وصناديق الذهب لتجميعها، موسيقى ومؤثرات صوتية في قمة الروعة، أفضل نمط تعدد لاعبين تكتيكي على أجهزة الجيل الجديد، شعور "الأمتلاك" عند استخدام صواريخ الجو-أرض الموجهة بالليزر لايضاهى!!
نمط اللعب الفردي يشوبه التكرار أحيانا، اللعبة على "مستوى الصعوبة العادي" لاتشكل أي تحدي قبل الانتصاف بها وذلك بسبب ضعف الذكاء الاصطناعي للأعداء، إمكانية اللعب مع 3 من اصدقائك في فرقة واحدة مع عدم القدرة على تكوين فريق كامل (12 لاعب)، تفتقر للعب التعاوني
باتلفيلد تتألق في أول أجزائها الحصرية لأجهزة الجيل الجديد، عانت اللعبة من وجود "بعض" الأخطاء البسيطة في نمط اللعب الفردي، ولكنها أبدعت في ابتعادها عن القصص المستهلكة والبالية، إذا كنت ممن عانوا من الملل مع ماتواجد من ألعاب FPS في الفترة المنصمرة فباد كومباني هي الجواب الأمثل لك لقضاء فترة الصيف في 8 خرائط متنوعة. إنضم للفرقة "السيئة" إذا أردت خوض تجربة فريدة من نوعها.
تاريخ النشر: 2008-07-01
طورت بواسطة: EA Digital Illusions
الناشر: EA