لا يلام أحد عندما يبددي إهتماما إستثنائيا للعبة مثل ألن وييك، رغم أني لما أتابع أخبار اللعبة مثل الأخرين خلال السنين الماضية الا أني تفهمت كل شيء مع أول ساعاتي في اللعبة. ألن وييك تحاول تقديم أسلوب مميز يعتمد بشكل خاص على قصة مثيرة للإهتمام و كيف يتعرف عليها اللاعب في مسار اللعب. تحكي اللعبة قصة كاتب فقد القدرة على الكتابة لمدة عامين بعد أن حقق قبلها روايات متصدر للمبيعات. زوجته تأخذه الى مكان بعيد لغرض الإجازة مخفية الحقيقة و الدافع الرئيسي وراء الرحلة بأسرها. يتفاجيء بطل اللعبة أن زوجته أحضرته للمكان البعيد بغرض تحفيزه للكتابة و استشارة طبيب نفسي معروف في المنطقة. كل شيء بعد ذلك يصبح فوضى عارمة، يكتشف بطلنا أنه يعيش أحداث مريبة قد كانت جزءا من رواية كتبها بنفسه لكنه فاقد للذاكرة و لا يعرف كيف حدث ذلك. نعم ألن وييك تضع أساسات جيدة للقصة و من بعد هذا تبني حولها تفاصيل لعبة مثيرة.
نظام التحكم في ألن وييك ليس بالغريب على اللاعبين هذه الأيام، بإختصار ما يمكن توقعه من لعبة تصويب من منظور ثالث. عصا تحكم لتحريك اللاعب و أخرى لتحريك الكاميرا و أزرارنا المعتادة لتعبئة الذخيرة و إطلاق النار و زر للأكشن. المثير في ألن وييك هو نظام اللعب و القتال و رغم أنه ليس بجديد تماما لكن تم تنفيذه بشكل متقن. النظام الرئيسي في اللعبة أن تمسك المصباح و توجهه على أعدائك لفترة معينة حتى تخلصهم من الظلام الذي غشى أجسداهم. بعد ذلك تستطيع إطلاق النار عليهم و قتلهم كما في أي لعبة أخرى. التحدي هنا هو التوقيت ما بين تسليط الضوء و إطلاق النار و في نفس الوقت تفادي الأعداء الآخرين الذين سيباغتونك من الخلف و من كل مكان. القتال يزداد صعوبة مع ظهور عدد أعداء أكبر و أكثر سرعة و قوة، بالمقابل بطل العبة أيضا سيحصل على مصباح أقوى و ذخيرة و أسلحة إضافية مثل البندقية و المتفرجات المطلقة للأضواء المشعة. خلافا للأسلحة التي سيحملها البطل ستساعدك بعض الأدوات في الطريق مثل كشافات الإضاءة التي تستطيع تشغيلها و تسليطها على الأعداء. لتشغيل هذه الكشافات قد تحتاج لتشغيل مولد بالضغط على زر A في لحظات معينة و توقيت معين، لكن يجب أن تنتبه فالأعداء لن يسمحوا لك بذلك و لن يتركوك ترتاح. عداد قوة البطل ينقص مع تلقيه ضربات من المظلمين لكن اذا ابتعدت عنهم قليلا ستتمكن من التعبئة التدريجية أو يمكنك إيجاد أحد مصادر الضوء لتجلس تحتها و تعبيء عدادك و حينها سيكون المكان آمنا و لن يقترب منك المظلمون. أحيانا قد تكون مصادر الضوء مزعجة بحيث ستغطي الشاشة بإشعاعها القوي و تعيق المشاهدة. بإستثناء القتال و محاربة رجال الظلام المستمرة فإن هناك بعض المقاطع الهادفة لتقديم تنويع بطريقة ما مثل مهمات المرافقة و أيضا ركوب السيارة. يجب أن أذكر قبل النهاية أحد الأمور التي لم أفهم مغزاها كثيرا، فزر A يستخدم للقفز و لكنك نادرا ما ستستفيد منه، في المقابل اذا مشيت من حافة معينة قد تسقط و تخسر و لا أدري ما الهدف من ذلك خصوصا أن البلاتفورم ليس من عناصر اللعبة نهائيا.
الجزء الذي تحارب فيه الأعداء هو أغلب لحظات اللعبة، لكن في كل حلقة من حلقات اللعبة سيكون هناك مقطع بسيط عبارة عن جولة في المدينة أو أحد ضواحيها في وضح النهار. المقاطع التي تكون في النهار لن تتمكن فيها من إستخدام أسلحتك و لكن ستقوم بالتجول و القيام ببعض المحادثات مع السكان أو معارفك. الجزء الكبير من اللعبة يأخذ مكانه في الليل و هو ما يتضمن نظام القتال الذي شرحناه في الأعلى. اللعبة تعتبر خطية بشكل عام و على الخريطة ستجد دائما مؤشرا لمكان وجود وجهتك القادمة. لكن في كل طريق ستجد تفرعات بسيطة إن اخترت استكشافها ستحصل على بعض المكافئات مثل حاوية القهوة (أداة تجمعها للنقاط) أو صناديق ذخيرة سرية. هذا ليس كل شيء فهناك صفحات الرواية السرية و الإضافية التي لن تجدها إن لم تحاول الإنحناء عن طريقك الرئيسي من وقت لآخر، و هنا لأتحدث عن هذه الصفحات و القصة بشكل عام.
كما ذكرت سابقا فالقصة أحد السمات الجميلة في هذه اللعبة و ليس فقط لمحتواها و لكن لطريقة طرحها من قبل فريق التطوير ضمن مغامرة ألن وييك. لن أتحدث أكثر عن تفاصيل القصة و سأكتفي بما ذكرت في بداية المراجعة كي لا أفسد المتعة على اللاعبين. لكن بشكل عام فطريقة و نوع القصة يشبه كثيرا ما نشاهده في الدراما الأمريكية الناجحة هذه الأيام مثل Lost و Heroes. هناك الطرح التقليدي للقصة عن طريق العروض السينمائية المعتادة. أيضا هناك صفحات الرواية المتناثرة هنا و هناك، بعضها ستجده بصعوبة و ربما لن يظهر لك الا في مستوى الصعوبة الأخير، لكن إن كنت فعلا تريد الإستزادة من القصة عليك قراءة جميع الصفحات. أيضا هنالك التلفزونات و أجهزة الراديو المتواجدة في مناطق مختلفة في اللعبة حيث يمكنك تشغيلها و معرفة تفاصيل مثيرة عن القصة و الشخصيات المشاركة فيها. كل هذه اللمسات أضافت بعدا جماليا لطريقة طرح القصة و أيضا بعض اللمسات الموسيقية في نهاية كل حلقة ساعدت كثيرا و تستحق الثناء من قبلنا.
لا تتوقع مفاجئات كبيرة في ألن وييك، لكن توقع لعبة أكشن رائعة. مصدر المتعة الرئيسي في اللعبة هو الإثارة المستمرة و اللعب بالإعصاب أثناء تجولك في حلكة الظلام و ترقب خروج عدو مخيف يحمل فأسا حادة من بين الأشجار. الإثارة المستمرة في اللعبة و الشد المستمر من القصة المطروحة بطريقة رائعة سيجعلك تتغاضى عن خطية اللعبة و بعض المشاكل التقنية هنا و هناك. في النهاية ألن وييك مجهود رائعة ليس بحجم خمس سنوات لكن يبقى لعبة تستحق الإقنتاء لجمهور الإكس بوكس المتعطش للعبة أكشن مثيرة. أترقب من فريق ريميدي محاولة أخرى قريبا و بالتأكيد يمكنهم إضافة الكثير لهذه اللعبة اذا قرروا خوض تجربة ثانية.