إن كان أركايل الأفضل أثناء القتالات فستيكس من جهته يملك بعض الخدع في حقيبته، فهو قادر على الإختفاء تماما وقتل الأعداء بصمت، حين تصبحون غير مرئيين يمكنكم المرور قرب الأعداء وفعل ماتودون القيام به دون أن يلحظكم أحد، بشرط ألا تمروا بجانب كلب حرس أو عفريت أخضر لأن لهم القدرة على كشفكم بسهولة، في هذه الأثناء سيبقى الغول ملتصقا في مكان حتى تعودوا إليه أو تغيرون بين الشخصيات، مراحل التخفي محددة ولايمكن اللعب بهذه الطريقة إلا في أماكن أرادها المطورون أن تكون كذلك، فاللعبة خطية بشكل كبير وكبير جدا ويمكن أن تشاهدوا الهدف ونهاية الطريقة من خلال خريطة لاتنفع لأشياء كثيرة حقا، الذكاء الإصطناعي للأعداء يبدو مضحكا حقا فيمكن قتل عدو قربهم دون أن ينتبهوا بل أنهم لايفعلون شيئا حين يرون جثة واحد منهم على بعد سنتمترات منهم، فيمكن مثلا أن تقتلوا ثلاث حراس خفية وحين يجد الجثة سيتابع المسير دون أن يفعل شيئا يذكر.

الخطية ليست الشيئ الوحيد المزعج فنظام الترقية واختيار الأسلحة والقدرات بسيط لحد كبير ولايبدو مفيدا حقا، يمكن أيضا الحصول على بعض الدروع والألبسة للشخصيتين سواء من أشخاص أخرين أو في بعض الصناديق، الإستكشاف في اللعبة مفقود تماما والأماكن الخفية غير موجودة مايعني إنعداما للأشياء النادرة القابلة للتجيمع، القتالات كثيرة ومحددة وعشوائية لدرجة تبعت الكثير والكثير من الممل ناهيك عن ضربات الشخصيتين الرئيسيتين، ذكرا للقدرات فبالإمكان الحصول على العديد منها، البعض منها يسمح بالحصول على بعض نقاط الحياة التي يتم استرجاعها أتوماتيكيا خارج القتالات، مع العلم أن مقتل أحد الشخصيتين يجعلكم تتممون اللعب بالأخر ومساعدته على النهوض شيئ سهل للغاية، سواء من خلال قائمة القدرات المشتركة أو حين ينتهي القتال لينهض المصاب الجريح وحده، إضافة لذلك لأركايل خاصية تدخله في موجة غضب يمكن أن يصيب خلالها الأعداء والرفقاء.

هناك مجهود ملحوظ على اللعبة، خاصة الشخصيتين الرئيسيتين والشخصيات الشبيهة من ذوي البشرة الخضراء، هناك تنوع كبير فيهم والملامح وتفاصيل الوجه جيدة، لكن المضحك أن الشخصيات من الإنسان حصلت على إهتمام قليل وتبدو سيئة جدا مع حركة ميكانيكية روبوتية تبدو مضحكة حين تبطؤون حركتها أثناء القتال، نسخة الحاسب الشخصي تبقى الأفضل حتى إن كانت النسخ كلها لاتسلم من أخطاء تقنية كثيرة الحصول، كأن يخترق السلاح عدوا دون أن يحصل له ضرر أو تدخل يد البطل في السلاح الذي يحمل أو أسوء من ذلك عدم القدرة على تحريك شخصية بعد التغيير لها إلا بعض ثواني، وأحيانا يمكن أن تعلق العروض لوهلة خاصة أن أغلبها شبيهة بمراحل لعب دون أن تتحكموا بالشخصيات، التنوع في بيئات وخلفيات اللعبة قليل للغاية وبداية اللعبة هي أفضل مايمكن مشاهدته حقا، الطريق ليست خطية وحسب وإنما محددة على شكل مسارات وأروقة غالبها مسدودة من كل الأطراف، أكان ذلك عن طريق جدران ظاهرة أو خفية.

الأصوات جيدة إلى ممتازة، وتحتوي اللعبة عددا من المقاطع الموسيقية الملحنة بعناية من ملحن لعبة الرعب Obscure، ربما تكون أفضل الأصوات التي يمكنك سماعها، رغم أن كلا من أركايل وستيكس لهم أصوات تعلق في الأذان حقا، الأول ونبرته الخشنة والثاني وحديثة الطريف الساخر إلا أن أصوات الحراس كما هو مع أشكالهم متشابهة ومن الصعب جدا ملاحظة الفرق بين هذا وذاك، المؤثرات الصوتية قليلة التميز كثيرة التشابه وقليلة هي المرات التي ستنتبهون لوجود صوت ما في الخلفية، كالعصافير المغردة مثلا، الحوارات هي من أكبر نقاط قوة اللعبة، حوار دائم بين شخصيتي اللعبة وستقادون أحيانا للإختيار بين عدة خيارات أثناءها، فاختيارات أركايل ناتجة عن الغضب والعفوية والسرعة في حين يبقى ستيكس لعوبا، ذكيا ومتحايلا كبيرا وحواراته طريفة وجميلة، ستيكس يمثل صوت الراوي أيضا ويمكن لمس جودته من الساعات الأولى في اللعبة.

حتى إن كان عمر اللعب مشرفا ويتجاوز الـ15 ساعة وأكثر حين تلعبون بروية فاللعبة خيطة بشكل كبير وممل، التنوع قليل ولامتعة يجلبها إنعدام الأسرار والألغاز، تبدأون من طريق وتنتهون في أخره بلا مفاجآت في الطريق، المهام الثانوية غير ممتعة وسيئة وتبدو عشوائية ستتفادونها في الغالب، ومايزيد الطين بلة هو عدم احتواء اللعبة على أي نمط لعب إضافي، لا تعاوني ولاتنافسي ولاجماعي مع أن اللعبة تبدو وكأنها صممت لذلك.

كتجربة جديدة في السوق فاللعبة تسلم من السقوط للهاوية من مرتفع كبير، ومايجعل تفعل ذلك سوى فكرتها الجديدة، السيناريو الذي يضيف الكثير و المقاطع الموسيقية التي تعلق في الأذهان وتروي الأذان، غير ذلك نظام القتال يحتاج لإعادة تصميم كلية لإعطاء اللاعب فرصة للدفاع والهجوم بطريقة أفضل، الحصول على القدرات والأسلحة يحتاج لعمل كبير كما هو الحال مع الشخصيات البشرية.

من يبحث عن تجربة مختلفة فلا بأس له من تجربة اللعبة والحصول على قصة متماسكة متفردة، مع شخصيتين كارزميتين وحوارات طريفة وممتعة، اللعبة تبقى سهلة ولولا نظام القتال الجديد والذي يحتاج عملا أكبر لكانت اللعبة إختيارا موفقا لمن يود دخول النوع، أما اللاعبون من محبي الإستكشاف والتجارب الأربيجية الفخمة والدسمة فالأفضل أن يدعوا نصرة ذوي البشرة الخضراء إلى وقت أخر إن كانوا غير مهتمين بالقصة الفنتازية.