وصلنا عند الفصل الأول و الأخير من قصة محارب السبارتا كريتوس.. الرحلة التي إستغرقت أعواماً شارفت على نهايتها. بعد نهاية القصة بالجزء الثالث و التطرق لجوانبها بالإصدارات الفرعية على المحمول، أراد ستوديو سانتا مونيكا اللجوء للبداية.. بمرحلة تكوين شخصية كريتوس المتوحشة قبل إختتامها و البدأ بقصة و شخصية جديدة في ثلاثية توشك على بدايتها. إذن كيف كانت المغامرة الأخيرة لشبح سبارتا الإسطوري ؟ تابعوا معي قراءة المراجعة لمعرفة التفاصيل.
تأخدنا قصة هذا الإصدار قبل وقوع أحداث الجزء الأول و تحديداً عند البداية.. عندما تخلى كريتوس عن جانبه الإنساني بعد عقد الإتفاق مع أله الحرب Ares، ليمنحه القوة و سلاح الدمار Blade of Chaos لهزيمة أعدائه مقابل خدمته. هذا الجانب من القصة الذي لطالما عرفناه و رأيناه بشكل ملخص في الإصدارات الماضية هو أساس هذا الجزء، مع بعض الحشو لصنع جزء كامل مبني على هذه الأحداث و التي لا تسمن ولا تغني من جوع. القصة كانت متراجعة بالمستوى عن الأجزاء الماضية.. بالحقيقة كان يمكن إضافة بعض الأحداث المشوقة و البدأ ماقبل عقد الإتفاق و خلق قصة و أحداث ملحمية بالشكل المعهود، إلا إنه كان من الواضح عدم التركيز على جانب طور اللعب الفردي و الإستعجال عليه لربما من أجل تكملة العمل على الجزء الرابع للبلايستيشن 4.
من الليالي السوداء التي عهدناها من السلسلة، وركز على تقديمها الثالث بشكل أساسي إلى ماتحت أشعة الشمس و الألوان الزاهية.. هنا أراد فريق التطوير تحدي نفسه مع ماقدمه بالجزء الماضي من مستوى تقني عالي، وتغطية بعض العيوب الرسومية خلف السواد ليخرج لنا بواحدة من أفضل -إن لم تكن الأفضل- الألعاب رسومياً بهذا الجيل. ربما وصلنا لمرحلة عدم الإندهاش من المستويات البصرية المذهلة التي قدمها جيل الوضوح العالي ولكن God of War: Ascension ستذهلك رغم ذلك.. بكمية التفاصيل التي تعرضها بداية بجسد ووجه كريتوس إلى المعالم و المجسمات و حتى الوحوش الموجودة من حولك، والتي بعضهم سيثير إشمئزازك. النقلة من الظلمات السوداء إلى الطبيعة ذات الألوان كانت موفقة من فريق العمل، وأضافت بعض التجديد على السلسلة رغم حفاظها على الأجواء الكآيبة.
منذ متى تخلصت ألعاب الفيديو من الكاميرا الثابتة ؟ لا أدري بالحقيقة ولكن ربما عدت العشرة سنوات الأن! God Of War سلسلة من بداية ظهورها بعام 2005 و كانت ملازمة للكاميرا الثابتة.. بالتجربة الأولى و الثانية أعطيناهم بعض الأعذار لأنه بالمقابل تفادوا البيئات الواسعة و الكثير من المشاكل، لكن في الثالث بدأت الأخطاء بالبروز مع بعض البيئات الواسعة و أوضاع الكاميرا المزعجة أحياناً، وهذا ماصاحب لعبتنا التي نراجعها اليوم Ascension! نعم ستوديو سانتا مونيكا مبدع بإختيار أوضاع الكاميرا ليرينا لحظات ملحمية لاتنساها الذاكرة، ولكن وصلوا لمرحلة أصبحوا بحاجة للتخلص منها لتفادي الأخطاء و المشاكل المزعجة التي تواجهنا نحن اللاعبين.
تحافظ God of War: Ascension على ميكانيكية اللعب المعهودة من السلسلة.. إذا كنت تبحث نقلة هنا فسيحبطك ذلك، لكن لابأس من يطلب تلك التغييرات من إصدار فرعي ؟ بجميع الأحوال Ascension مازالت محافظة على القتالات الملحمية بالمستوى المعهود من السلسلة، رغم التدني الملحوظ لمستوى التحدي عن السابق. جود أوف وار أسنشن لا تأتينا بدون أي جديد.. هي بالحقيقة تقدم بعض الأمور التي نراها لأول مرة بالسلسلة كإضافة و تنوع بخصائص أنصال كريتوس، فلدينا هنا أربعة خاصيات (النار،الثلج،الكهرباء،الأرواح) كلاّ منهم يملك عدد لابأس به من الضربات و الأسحار الخاصة والتي يمكنك فتحهم بالكرات الحمراء كما عهدنا من السلسلة بالسابق مع الأسحار و الأسلحة.
يتخلى هذا الإصدار عن الأسلحة الجانبية والتي كانت -مؤخراً- تلعب دور رئيسي للتقدم بمسار القصة.. عوضاً عن ذلك لدينا الخصائص المتنوعة لأنصال كريتوس والتي بالحقيقة لاتعوض غياب الأسلحة الثانوية التي عهدناها من السلسلة، غير هذا ستعثر على أسلحة مبعثرة بالساحات، يمكنك إلتقاطها و إستخدامها لفترة ثم التخلص منها إذا لم تنتهي صلاحيتها و تختفي و إلتقاطها مرة أخرى بمكان أخر. عدى ذلك تقدم Ascension مجموعة أسحار أو أدوات بالأحرى، والتي أضافت الكثير للعبة قدمت بموجبها مجموعة ألغاز مسلية. لن أذكر شيء هنا فهي قليلة و محدودة لقصر طور القصة.. نترك لكم متعة إستكشافها بأنفسكم.
الشيء الغير معهود من السلسلة كان طور اللعب الجماعي، هنا أراد فريق العمل سانتا مونيكا تجربة شيء جديد مع السلسلة، رغم ماقِيل وقت إصدار الثالث بعدم ملائمته لأسلوب اللعبة المعروف. بالبداية ستتحكم بشخصية سبق وأن مررت بها بطور اللعب الفردي، والتي لم تكن تشّكل أي دور بالقصة، ثم عليك إختيار ولائك لواحد من هؤلاء الأربعة (زيوس,إيريس، هيديس، بوسيدن) كلاً منهم سيمنحك سلاح محدد بضربات مختلفة لتجربته و التدرب عليه قبل مواجهة اللاعبين الحقيقيين عبر الشبكة، والتي تقدم 5 أطوار مسلية من لاعبين إلى 8 لاعبين بجانب طوري التدريب و التعاوني الذي سيطيلان من بقاء اللعبة معك.
يصل عمر طور القصة إلى 7-9 ساعات تخوض فيها مغامرة قد تكون الأخيرة برفقة كريتوس، ولايوجد الكثير لفعله أو مايمكن إضاعة المزيد من الوقت عليه. God of War: Ascension تعوض فقر محتوى اللعب الفردي بطور لعب جماعي يقدم العديد من الأطوار المسلية.. إذا أثار إعجابك فأمامك عشرات الساعات الممتعة لقضائها بتطوير الأسلحة و فتح الأدرعة وغير ذلك، إما إذا لم يعجبك فستشكي بالنهاية من فقر محتوى اللعبة لقصر الطور الذي لطالما كان الأساس بالسلسلة.