إن كنت شركة ألعاب فقد تعتمد على واحدة من خطتين لإثارة الإنتباه للعبتك، الأولى أن تطور لعبة بتكلفة قليلة ومستوى متوسط من لعبة مشهورة ودع الباقي على اللاعبين، أما الثانية فهي أن تأخد عنوانا متوسط المقومات وترفع التكلفة لتطور لعبة بمقاييس عالية، لكن يحدث أحيانا أن تأخد إسما ضعيف التكلفة قليل النجاح وتقلص التكلفة أكثر وأكثر وتطور لعبة لن تحصد من خلفها سوى القليل، Naughty Bear : Panic in Paradise مثال جيد لهذه العملية المعكوسة، حيث لم يستطع هذا الدب المحشو البشع من جذب جمهور محتضِن وبدل أن يختفي بصمت عاد في تجربة أسوء بكثير على مايبدو.
حسنا، لكي لانظلم اللعبة توجب أن نضعها في قائمة يمكن تحصل فيها على بعض النقاط، الألعاب القابلة للتحميل، هنا سنضع اللعبة إلى جانب عدد كبير من الألعاب الشبيهة، أول انطباع، وصفة الجزء الأول ذاتها، تتحكمون بدب محشو بشع وتقتلون أهدافا معينة في مراحل ذات بيئات مغلقة.
كما في الجزء الأول، تجتمع الدببة المحشوة للقيام بمختلف النشاطات الممتعة من سفر ورقص وأكل وغناء، في حين ينسون وكعادتهم Naughty الدب البشع مفتعل المشاكل، وبما أنه ليس ذلك النوع من الدببة اللطيفة التي تنام ليلا بجانب الأطفال الصغار يقرر أن يقتل كل من جعله يشعر أنه دب مختلف، هذه المرة الكل سيسافر لجزيرة جميلة هادئة ومجددا ينسون أو يتناسون Naughty الذي يفكر في إفساد الرحلة.
بعد تجاوز المرحلة الأولى من اللعبة والتي ستعرفكم على أساسيات اللعبة السهلة ستبدؤون في إغتيال الدببة الواحد تلو الأخر، مع العلم أن كل واحد يمثل مرحلة واحدة والتي ستنقلكم لمكان مختلف من الجزيرة، حين تقتلون أي واحد من الأهداف الرئيسية ستقومون بفتح مكان جديد في الجزيرة وبالتالي هدف جديد وأحيانا أكثر ولامشكلة من قتل هذا الهدف قبل الأخر حيث لاوجود لقصة تربط الكل غير أن كل من على الجزيرة أعداء لـ Naughty، قتل الأعداء أو الأهداف ليس عشوائيا، لأنه حتى إن قتلتم واحدا من الأهداف فلن تحتسب لكم المرحلة وإن أعدتم ستجدون أن الهدف مازال حيا، قبل كل مرحلة ستحصلون على تلميح لكيفية قتل الهدف، كأن تلقوه في قدر أو ألة صنع الحلوى أو تشعلون النار به، مع لزوم التنكر في زي معين أحيانا، كطبيب أو جندي وغيره، هنا يحضر واحد من عيوب اللعبة، فالتلميح أحيانا يكون واضحا جدا وأحيانا لا مايجعل مهمتكم غير واضحة.
ستستمتعون باللعبة في أول نصف ساعة إلى حدود ساعة كاملة وسيبدؤ التكرار الممل في قتل التجربة بعدها، فإن كنتم ستجدون أمر قتل الدببة بطرق مختلفة ومضحكة شيئا فريدا فلن يعجبكم أن الأمر يتكرر في أزيد من 30 مهمة تحتويها اللعبة، حتى إن كانت بعض الطرق الجديدة لإبادة الأعداء تنضاف للقائمة من وقت لأخر إلا أنه بعد مدة ستكتشفون أنكم عدتم للمراحل القديمة والهدف هو الشيئ الوحيد الذي يختلف بها، في كل مرحلة توجب الوصول للهدف الرئيسي الظاهر على الخريطة، إضاف لإمكانية تحديده أو التعرف عليه من خلال صورته، لاجدوى من الجري نحوه لأن الدببة التي تحيط به تهاجمكم مباشرة بعد رؤيتكم إلا في حالة سرقتم زيا معينا، توجب الحرص على البقاء في الخفاء، لذلك كل ماعليكم هو البحث عن عشب طويل متواجد في أماكن كثيرة في اللعبة والإختباء به، وإن لم تكن سهولة الإختباء في اللعبة تكفيكم فإن كشفكم من طرف الأعداء لايمثل مشكلة، فحتى إن ضريتم عدوا وجعلتموه يتبعكم فسيمضي لحال سبيله ما إن تدخلون العشب، الشيئ الذي يجعل اللعبة سهلة من هذه الناحية.
القتل يتم عبر طرق مختلفة، يمكن القتل إعتمادا على لكمات الدب القبيح العادية أو إستعمال عدد كبير من الأسلحة، مطرقة، سكين، مظلة، مكنسة، سيف…، العديد والعديد منها، كل واحد يضمن لك طريقة قتل مختلفة، يمكن أيضا إستخدام البيئة لقتل الأعداء، كأن تدخلوا رأس العدو في فتحة مكبر الصوت أو تحرقونه على نار مشواة وهكذا، التنوع حاضر هنا لكن العديد من طرق القتل تبقى حاضرة بكثرة من الساعات الأولى حتى النهاية مايبعث الملل والكثير من الملل، يمكن أيضا قتل الأعداء من الخلف خفية أو إمساكهم وإدخالهم للعشب للحصول على زيهم أو قتلهم دون أن يلاحظ أحد، مع العلم أنه بإمكانكم جذب الأعداء صوبكم بصرخات صغيرة أو صرخة الدب المرعبة.
قتل الأعداء أو تحطيم الأشياء يكسبكم نقاط خبرة كما يكسبكم بعض النقود، الأولى تفتح لكم قدرات جديدة محدودة والثانية تنفع لشراء أسلحة وأكسسوارات يمكن الحصول عليها مجانا من الأعداء أو على الأرض، الشيئ الذي يجعل نظام الشراء هذا غير ناجح، فلا يمكن فتح أي من الأكسسوارات أو الاسلحة إلا بعد الحصول عليها في مرحلة ما واستعمالها ومن تم توجب شراؤها للعب بها حين تنطلق المرحلة، قد تكون اللعبة ممتعة في الساعة الأولى لكن التحكم يصبح متكررا ويبعت الملل، والأهداف التي تفوق الثلاثين لن تجلب لكم أي جديد مثير على طول ساعات اللعب، نظام التخفي يبدو إعتباطيا وذكاء الأعداء مضحكا للغاية، تجربة ناقصة من هذه الجهة كما هو حال الجزء الأول، القليل من التنوع كان ليجعل اللعبة ممتعة أكثر.
لا الرسومات ولا الأصوات تسلم من حصد بعض النقاط السلبية للعبة، فالتنوع في بيئات اللعبة حاضر وهناك مجهود ملحوظ لكن المراحل تبدو عشوائية تفتقر للإبتكار، فالتصاميم تقريبا نفسها، بيئة دائرية مع أبواب في أماكن مختلفة تتوسطها بعض البنايات والأشجار، بعض الدببة تبدو متشابهة مع إختلاف ألوانها وماتلبس وماتضع على رأسها فقط، لكن يمكن أن نثني على التنوع الذي يطبع الأزياء والملابس والأكسسوارات في اللعبة، أما البقية فلا تخلوا من المشاكل التقنية، الأصوات من جهتها قليلة والمؤثرات الصوتية قليلة شحيحة، كما هو حال الخلفيات الموسيقية المتكررة، لاوجود لأصوات أخرى غير صوت الرواي الذي يسلم بأعجوبة من طبخة العشوائية المملة هذه، أما أصوات الدببة فواحدة للكل، أما دبنا البشع فكل مايجيد قوله هو، “بو” و “واعععع”.
اللعبة رغم ذلك ستبقيكم إن كنتم صبورين جدا منشغلين لما يفوق عشر ساعات، ربما أقل بقليل أو أكثر بقليل، لكن مع كمية التكرار الكبيرة ستشعرون أن اللعبة طويلة وطويلة للغاية، للأسف اللعبة تفرض نمط لعب واحد ومحدودية كبيرة، وقتل الأهداف الرئيسية يبدو مزعجا أحيانا كثيرة خاصة إن كنتم مجبرين على استعمال وسيلة ما توجد في مكان واحد في اللعبة فيغدو ضروريا البحث عن طريقة لجذب الهدف حتى تلك النقطة، مشية الأعداء بطيئة وانتظار اللحظة المناسبة لقتل عدو قد تطول حقا بدون فائدة.
اللعبة مازالت متأخرة ، بعض الأفكار البسيطة جعلتها مقبولة لحد ما في أول جزء، لكن التشابه بين هذا الجزء والذي قبله كبير وحدود الإبداع التي لم يتخطاها الأول لم يستطع الثاني أيضا تخطيها، الأفضل توفير المال أو النقاط للحصول على تجارب أفضل.