ألعاب رعب البقاء بدأت تأخذ منحنىً أكشني في الفترة الأخيرة، فملكة هذه النوعية (الشر المقيم) وكما تعرف بـ(ريزدنت إيفل) كانت إحدى السلاسل التي خيّبت ظن معجبيها بتوجهها الأكشني وابتعادها عن جذورها الأصلية التي شدّت معجبيها لمتابعتها وأخبارها بكل شغف.

لسنا بصدد الحديث عن لعبة أخرى في هذا السياق، وإنّما وجب إيصال الفكرة المرجوة وتمّ ذكرها كمثال فقط، في الحقيقة لم تجذبني لعبة ZombiU عند الإعلان عنها في E3 هذا العام، فأنا لست من هواة ألعاب المنظور الأول أو ألعاب رعب البقاء بشكل خاص، ووجودها في ذات المعرض للتجربة لم يجعلني مهتماً بالخوض في غمار مغامرتها، مع صدور الـWii U في الأسواق ورغبتي في مراجعة أحد ألعابها قمت باختيار لعبتين هي ZombiU وScribblnauts Unlimited كونهما لعبتان حصريتان على الجهاز، وبوصول الجهاز لي كانت ZombiU أول لعبةٍ أقوم بتجربتها.

تبدأ اللعبة في وسط الأحداث، هناك مرض منتشر في أنحاء المدينة يجعل مدينة لندن العريقة ضاجةً بالموتى الأحياء بدل سكانها اللطيفين، ترى نفسك كشخصية عادية يقوم بتوجيهها أحد المجهولين للهرب مباشرةً من المكان، فما عليك إلّا أن تهرب مسرعاً من الحشود التي تطاردك من الموتى الأحياء، الأمر الذي قد يربك الكثيرين لعدم وجود قسم للتعليم ناهيك عن وضعك في هذا الموقف الذي لا تُحسد عليه منذ بداية اللعبة.

فكرة اللعبة هي أنّك ستكون ناجياً عشوائياً يتلقّى تعليماتٍ من شخصٍ يدعى بالـ”مستعد” هذا الشخص يعلم الكثير ولديه الكثير، هو من سيساعدك للنجاة ويقوم بتوجيهك، ولكن هناك أمرٌ ما يجب أن يوضع في الحسبان… عضّةٌ واحدة من الموتى الأحياء أو موتك على أيديهم تعني كونك ستصبح واحداً منهم، ومن بعدها ستلعب بناجٍ آخر يجب أن يقتل شخصيتك السابقة التي سيجدها في نفس مكان موتها، ليحظى بجميع أدواتها التي فقدتها معها، اللعبة تحمل الكثير من الأسلحة النارية بأنواعها المختلفة من المسدسات إلى البنادق والرشاشات، والمتفجرات من المولوتوف والقنابل اليدوية وكذلك الألغام، بالإضافة إلى سلاح يدوي وهو عصا الكريكيت التي ستساعدك كثيراً في ظل شح الرصاص في اللعبة وخوفك الكثير الذي سيؤدي إلى ارتباكك في التصويب سيجعله السلاح الأنسب في الكثير من الظروف.

في الحقيقة أنا أعتبر هذه اللعبة لعبة رعب بقاء حقيقية… السبب؟ كون تجربة القتال مع زومبي واحد هو أمر يجعلك تتحجّر خوفاً من هول الموقف، ويزيد ذلك في التجربة كونك تسمع أصوات الشخصية وتفاعلها مع الموقف زيادةً على صراحها وزيادة معدل أنفاسها مع الخطر المحدق بها، الأمر الذي سيجعلك مهتماً للنجاة، ورغبتك في حماية هذه الشخصية العشوائية التي تلعب بها، وكلّما زادت فترتك للعب فيها، كلّما حزنت على فقدانها أكثر من غيرها.

الأمر الآخر الذي يجعلها لعبة رعب بقاء مميزة، هو كونك دائماً وأبداً معرّض لأي هجمات، لا تثق بأي أحد وأي مكان، لا تأخذ راحتك في أي منطقة ظنّاً منك بأنّك قمت بالتخلص من جميع الموتي الأحياء فيها، فقد تُخدع من تلك الناحية ويتم الغدر فيك بكل سهولة.