لا أنكر بأنني شعرت بسعادة غامرة عندما سمعت خبر الإعلان عن لعبة “ميثاق الأميرة” للمرة الأولى، لعبة قتال أرصفة جديدة من نشر أطلس ؟ بالتأكيد سأكون سعيدا فهذا الصنف من الألعاب اندثر منذ زمن بعيد، و لم يصدر منه سوى عدد محدود من الألعاب القابلة للتحميل خلال السنوات الأخيرة، الأمر الذي لم يشبع نهمي كشخص رافقته ذكريات ألعاب الأرصفة كثيرا في طفولته، من “جولدن آكس” مروراً بـ “ستريت اوف ريج” وصولاً إلى ألعاب سلاحف الننجا، و عندما أعلنت أطلس أنها ستجلب “ميثاق الأميرة” إلى السوق الغربي تأملت أن أحصل على ضالتي المنشودة، فهل نجحت هذه اللعبة في تحقيق ذلك ؟ حتى أكون صريحاً، ليس تماماً.
يطوّر هذه اللعبة أعضاء من فريق العمل الأصلي للعبة قتال الأرصفة المعروفة على السيجا ساتورن “Guardian Heroes” والتي لم أحظى بفرصة لتجربتها مع ندرة الجهاز و قلة انتشاره ( اللعبة متوفرة الآن على الـ XBLA ) مما يجعل “ميثاق الأميرة” أشبه بوريث روحيّ لها، اللعبة تبدو مختلفة قليلا عن ألعاب الـ Beat-em-up الشهيرة الأخرى كلعبة سيجا الكلاسيكية Golden Axe سواء في التحريك أو اللعب، كما أن اللعبة تحتوي عناصر من ألعاب الآربيجي وهو أمر ليس بالغريب على أية حال حيث تساهم هذه العناصر في إضفاء نوع من العمق على طريقة اللعب.
قصة Code of Princess قصة بسيطة للغاية و تتحدث عن الأميرة “سولانج” التي تقوم بحماية السيف الملكي ديلوكس كاليبر ( يا له من اسم عجيب ) و تحاول استعادة القلعة من الملكة الشريرة ويعاونها في ذلك مجموعة من الأصدقاء الأوفياء، لدينا “علي بابا” اللص الشجاع القادم مباشرة من حكايا ألف ليلة و ليلة، وهو أول رفيق تقابله الأميرة سولانج أثناء مغامرتها، و لدينا أيضا ليدي زوزو و هي نكرومانسر تغضب كثيرا إذا وصفها أحدهم بأنها “زومبي”، حسنا سأقوم بتوضيح ماهية النكرومانسر للقارىء في حالة التساؤل عن ذلك، حيث أن هذا المصطلح يطلق على من يمارس فنون النكرومانسي وهي عملية التهام جثث الموتى من أجل الحصول على ذاكرتهم و معرفتهم في الحياة، بعيداً عن هذا الهراء لدينا أخيراً أليجرو وهو جني من فئة Bard ( فئة مشهورة باستخدام الغناء و الموسيقى للقتال في ألعاب الآربيجي ) يحمل معه جيتاراً إلكترونياً ! و يبدو سعيدا عندما يستخدمه بشكل مزعج، شخصية غريبة بلا شك و لكن هذا الجنون ليس بغريب على الألعاب اليابانية، تشكل هذه المجموعة العجائبية الشخصيات الرئيسة الأربعة القابلة للعب في طور القصة. القصة إجمالا بسيطة و ليس بها ما يميزها و من حسن الحظ بأنها لا تأخذ نفسها بجدية زائدة، الحوارات بين الشخصيات تبدو مسلية ومضحكة أحيانا و إن كنت أفضل ألا أحصل على مقطع قصصي بين كل مهمة و أخرى لأن هذا يعطل رتم اللعب قليلا، على أية حال أعتقد بأن محبي الأنمي الياباني سيتمكنون من الاندماج مع القصة أكثر من غيرهم.
تحتوي اللعبة على 3 أطوار لعب الرئيسية، الطور الأول هو طور اللعب الفردي و يحتوي على القصة بالإضافة إلى مراحل اللعبة التي يتم تقديمها بطابع المهمات ( Quests ) و هذه المهمات قصيرة في الواقع ولا تتطلب الكثير من الوقت لإنهائها و الانتقال إلى مهمة أخرى حيث لا يزيد وقت إنهاء المهمة الواحدة عن خمسة دقائق في العادة، الطور الثاني Free Play وهو خالي من عروض القصة أما الطور الثالث فيحتوي على مهمات إضافية Bonus Quests، و في الحقيقة جميع أطوار اللعب متشابهة و لا يوجد تنوع في الأهداف أو المهمات أو أي شيء و كل ما في الأمر أن فريق العمل قرر إضافة عدة أطوار لإطالة عمر اللعبة، حيث يمكنك أن تقوم بتطوير شخصيتك و اكتساب نقاط الخبرة في طور اللعب الحر و طور المهمات الإضافية و العودة مجددا مع شخصيتك إلى طور القصة.
منظومة التحكم في اللعبة تعتمد على استخدام زر B للهجمات الضعيفة حيث يمكن ضغط الزر بشكل متتالي لتنفيذ الضربات أو الهجمات المتلاحقة، زر A يستخدم للضربات الثقيلة التي تبدو مفيدة في بعض الحالات، بينما يقوم زر X بالتصويب على عدو معين و إظهار عداد طاقته، أما زر Y فيستخدم لتفعيل عداد المانا، الصد يمكن القيام به عن طريق أزرار الكتف L و R. و بالتأكيد كما هو الحال مع هذا النوع من الألعاب ستتعرض للهجوم من جحافل متعددة من الأعداء المتنوعين، بعض الأعداء يحاولون مهاجمتك مباشرة فيما يتميز البعض الآخر بقدرات معينة مثل الدفاع القوي أو الهجمات بعيدة المدى حيث يقوم أحدهم بإطلاق شحنة كهربائية في اتجاهك على سبيل المثال وحتى تتفاداها يجب عليك الانتقال بين أحد مستويات الخريطة، حيث أن الحركة ليست حرّة في اللعبة في جميع الاتجاهات.
دعوني أوضح لكم قليلا نظام الحركة في اللعبة، تنقسم ساحة المعركة بالعادة إلى ثلاثة مستويات أفقية متوازية تتحرك عن طريقها يمينا و يسارا فقط، نظام الحركة هذا أعجبني حيث لن يقوم أحد الأعداء بالهجوم عليك من “الزاوية” كما يحصل في الكثير من ألعاب الأرصفة كما أنه مكّن اللعبة من تزويد الأعداء بهجمات غير قابلة للصد و ضربات سحرية بعيدة المدى يفضل أن تتفاداها بالانتقال إلى مستوى أفقي آخر على الخريطة، إلا أن اللعبة لم تستغل هذه الميزة بالشكل الكافي لأن الهجمات غير القابلة للصد قليلة جدا. حسنا ماذا عن نظام تطوير القدرات في اللعبة، يمكنك تطوير شخصيتك بالحصول على نقاط الخبرة من أي طور من أطوار اللعب و يمكنك شراء الإكسسوارات و الدروع إلا أن اللعبة لا تحتوي على أي نوع من الضربات السحرية. بشكل عام تم تقديم نظام القتال في اللعبة بشكل جيد و أود أن أشير إلى تواجد خاصية التفادي أو الـ Parry، التي تمكنك من إلغاء ضربة الخصم إذا قمت بتوجيه ضربة معاكسة في نفس اللحظة.
هذه اللعبة لا تبدو مبهرة رسوميا، على الرغم من روعة عملية التحريك ودقتها حيث ستشعر بالرغب في التحديق بالشاشة لمراقبة الحركة الناعمة و السلسة للأعداء و الشخصيات، إلا أن الخلفيات أو الحلبات التي يدور بها القتال لا تبدو جيدة للغاية و ليس بها أي تفاصيل ملفتة للانتباه كما أنها تتكرر كثيرا، و من المؤسف بأن اللعبة تعاني من هبوط حاد في معدل الإطارات في كل مرة تزدحم فيها الشاشة بالأعداء، أنا أعتقد بأن هذا الخلل ناجم من عدم قدرة المطورين على التعامل بالشكل المطلوب مع عتاد الـ3DS و بالأخص استخدام خاصية الأبعاد الثلاثية التي سيزيد تفعيلها الوضع سوءا حتى تصبح اللعبة تقريبا غير قابلة للعب، و كان من الأحرى بفريق العمل أن يحرص على سلاسة الحركة لأن هذا العيب مؤثر بدرجة قاتلة في لعبة من هذا النوع مع الأسف. من الجدير بالذكر بأن الرسام البارع “كينو نيشيمورا” هو المسؤول عن تصاميم الشخصيات و الرسوميات الفنية الجميلة التي ستشاهدها باللعبة، وهو ذات الرسام الذي عمل على لعبة 999 من قبل و على الجزء الجديد Virtue’s Last Reward.
على الصعيد الآخر حصلت اللعبة على مجهود طيب في إعداد الموسيقى الخاصة باللعبة حيث لدينا ألحان رائعة و متنوعة تستخدم آلات موسيقية متعددة حيث لدينا الناي و الجيتار الإسباني و البيانو و ما إلى ذلك، أما الدبلجة و رغم المجهود الواضح الذي تم بذله من أجلها إلا أنها متفاوتة المستوى من شخصية إلى أخرى، فيما تبدو المؤثرات الصوتية عادية للغاية و مكررة.
في النهاية، ستحظى لعبة ميثاق الأميرة برضا مجموعة محددة من الناس وستشكل ما يعرف باللغة الإنجليزية بالـ Cult Hit، إلا أنها لعبة لا تناسب الجميع، اللعبة بأمانة متوسطة المستوى إجمالا و أثر عليها كثيرا هبوط معدل الإطارات المستمر و المدة القصيرة جدا للمهام، اللعبة متوسطة في جميع عناصرها فهي لا تحتوي على الكثير من الأسلحة و الإكسسوارات و هناك الكثير من التكرار في محتوياتها كما لا تستغل اللعبة فكرة المحاور الثلاثة بأحسن شكل ممكن، و أود أن أشير بأنني لم أتكمن من تجربة اللعب الجماعي التعاوني أو التنافسي و لا أعرف لماذا لم أجد أي شخص عبر الشبكة، هل هي مشكلة من قلة توافر اللعبة و بالتالي قلة عدد اللاعبين أو سوء خدمة شبكة ننتندو مع الـ3DS .. أعتقد بأن السبب الأول أكثر منطقية، على أية حال كان من الممكن أن تكون هذه اللعبة أفضل من ذلك سواء من ناحية المحتوى وطريقة التقديم، أو من ناحية تقنية بحتة مع القدرات المحدودة لمبرمجي اللعبة، إلا أن التجربة تبقى ممتعة لمحبي هذا الصنف من الألعاب في زمن أضحت به ألعاب الأرصفة عملة نادرة.