لطالما خضنا تجارب سيئة مع سلسلة Assassin’s Creed على الأجهزة المحمولة، بين أجزاء خاصة و إعادة إصدار الألعاب الرئيسية من الأجهزة المنزلية على المحمول. هل هنالك شيء إستثنائي هنا ؟ Upisoft هذه المرة تخرج لنا بلعبة Assassin’s Creed متكاملة كما بالأجهزة المنزلية و الفضل يعود بالتأكيد لقدرات البلايستيشن فيتا الخارقة! نعم كل مايتواجد بأجزاء السلسلة متواجد هنا، العالم المفتوح و المهام الفرعية و النشاطات المتواجدة حول المدينة وما إلى ذلك! إذا أردتم الخلاصة الأن فسأعطيكم إياها حالاً Liberation لعبة أساسين كريد متكاملة و لكنها ليست لعبة “مكتملة”! تابعوا معي قراءة المراجعة لمعرفة مستواها بشكل مفصّل.
بالوقت الذي يصارع فيه Connor بطل الجزء الثالث من السلسلة في واشنطن بين الثورة الأمريكية، تجري حكاية أخرى بالجانب الأخر من الولاية المتحدة و تحديداً بمدينة New Orleans بطلتها فتاة فرنسية من عرق الأساسين هي الأخرى تدعى Aveline، سيدة من الطبقة الرفيعة تحاول مساعدة المظلومين و تشارك بالحرب القائمة بين الفرنسيين و الهنود. حسناً لايوجد ماهو مثير بالقصة هنا و لاعلاقة أحداث هذا الجزء بأي جزء أخر و لايصل لمستوياتها بأي شكل كان، لكن الأهم من كل ذلك وداعاً لمهام المستقبل الكآيبة و ديزمند مايلز! لاتسير قصة هذا الجزء حسبما يريد رؤيته ديزمند من ماضي Aveline كما كان الحال مع الطاير و إتيزو و كونر، إنما تُسرد لكم حكاية بطلة اللعبة بأهم مراحلها.
هل رأيتم الصور المنتشرة بالأنترنت للعبة ؟ شيء يصل لمستوى رسوم الثالث على الأجهزة المنزلية أليس كذلك! لا أريد إحباطكم من البداية ولكن رسوم Liberation بالحقيقة لاتصل لمستوى الثالث إطلاقاً (إذا إستثنينا تفاصيل البيئات البعيدة بالطبع!) بل هي حتى أقل مستوى من أي جزء صدر على الأجهزة المنزلية، ولكنها بالوقت نفسه ليست سيئة بل جيدة جداً كلعبة صدرت على جهاز محمول ببداية عمره، الأهم من ذلك و مايزيد الطين بلّة رغم عدم إستغلال قدرات الجهاز بشكل صحيح لإعطاء مظهر أجمل إلا إنها تعاني تقنياً بشدة كإنخفاض معدل الإطارات، ولاننسى المشاكل التقنية التي صاحبت الجزء الثالث هنا والتي زادت بكثرة لدرجة مزعجة بل وصل بعضها لمستوى لايطاق كتوقف اللعبة ببعض الأحيان مما يتوجب عليك إعادتها من جديد!
مدينة New Orleans أو عالم Liberation مصمم بشكل مقارب جداً لتصميم عالم الجزء الثالث الذي لاقى بعض الإنتقادات، نعم لايوجد هنا مباني طويلة بتصاميم مميزة كما كنا نرى بالعادة في ألعاب Assassin’s Creed، لكن كما بالثالث أيضاً تقدم مناطق مجاورة كالغابات بشكل أفضل من أي إصدار سابق للسلسلة، إلا إنها هنا تشهد تراجع بالمستوى عن الثالث من هذه الناحية. بالحقيقة لايوجد شيء مميز بعالم هذا الجزء ستستطلعه أياماً و تنساه، لكن ألا يمكن أن نكون إيجابيين قليلاً كوننا نشهد مثل هذا العمل على جهاز محمول يقدم لأول مرة عالم Assassin’s Creed بشكل منفتح و متكامل ؟ بجميع الأحوال لم يكن إختيار الحقبة الزمنية موفقاً هذه المرة.
لأول مرة نشهد صدور Assassin’s Creed على المحمول بشكل مقارب للأجهزة المنزلية، عالم اللعبة هنا مفتوح تماماً يمكنك التجوال فيه بأي وقت خارج المهام، إلا إنه بالوقت نفسه “منغلق” أكثر من الأجزاء الماضية، أو بعبارة أخرى يوفر مساحة أصغر للتجوال و الإستكشاف. بالمقابل تقدم Liberation العديد من المهام الفرعية و النشاطات التي يمكنك إضاعة الوقت عليها خارج إطار القصة، بجانب لعودة خاصية شراء الملابس و هذه المرة تملك عدة أنواع/أشكال مختلفة، ولا أنسى عودة شراء المباني و التي أصبحت محدودة الإستخدامات مع كمية أقل من السابق، والشهود على جرائمك الذي عليك قتلهم لإنزال مستوى سمعتك السيئة ولاننسى الأوراق المنتشرة بالأزقة التي تعلن عن طلبك والتي تؤدي نفس الغرض عند إزالتها.
ميكانيكية اللعب بهذا الإصدار لاتختلف كثيراً عن الجزء الأخر، Liberation تحافظ على كل شيء قدمه الثالث بنفس العيوب مع بعض الإضافات! نظام القتال الذي لاقى الكثير من الإنتقادات موجود هنا دون تحسينات، زر لتنفيذ الضربات بشكل متكرر في كل مرة و أخر للصّد، التسلق بزر واحد يوصلك للقمة و نفس الزر يؤدي الغرض للركض مع عدم وجود أخر لزيادة السرعة! إذا كنت من الذي قاموا بتجربة الثالث مؤخراً، فحان الوقت لتتعمق أكثر بنظام القتال و تستكشف عيوبه بشكل مفصّل! المواجهات سيئة تميل للسهولة أحياناً و للضجر بأحيان أخرى مع بعض الفئات من الجنود الذي يصدون ضرباتك و يعيدون السيناريو تكراراً و ميراراً نفسه الذي رأيناه سلفاً بالثالث! بالإضافة لإعادة ذخيرة المسدسات التي تأخد وقت طويل جداً. مايزيد الأمر سوءً هنا حضور الأخطاء التقنية بمنتصف المعارك، فأحياناً تريد ضرب أحدهم في مواجهة وإذا بالبطلة تلوح بسلاحها وكأن لايوجد أحد أمامها رغم إنه يقوم بضربك!
من جانب أخر تقدم Liberation هنا إضافات جديدة، بعيداً عن عيوب التي خلّفها الثالث يقدم هذا الإصدار بعض المزايا الجديدة التي يتوجب علينا ذكرها بمراجعتنا. تحدثناً سابقاً عن إمكانية شراء الملابس المختلفة، حسناً كل رداء له معدل الطلب الخاص به، مثلاً أحد الملابس عليها طلب عالي و كل جنود المدينة ستهاجمك فور رؤيتك، بينما بلباس أخر يمكنك الإقتراب منهم ولن يلتفتوا إليك! إضافة لذلك إستغل فريق التطوير بشكل عبقري جنس بطل هذا الإصدار، بعض الملابس الأنيقة ستتيح لك إغراء الرجال أو الجنود الأغبياء لملاحقتك، الرجل لافائدة تذكر منه بينما الجندي سيهابه اللصوص الذي سيهاجمونك بكثرة لدرجة مزعجة جداً بالخلاء محاولين سرقتك، وتحضر بالطبع الأخطاء التقنية هنا لتزيد الطين بلّة! فائدة الملابس الأنيقة أيضاً في بعض المهام لرشوة الجنود للسماح لك بالدخول للأماكن الممنوع دخولها العامة، لكن بالمقابل لن يمكنك الركض بسرعة و تسلق أياً كان بهذه الملابس، حيث سيكون التحكم محدوداً بالشخصية.
تحكم اللعبة لايختلف كثيراً عن الجزء الثالث، والفضل يعود بالطبع لوجود إثنين من الأنلوج بجهاز البلايستيشن فيتا، نفس كل شيء تماماً و نفس العيوب كذلك مثل زر L يؤدي دوري الركض و التسلق، مما يصادفك أثناء الركض شيء ما مقارب يعترض طريقك ليبدأ اللاعب بالتسلق! لحظات نعاني منها بكثرة خاصة أثناء المطاردات، لا أفهم حقيقة سبب جعل زر واحد لأداء وظيفتين مهمتين بهذا الشكل. أياً كان Liberation تقدم تحكم متكامل دون وجود أية مشاكل أخرى تستحق الذكر بالإضافة لأنها إستفادت من خاصية اللمس لتنفيذ بعض الأمور كالسرقة و التغيير بين الأسلحة المتوفرة و حل بعض الألغاز وغيرها.
خلافاً للثالث لاتحتوي Liberation على مهام خلابة و مذهلة مثلما يحتويه الثالث و سأتجنب ذكر الأمثلة لعدم تخريب المفاجئات للاعبين الذين لم يبدأوا بها بعد، لكن لإعطاء صورة أقرب ما رأيكم بالمواجهات في الثالث ؟ رأيكم أيضاً بالمطاردات ؟ كانت إثنتين من أكثر الأمور المزعجة التي لم تطبق بشكل جيد. إذا كنتم توافقوني الرأي بالعبارة السابقة فلدي أخبار سيئة هنا! ليبرشين تقدم كمية كبيرة من هذه المهام التي تشكّل الدور الرئيسي و الجانب الأكبر من محتوى اللعبة، أي إنها بعبارة أخرى مليئة بالتكرار بهذه النوعية من المهام المضجرة، لكن من الجانب الأخر تقدم مراحل ممتعة و جيدة هنا و هناك.
تقدم اللعبة 8 فصول أو “سيكونس” تستغرق أوقات متفاوتة لإنهاء كل منها، يمكنك إنهائها جميعاً خلال 6-8 ساعات. كما يتواجد العالم المفتوح القابل للإستكشاف ووجود كمية من النشاطات و المهام الفرعية التي يمكن إضاعة وقتك عليها بجانب لطور تعدد اللاعبين، كل ذلك في لعبة غنية بالمحتوى على المحمول بإمكانها إشغالك لفترة إن كان بمقدورك تفادي سلبياتها المتعددة.