تنانين، ممالك و حروب عسكرية طاحنة، أساطير و خرافات و أبطال يحاولون تحقيق المستحيل، أبطال تجمعهم أواصر أقوى من الدم يتّحدون معاً تحت درع النار للوقوف في وجه التنين العائد بعد مئات السنين للقضاء على الجنس البشري. ساعات و ساعات و ساعات قضيناها مبحلقين في شاشة الـ3DS الصغيرة والان نعود إليكم لتقديم هذه المراجعة.
في الحقيقة تمتلك سلسلة فاير امبلم تاريخا عريقاً في اليابان مع أنها قد تكون مجهولة قليلاً للقارىء العربي الكريم وذلك لقلة شعبية هذا النوع من الألعاب في ربوع بلادنا العربية ناهيك عن المصاعب التي تواجه أجهزة ننتندو نفسها هنا. حتى في العالم الغربي إجمالا لا تحظى فاير امبلم أو معظم الألعاب الاستراتيجية بأي شعبية تذكر، لا تجعل هذا الأمر يقلقك وواصل القراءة معنا لتتعرف على سلسلة فاير امبلم الملحمية.
تاريخ سلسلة فاير امبلم
سلسلة فاير امبلم هي لعبة تمثيل أدوار استراتيجية من تطوير فريق ننتندو الشهير والذي يمتلك محبة خاصة من محبي الشركة فريق “انتلجنت سستمز”. بدأت دورة حياة فاير امبلم على جهاز العائلة قبل أكثر من 20 عاماً عن طريق المصمم “شوزو كاجا” كواحدة من أوائل ألعاب الآربيجي الاستراتيجية عبر التاريخ و لتحقق اللعبة ضجة كبيرة و تلهم المصمم القدير “ياسومي ماتسونو” بابتكار التحفة “تاكتكس أوجر” مع شركة كويست، فاير امبلم كانت لعبة سابقة لعصرها مع المحادثات العميقة للشخصيات و اللعب الاستراتيجي الذكي غير المعهود باتاً على جهاز محدود القدرات مثل جهاز العائلة، اللعبة الأولى تحدثت عن الأمير مارث و الجيش الذي يقوده لمحاربة الشر و إنقاذ العالم بمعاونة رفاقه المخلصين، ووضعت اللعبة حجر الأساس للسلسلة بالاعتماد على الشخصيات الرفيقة في الحياة و الموت، و التركيز على نقطة البطولة الجماعية بدلا من البطولة الفردية كما هو الحال مع الكثير من ألعاب الآربيجي الأخرى.
حصلت السلسلة بعد ذلك على إصدارات متعددة وصل عددها مع جهاز السوبر ننتندو إلى 6 أجزاء بالتمام و الكمال و حتى هذه الأثناء لم يعرف الجمهور الغربي أبدا سلسلة فاير امبلم و كانت ألعاب فاينل فانتسي تاكتكس و تاكتكس أوجر هي صاحبة السبق في لفت انتباه الجمهور خارج اليابان إلى هذا النوع من الألعاب بقيادة عملاق الآربيجي في التسعينات شركة سكوير سوفت. توقفت الأمور هنا كثيرا بخصوص سلسلة فاير امبلم مع الانتقال إلى منصة ننتندو 64 ذات الرسوم ثلاثية الأبعاد و غابت السلسلة عن أجهزة ننتندو لسنوات طويلة إلا أن السلسلة لم تبقى في سباتها طويلا، إذ عاد فريق انلجنت سستمز للعمل على لعبته العزيزة مع جهاز جيم بوي أدفانس لأول مرة منذ أيام السوبر ننتندو، ليتم تطوير الجزء السابع من السلسلة و إصداره تحت اسم “فاير امبلم” فقط في السوق الغربي للمرة الأولى على الإطلاق.
نعم إصدارة الجيمبوي أدفانس هي أول الإصدارات في الغرب و في الحقيقة فقد أخذت اللعبة الجمهور الغربي على حين غرة بمستواها المذهل، نعم فاير امبلم الأدفانس لعبة في غاية الروعة و هي تحتل في قلبي مكانة كبيرة و خاصة للغاية وقد تكون أروع لعبة استراتيجية لعبتها حتى اليوم، الإصدارة التالية و التي حملت اسم Sacred Stones لم تكن أقل شأناً فقد حافظت على المستوى الرائع للجزء السابق إلا أنها كانت أقصر و أسهل مما جعلها أقل قيمة في المجمل من السابع العجائبي، بعد ذلك عادت ننتندو للرهان على فاير امبلم مجددا لتنقل اللعبة هذه المرة إلى جهازها المنزلي جيم كيوب لتكون اللعبة هي سلاح ننتندو الرئيسي في مجال ألعاب الآربيجي و لتشهد فاير امبلم أول عودة لها لأجهزة الكونسول بعد غياب طويل، الإصدارة التاسعة ( الثالثة خارج اليابان ) حملت اسم Path of Radiance و جاءت بمستوى رائع للغاية يضاهي أجزاء الجيمبوي أدفانس تألقاً و إبهاراً، هذه الإصدارة أتت بمزايا موسعة على طريقة اللعب و إضافات الوحدات المتحولة للحيوانات “Laguz” و نقلت القصة لتركز على الصراع بين البشر و الـLaguz لتظهر تحيز و أنانية البشر لأفراد جنسهم على حساب الأجناس الأخرى. في الحقيقة الأمر الوحيد الذي افتقدته في هذه اللعبة هو تأثير الضربات ثنائي الأبعاد المرسوم يدوياً على الأدفانس و الذي كان أقوى تعبيراً من نظيره ثلاثي الأبعاد.
استمرت فاير امبلم بالظهور على الكونسول هذه المرة على الننتندو Wii مع الجزء العملاق Radiant Dawn الذي قد يكون أضخم منتج حمل اسم فاير امبلم حتى اليوم حيث احتوى على عدد هائل من الفصول، هذه الإصدارة كانت قصة مكملة للعبة الجميكيوب و قدمت عدداً مرعباً من الشخصيات إلا أنني لم أكن راضياً عنها تماماً من ناحية القصة و الشخصيات، حيث شعرت بأن التركيز كان مفقوداً مع الكم الهائل من الشخصيات الذي احتوته اللعبة و تشتتها بين عناصر عديدة. بعد ذلك حصل جهاز ننتندو DS هذه المرة على نصيبه مع لعبة Shadow Dragon التي لم تكن في حقيقة الأمر سوى ريميك معاد للجزء الأول، هذه اللعبة هي الحلقة الأضعف في السلسلة حتى اليوم و أنصح بتجنبها تماماً، الإصدارة التالية ( الثانية عشر ) لم تخرج من اليابان هذه المرة و حملت اسماً يمكن ترجمته إلى Heroes of Light and Shadow، الجزء الثاني عشر هو ريميك للجزء الثالث من السلسلة مع إضافة عدد من الفصول الإضافية للقصة و المزيد من المحادثات الجانبية بالإضافة إلى نظام تشكيل الشخصية الجديد، و أخيراً يحصل الننتندو 3DS على نصيبه مع الجزء الثالث عشر الذي حقق ضجة كبيرة و نجح في تحقيق أكثر من نصف مليون نسخة مباعة في اليابان، و ها نحن نراجعها.
أساسات اللعبة
من أبرز مميزات فاير امبلم مقارنة بالألعاب الاستراتيجية الأخرى بساطتها الشديدة التي تجعلها لعبة سهلة التعلم و التجربة، لا تعتمد فاير امبلم على البناء المعقد و الاحترافي للشخصيات وإنما تعتمد بشكل شبه كلي على توزيع وحداتك الخاصة على خريطة المعركة و طريقة تحريكهم بناء على نقاط ضعف أو قوة كل منهم، مما يجعل فاير امبلم أشبه بلعبة شطرنج ضد الذكاء الاصطناعي، كما تمتلك فاير امبلم دائما طاقماً ممتازاً من الشخصيات المتنوعة التي ترتبط فيما بينها بعلاقات مختلفة. لطالما كان تركيز السلسلة على البساطة و التحدي في آن واحد، بالإضافة إلى التطوير الرائع للشخصيات و الموسيقى الممتازة بطابع و نكهة ألعاب العصور الوسطى نقاط قوة لا يمكن إغفالها، إلا أن الميزة الأشهر للسلسلة و التي سيحدثك عنها فورا أيّ من عشاقها هي خاصية الموت الكلي، عندما تفقد أحد شخصياتك في معركة ما لن تتمكن من استعادتها أبداً و ستفقدها كلياً و ستفوتك أي محادثات متعلقة بها في الفصول اللاحقة، مما يجعلك حريصا للغاية على حياة جميع الشخصيات أثناء اللعب.
تحتوي إصدارة أويكننج على خاصية جديدة تسمح للاعب بالانتقاء بين طور Casual الجديد الذي يسمح لك باستعادة شخصياتك إذا خسرت أحدها خلال المعركة، و طور Classic الذي يجعلك تخوض التجربة بشكلها الأصلي. كما تحتوي اللعبة على مستويات صعوبة متعددة، Normal وهو مستوى الصعوبة الاعتيادي إلا أنه هنا سهل للغاية و لا أنصح به مطلقا لمحترفي الألعاب الاستراتيجية، و طور Hard الذي سيشجعك أكثر على استعمال خواص اللعب الجديدة ويختبر مهاراتك و قدراتك بشكل حقيقي، بالإضافة إلى طور Lunatic الجنوني تماماً.
تحتوي فاير امبلم على خيارات لعب متعددة للغاية، القصة الرئيسية مقسمة على عدد كبير من الفصول يزيد عن العشرين، كل فصل هو عبارة عن جزئية قصة و خريطة جديدة تخوض على أرضها المعركة، و تنتقل بين الفصول على خريطة العالم التي تعود إلينا من الجزء الثامن، والتي تسهل عملية لعب الفصول الجانبية وعملية تنظيم الموارد و تسمح للاعب بتطوير الشخصيات كما يشاء. تمتلك اللعبة الكثير من المزايا المعتمدة على الخواص اللاسلكية لجهاز ننتندو 3DS، يمكنك تحميل الكثير من الخرائط و الأدوات، يمكنك شراء عدد من الفصول الجانبية التي تحتوي على مجموعة من أبرز شخصيات الأجزاء السابقة، كما يمكنك أيضا أن تقوم بضم وحدة My Unit من لاعبين آخرين إلى جيشك الخاص.