كيف تُلعب Awakening ؟
لا تختلف أويكننج كثيرا عن ألعاب فاير امبلم الاخرى، لديك عدد من الشخصيات التي تنتمي إلى وظائف مختلفة، كل شخصية تمتلك مساحة مقيدة للحركة و الهدف هو تبادل الضربات مع وحدات الأعداء حتى القضاء عليهم أو القضاء على الزعيم. كل وظيفة في فاير امبلم تمتلك نقاط قوة و نقاط ضعف، الفارس المدرع على سبيل المثال قوي للغاية هجوماً و دفاعاً إلا أنه ضعيف للغاية ضد السحر، الحصان المجنح أو الطائر يقطع مسافات شاسعة على الخريطة إلا أنه ضعيف ضد الأسهم أو النبالة و هكذا، يمكنك الاختيار بين العديد من الشخصيات لتصنع الجيش الأمثل كما ترى و تصقل محاربيك في كل فصل مع زيادة نقاط الخبرة و شراء أسلحة أقوى من السابق.
تحتوي اللعبة على نظام جديد يدعى Pair up وهو أكبر ميزة للجزء الجديد و أبرز نقطة اختلاف عن السابق، في كل معركة تضع بها شخصيتين بجانب بعضهما سيقوم كل منهما بمساعدة الآخر لدى المواجهة مع الأعداء، و كلما زادت العلاقة بين الشخصيات عن طريق محادثات الدعم ( Support ) كلما زاد تعاونهما على أرض المعركة. كمية محادثات الـSupport مهولة حقا حيث يمكنك أن تبني علاقة مع أي شخصية في اللعبة مما يجعل جميع شخصيات أويكننج تحظى بنصيبها من الاهتمام بشكل يتجاوز الأجزاء السابقة، ليس ذلك فحسب بل إن اللعبة تقدم نظام الزواج حيث يمكنك تزويج أي شخصية ذكورية “تقريباً” مع أي شخصية أنثوية عندما تصل العلاقة بينهما إلى مستوى S، و ستقوم اللعبة بعد ذلك بتقديم فصل جانبي يمكنك من ضم ابن الزوجين إلى الجيش كما يمتلك الأبناء محادثات Support أيضا مع كلا الوالدين ! حسناً ملاحظة صغيرة، كانت الأجزاء السابقة تحتوي على خيار “إنقاذ” من قائمة الخيارات في المعارك، تم استبدال هذا الخيار بـPair up الأمر الجديد الذي يوحّد اثنين من أفراد الجيش معا حيث يقاتل أحدهم و يلعب الآخر دور الداعم له، لا تتعرض الشخصية الداعمة لضربات أو هجمات الأعداء إلا أنها تحصل على نقاط خبرة أقل.
القصة عادية هذه المرّة
ربما لا تكون الحبكة أحد نقاط القوة في أجزاء فاير امبلم السابقة، إلا أن الجزء الجديد خيّب أملي كثيرا من ناحية القصة إجمالاً، القصة مقسمة على 3 أجزاء بشكل رئيس، عيوب القصة كثيرة جدا لدرجة أنني لا أعرف من أين أبدأ الحديث، لدينا أولا الشخصيات الرئيسة الضعيفة للغاية، بطل اللعبة الأمير كروم بالإضافة إلى شقيقته ليزا و رفيق دربه المخلص فريدرك شخصيات ضعيفة للغاية حيث شفطت اللعبة التركيز الكبير لتسلطه على شخصية اللاعب My Unit، مما تسبب بضعف كبير للغاية في طريقة بناء الشخصيات و دورها أثناء المعركة، شخصيات فاير امبلم أويكننج تبدو بلا أهداف أو نوايا وليس لها أي دور حقيقي و ملحوظ في الحروب التي تخوضها المجموعة باستثناء محادثات الـSupport، على أية حال محادثات الـSupport هي نقطة جانبية من المفترض أن تعزز عمق الشخصيات لكن هذا لا يعني بأن يقوم فريق العمل بإهمال أدوار جميع الشخصيات تقريبا في القصة الرئيسة بشكل تام، معظم الشخصيات لن تظهر في القصة الرئيسة سوى لحظة انضمامها لجيشك فقط و بعد ذلك لن تراها مطلقا، و ضعف الشخصيات الرئيسة يزيد الأمور سوءاً، حيث ان هذه الشخصيات لا يبدو عليها أنها تملك مبادىء و قيم تغيّر الناس و توحدهم مثل الأجزاء السابقة بل أنني وجدت نفسي في نهاية اللعبة أفكر بدافع الشخصيات الحقيقي من خوض كل هذه الحروب ؟ و لم أجد جواباً شافياً حتى الآن.
حتى العالم و الممالك الجديدة في فاير امبلم أويكننج ليست مثيرة للاهتمام، لدينا مثلاً مملكة بليجيا و مملكة فيروكس ما الذي يميزهما ؟ ليس هنالك الكثير، في لعبة الجيمكيوب مثلا كنّا نرى جيدا عادات و تقاليد و طريقة تفكير شعب و أهل مملكة كريميا أو مملكة دين و ما إلى ذلك، كل منطقة كانت تتميز بثقافات و عادات مختلفة و هناك خلفية ملحوظة لها، اما في إصدارة أويكننج لا نرى سوى جانباً بسيطاً عن عالم اللعبة الخاوي، هذه اللعبة تحاول أن تأخذ نفسها بجدية أكثر من اللازم و لذلك تفقد الكثير من حس الفكاهة الرائع في الأجزاء الماضية و تحاول أن تجعل نفسها ملحمية أكثر من اللازم، و حتى أنها تقدم بعض عناصر الخيال العلمي و تحديداً السفر عبر الزمن بشكل يذكرني بهراء تورياما في ألعاب فاينل فانتسي الأخيرة، حيث لم يساهم هذا الأمر إلا بخلق المشاكل و الفجوات في القصة كما أنه لا يناسب لعبة عصور وسطى مثل فاير امبلم.
و من أجل أن نعطي لكل ذي حق حقه، يجب علي أن أشيد بالجزء الأول أو الثلث الأول من القصة لأنه الأفضل للأسف الشديد، حيث ينهي هذا الثلث نهاية رائعة ملحمية و يحمل مواجهة ستعلق في ذهن كل شخص يلعب فاير امبلم أويكننج لفترة طويلة، مع تقديم أفضل شخصية من شخصيات الزعماء في اللعبة بأكملها.
عيوب اللعبة
أصل إلى هذه الفقرة و الحزن يعتصر قلبي، لم أكن أتصور أبداً بأنني سأكتب فقرة عيوب في لعبة فاير امبلم الجديدة لأن عيوب و مزايا اللعبة الكبيرة دائما ما تغطي على بعض السلبيات الصغيرة، إلا أن فاير امبلم أويكننج مليئة بعيوب كبيرة لا يمكن أن أتجاهلها و سأقوم بتلخيصها لكم:
– تصميم الخرائط في اللعبة أقل بكثير من الأجزاء الماضية، معظم الخرائط مربعة الشكل متوسطة الحجم و تصميمها يفتقد إلى الإبداع و الابتكار.
– لا يوجد أهداف رئيسة متنوعة مثل الأجزاء السابقة، لا يوجد أهداف مثل النجاة لعشر جولات أو الدفاع عن شخصية معينة، هنا عليك فقط أن تهزم الزعيم أو تهزم جميع الأعداء، مما يجعل رتم اللعبة مليئاً بالتكرار.
– لا يوجد أهداف ثانوية بتاتاً، في الماضي كان يمكنك أن تقوم ببعض النشاطات الصغيرة المثيرة للاهتمام مثل زيارة القرى لمعرفة المعلومات أو الحصول على جوائز، و إنقاذ بعض الأشخاص أو القيام بتجنيد بعض الوحدات المحايدة إلى جيشك و غير ذلك، كل هذه النقاط تم حذفها و التخلي عنها في أويكننج.
– لا يوجد شخصيات تتطور بشكل عميق و عبقري مثل الأجزاء الماضية، بالإضافة إلى مشاكل القصة المتعددة
– لا يوجد فصول مبتكرة في القصة الرئيسة و جميع الفصول هي معارك اعتيادية، في الأجزاء الماضية حصلنا على سبيل المثال على فصول تشكل مواجهة بين شخصيتين فقط بدلا من معركة جيش لجيش، في جزء الوي حصلنا على فصل يمنحك التحكم بشخصيتين فقط ( الملكة إلينسيا و مساعدتها ) ضد مجموعة من الأعداء التي تحاول اغتيال الملكة أثناء نزهتها الصباحية على متن حصانها المجنح في السماء و دارت المعركة بأكملها فوق السحاب، فاير امبلم أويكننج لا تقدم أي شيء مشابه.
التقديم على أعلى مستوى ممكن
مستوى التقديم في اللعبة هو نقطة القوة البارزة التي يمكن إنكارها لهذه اللعبة، أويكننج تبدو رائعة للغاية بصريا و هي بلا شك من أروع ألعاب الاستراتيجي مظهراً على الإطلاق، جميع الخرائط ثلاثية الأبعاد بالكامل و تبدو جميلة للغاية مع مؤثرات الـ3D الخاصة بالجهاز، كما أن مستوى التحريك أثناء توجيه الضربات جيد للغاية، تحتوي اللعبة أيضا على كمية لا بأس بها من عروض الفيديو الي تمنح اللعبة الإحساس بالفخامة، أما الطراز الفني للشخصيات فسيختلف تقبله من شخص إلى آخر و أنا أفضل عليه الأجزاء القديمة كذوق شخصي بحت. و لا تقل الموسيقى تألقا عن البصريات بل تتفوق عليها في الواقع مع عمل موسيقي أوركسترالي بالكامل و بعض مقاطع التمثيل الصوتي ( القليلة )، فاير امبلم أويكننج تستغل مزايا الـ3DS جيداً و تقدم نفسها بقيمة تناطح أجزاء الكونسول السابقة بل و تتفوق عليها.
كلمة أخيرة
ربما تكون فاير امبلم أويكننج لعبة ممتازة و مصقولة بعناية، بل هي أكثر الأجزاء صقلاً و دراية بالخيارات الي تبسط التجربة على جميع اللاعبين، و هذا ما يجعلها تحظى بنسبة قبول أعلى من الأجزاء السابقة، إلا أنها تفضل الكمية على حساب الجودة و أنا لا أدعم هذا التوجه بتاتاً في أي لعبة، اللعبة تحتوي على الكثير من الفصول و الكثير من الشخصيات و الكثير من الإضافات و الكثير من كل شيء، إلا أنها لا تتألق بتقديم وبناء عناصرها الكثيرة، أويكننج لعبة تخشى الابتكار و التصميم الخلّاق الذي كان جزءاً لا يتجزأ من ألعاب السلسلة العجائبية في الماضي، لكن هذا لا يمنع أنها في الوقت الحاضر أفضل لعبة آربيجي جديدة كلياً على الـ3DS و لعبة تستغل جميع مزايا الجهاز التقنية كما يجب أن يكون.