أصبحنا على مشارف جيل جديد من منصّات الألعاب المنزلية، ليحين الوقت أخيراً ليستغل المطورين كافة قدرات الأجهزة الحالية التي قاموا بالتطوير عليها لسنوات! حان الوقت أيضاً ليختتموا مابدأوا به هذا الجيل.. ثلاثية تليها ثلاثية و ختامية تليها ختامية. هل يفعلها فريق التطوير Crytek ماعجز عن تحقيقه بقية المطورين ؟ الختاميّة المثالية! لنتعرف على الإجابة سويّا.
لطالما أبدع ستوديو Crytek الألماني بتقديم ذلك المستوى التقني المذهل بهذا الجيل.. بداية مع Crysis الأولى على الحواسب الشخصية بعام 2007، تلك اللعبة التي أثارت إذهال الكثيرين لما تقدمه من مستوى بصري مدهش، ولم يستطع أحد تجاوزها إلا بعد سنوات. ثم مع الجزء الثاني على الأجهزة المنزلية، التي أرتنا قدرات الإكس بوكس 360 الفعلية. تواصل Crytek إذهالنا وتصل بقدرات الأجهزة المنزلية الحالية لأقصى إمكانياتها مع محركها الشهير CryEngine بإصداره الثالث.. فكل شيء يبدوا مثالياً هنا من الإضائة و المؤثرات إلى دقة تفاصيل المجسمات المشبعة بالتفاصيل، بإستثناء الوجوه بالطبع التي لم تقدم بشكل مناسب.
نعود مجدداً لمدينة نيويورك المحطمة برفقة Prophet وهذه المرة تبدوا مدمرة بالكامل، ومنغلقة أكثر من أي وقت مضى! إنزعج الكثيرين من إنغلاق عالم Crysis 2 أو بالإصح لكونه خطي أكثر من الجزء الأول ولايقدم تلك المساحات الشاسعة للتجوال.. Crytek بدورها لم تعطي بالاً لتلك التذمرات، وحولتها للعبة خطية كأي لعبة إطلاق نار أخرى مع إعطاء بعض المساحات بين الحيّن و الأخر التي لم تلبي المتطلبات، ولايوجد الكثير لتفعله بعالمها الفارغ و لا بتلك الغابات.. كل ماهنالك قطع المشاوير المزعجة من A إلى النقطة B.
تحافظ Crysis 3 على ميكانيكية اللعب المعهودة من السلسلة.. بين إسلوبي التجسس و الفوضوي -الإعتيادي- كلاً منهم حصل على نصيبه من الإضافات المؤثرة، والتي بموجبها ساعدت بتقديم تجربة أفضل أو ربما.. للأسوأ! لنتحدث في البداية عن الإعتيادي و الرئيسي هنا، كأي لعبة إطلاق نار أخرى تقدم تشكيلة من الأسلحة المعتادة و المتنوعة، لكن كرايسس 3 تخالف المعتاد و تقدم مجموعة أسلحة جديدة مثل القوس الذي سيلازمك طوال اللعبة و الفتاكة التي ستحصل عليها مع تقدمك في مسار القصة. وكما هو معتاد من السلسلة ستملك بعض الخصائص المفيدة ببدلتك كتدريعها لتخفيف الأضرار، وإجراء التعديلات على أسلحتك و تطوير ذاتك.
التجسس في اللعبة لم يكن مثالياً، إذا كانت الأجزاء الأولى تفتقر لبعض الأمور فالثالث حصل على بعضها دون تطبيقها بشكل جيد! نمط التجسس هنا يمثّل الجانب الثانوي، الذي سرعان ماستبدله للأخر -العشوائي- وتلعبها كأي لعبة إطلاق نار أخرى هذه الأيام. من الأمور التي أفسدت التجربة بهذا النمط خطية المراحل أو إنفتاحها بشكل أكبر من اللازم بأوقات أخرى.. توزيع الأعداء و الذكاء الإصطناعي الذي لم يكن رحيماً! حتى لانهضم حقه بالكامل فبجانب القدرة على الإختفاء لبعض الوقت، فقد حصل على إضافات جيدة كالمنظار الذي يمكنك من إستكشاف أماكن الأعداء و تحديدهم لمعرفة تحركاتهم، ومعرفة أنواعهم ما إذا كانوا بشراً أو غير ذلك.
Crysis 3 تبدوا مشوقة بالبداية لكن سرعان مايزول ذلك الشعور، مهمات اللعبة غالبها مكرر و ممل. إنتقل للنقطة A ثم B.. حسناً شكراً لقدومك و الأن إذهب للنقطة D.. نتمنى لك مشاهدة ممتعة! في أثناء ذلك ستجد نفسك بمكان مليء بالأعداء الذي عليك إجتيازهم بين إسلوبي التجسس و العشوائي، وللعديد من العوامل ستفشل في اللعب بنمط التجسس لتجد نفسك تتبادل معهم إطلاق النار و هكذا حتى نهاية اللعبة مما سيشعرك بالتكرار لامحالة.
طور القصة لم يكن بالشكل المعهود من سلسلة كان فيها الأساس بيوم من الأيام. كرايتك أرادت هذه المرة تقديم تجربة لعب جماعي بالدرجة الأولى، لدينا هنا مايفوق عن 10 أطوار مختلفة الأسماء يتشابه بعضها بالمحتوى و الفكرة نفسها! يتواجد أربعة أطوار الموت -Deathmatch- الأول للفرق و الثاني كلاً يلعب بشكل منفرد، الإثنين الأخرين لايختلفوا كثيراً سوى إنهم للاعبين المحترفين. من الأطوار المثيرة للإهتمام طور الصياد -Hunter- هنا تلعب بشكل متخفي رفقة القوس لإصتياد الفرائس التي بدورها ستكون ظاهرة بسهولة للعيان، كما يمكنك اللعب بهذا الدور بجنود دون قدرات خاصة و البحث عن الصيادين قبل ان يقوموا هم بإصتيادوك. طور اللعب جماعي يقدم أطوار لعب ممتعة، ولكنه لايعوض بالنهاية تدني مستوى طور اللعب الفردي.
يصل عمر طور القصة إلى 5-7 ساعات قابلة للزيادة أو النقصان حسب مستوى الصعوبة المختارة، ولايوجد الكثير لفعله أثناء مغامرتك بالطور الفردي، لكن من بين الأمور القليلة تجميع أوراق الخرائط و فتح جميع الأسلحة بالعثور عليها و إستخدامها. بالحقيقة Crysis 3 على خلاف سابقيها ليست طور قصة بالدرجة الأولى.. لايمكنك إعتبارها كذلك مهما حاولت لأنها سرعان ماتنتهي. إذا أردت تجربة لعب جماعي فربما تجد ضالتك هنا.