في كل عام ينتظر محبي ألعاب الفيديو شهر يونيو بفارغ الصبر، و ذلك لأهمية الحدث المقام كل سنة في هذا الشهر بالنسبة لهم و هو معرض E3 للألعاب المنتظر، و ما سيحتويه هذا المعرض من إعلانات ضخمة جداً لكل الأجهزة. لكن الوضع إختلف قليلاً هذا العام، و ذلك لأنه هناك شيئاً آخر ينتظره أغلب اللاعبين حول العالم في هذا الشهر، و قد يكون هذا الشيء أهم من المعرض نفسه للبعض منا، و هو صدور لعبة The Last of Us على جهاز البلايستيشن 3.
اللعبة كما تعلمون قادمة من نشر سوني و تطوير إستديوهات Naughty Dog، و تم الكشف عنها رسمياً في حفل جوائز الـVGA في نهاية عام 2011، و إستعرضتها سوني في مؤتمرها الصحفي في معرض E3 لعام 2012 بشكل كبير، كما أنها حصلت على جوائز عدة في المعرض نفسه كأفضل لعبة معروضه و أفضل لعبة بلايستيشن 3، وهي وصلت الأن بين أيدينا، و لنبدأ الحديث عنها.
لن أتحدث عن قصة هذه اللعبة الرائعة لأني لا أريد أن أحرق أبداً أياً من أحداثها، لكني سأتحدث عن الفكرة العامة للعبة و التي يعرفها أغلبكم الأن، وهي أن القصة تدور في عالم مدمر تماماً بسبب وباء أصاب البشرية قبل عشرين سنة من أحداث اللعبة، و هذا الوباء نشأ من نوع غريب من الفطر يجعل البشر يتحولون إلى مخلوقات غريبة أشبه بالزومبيز. فكرة التحول إلى هذه المخلوقات بسيطة و تشبه فكرة التحول إلى الزومبيز أيضاً، و هي من خلال عضك في أي مكان في جسمك من قبل هذه المخلوقات، أو إستنشاقك إلى الغبار الذي يخرج من الفطر.
القصة الرئيسية للعبة تدور حول شخصيتين هما Joel و Ellie، و ذلك بعد عشرين سنة من إنتشار الوباء حول العالم، و عندما أصبح البشر قلة في العالم و يعيشون في محميات خاصة في عدة مناطق مختلفة من العالم، و عليهم فعل ما يستطيعون للنجاة بحياتهم مهما كلفهم ذلك من الشيء. هذه اللعبة ستدخلك في أجواء هذا العالم الكئيب عندما يبدأ Joel و Ellie رحلتهم المثيرة، و المليئة بالمخاطر و العقبات للوصول إلى هدفهم.
ربما تكون القصة نفسها ليست بالجديدة تماماً، فلقد رأينا في السابق الكثير من العناوين و المسلسلات التلفزيونية التي تحكي نفس القصة، و عن نفس العالم المدمر و الهالك بسبب إنتشار وباء معين أو الحرب النووية بين الشعوب، لكن ما شدني لها هنا هو طرح القصة الرائع و التقديم المذهل لها بطريقة سينمائية جميلة، فمنذ بدايتها حتى إنتهيت منها لم أشعر قط بلحظة ملل بها!
نهايك بالطبع عن التطور الحاصل بين الشخصيات مع مرور الوقت في اللعبة، و تلك المحادثات البسيطة بينهم التي تدخل في صدرك البهجة و السرور وسط الدمار الحاصل للعالم، فشخصيتي Joel و Ellie ليستا شخصيات صامتة أو عديمة إحساس، لكن الفترة التي يعيشون بها قاسية جداً، و يحاولون أن يجدوا أشياء تذكرهم بالماضي الجميل الذي كان يعيش به هذا العالم قبل الوباء.
فالفتاة الصغيرة Ellie ستجدها دائماً تحاول أن تجد شيئاً لتسلي نفسها به أثناء رحلتها، و تجدها دائماً تعلق بطريقتها الخاصة على أغلب الأشياء التي تجدها في طريقها، سواءً كانت ذكريات أو قصص من وقت سابق، أو أشياء تراها للمرة الأولى في حياتها، أما Joel فهو شخصية صامتة نوعاً ما ولا يتحدث كثيراً، و يحاول ما بوسعه إبقائهما على قيد الحياة مهما كلفه ذلك الشيء، لكنك ستشاهد محادثات شيقة بينه و بين Ellie أثناء اللعبة.