يبدو أنني تحدثت كثيراً عن القصة و بدأت أنسى نفسي قليلاً معها، على العموم، فلنتحدث عن نظام اللعب في The Last of Us، إن كنت من الأشخاص الذين جربوا ديمو اللعبة، فستجد أن اللعبة نفسها لم تختلف كثيراً عن تجربة الديمو مع إضافات بسيطة بالطبع لم تكن موجودة به، و إن كنت من الأشخاص الجدد على اللعبة، ستكتشف أثناء اللعب بها بأنها تركز و بشكل كبير جداً على عنصر البقاء أكثر من أي شيء آخر مثل التصويب و الرعب.
أنت هنا لا تعيش بعالم مفتوح لكنك ستشعر و كأنك كنت كذلك، و ذلك لأنه أثناء ترحالك ستمر على مناطق كبيرة، و تملك تلك المناطق الكثير المنازل و المباني التي يمكنك إستكشافها للحصول على المؤن و الأدوات لمساعدتك في المستقبل في رحلتك، بالطبع هذا لا يعني أبداً أن المباني خالية، فبعضها يحتوي على عدة مخاطر، و عليك إستكشافها بحذر شديد.
و بالطبع الخطر باللعبة لا يكمن من الوباء فقط، بل من البشر أيضاً الذين يردون سرقت ممتلكاتك، و عند مواجهة هؤلاء الأعداء ستملك عدة خيارات مختلفة، أما مواجهتهم وجهاً لوجه بمعركة نارية و يدوية، أو التسلل و القضاء عليهم بالخلسة، أو التسلل و الهروب منهم من غير أن يشعروا بك. بالنسبة للمواجهه مع الأعداء بإطلاق النار لا تنسى أبداً تغيير مكانك من وقت لأخر و تشتيت العدو من خلال رمي القوارير على الأرض، و حاول دائماً الإستفادة من كل طلقة لديك، لأنه في اللعبة لا توجد الكثير من الذخائر (لن تكون هذه النقطة عائقاً عليك لو إستفدت من الأدوات التي لديك بشكل صحيح)، كما حاول أن تستفيد من قدراتك العضلية في مواجهتهم، و الأخشاب و الأنابيب الموجودة في كل مكان، وذلك لتسديد ضربات قوية للأعداء من قرب.
من الأشياء الرائعة التي وجدتها في مواجهتي للأعداء في اللعبة أنهم ليسوا أغبياء أو يتصرفون بطريقة معينة طوال اللعبة (كمعظم الألعاب الأخرى)، فعندما يكشفوك ستجد أنهم يحاولوا أن يحاصروك، و أن يقتربوا منك من كل إتجاة، و عندما تختفي عن نظرهم ستجد أنهم يحاولوا البحث عنك في كل مكان في المنطقة، و تستطيع وقتها المرور خلسة من حولهم سواءً كنت تريد الهروب أو القضاء عليهم بصمت.
بالنسبة لمواجهة الوحوش الوضع يختلف قليلاً، فمعظم الوحوش لا ترى، و إنما تملك حاسة سمع قوية، لذا حتى لو إردت المرور خلسة منهم عليك التحرك ببطء شديد، و إن عرفت هذه الوحوش مكانك عليك التصرف سريعاً إما أن تشتتهم أو أن تقضي عليهم و إلا قضوا عليك. المواجهات نفسها سواءً كانت وحوش أو بشر رائعة، و تجعلك تفكر بكل خطوة تفعلها، كما أن المناطق الكبيرة في اللعبة تمنحك فرصة أكبر لتخطيط خطواتك القادمة براحتك، كما ان نظام المعارك عن قرب مذهل و يجعلك تشعر بكل ضربة تسددها بطريقة واقعية شديدة.
اللعبة بالطبع تملك عناصر مختلفة غير القتال، مثل الإستكشاف كما ذكرت بالسابق، و صناعة الأسلحة و الأدوات من خلال حقيبتك، أو تطوير الأسلحة من خلال ورش خاصة، و تطوير قدراتك الخاصة من خلال تناولك لمجموعة من الحبوب المقوية، لكن العنصر الذي لم يعجبني في اللعبة منذ أن كشف عنه الإستديو في الفترة الماضية هو الـListen Mode، الذي يجعلك تعرف أماكن الأعداء من حولك، لكن الحمدلله أن المطور وضع لك الخيار قبل بدء اللعبة في أن تغلق هذه الخاصية لو رغبت، و هي نصيحة مني أن تغلقوها لتعيشوا التجربة الحقيقية لها.
بالنسبة لطور اللعب الجماعي في اللعبة، فهو في تقديمه لم يختلف كثيراً عن اللعبة الأساسية، و إنما يوجد به عناصر بسيطة إضافية مثل شراء الأسلحة وسط المعركة. الفكرة الرئيسية منه هو فريقين من محميتين مختلفتين تتنافسان من يستطيع إيجاد المؤن بشكل أسرع، أو من يستطيع القضاء على الفريق الأخر في عدة جولات مختلفة.
من ناحية الرسوم فاللعبة ستقدم لك مشاهد و رسوم تتفوق على أغلب الألعاب الأخرى من نوعها، و هذا الشيء دائماً تهتم به إستديوهات Naughty Dog و رأيناه في سلسلتها السابقة Uncharted، و من ناحية الموسيقى فهي أيضاً ستدخلك بأجواء اللعبة الحماسية و المريبة بطريقة رائعة أشبه بتلك الموجودة بسلسلة الرعب Silent Hill.
طور القصة لم يكن الطويلاً جداً لكنه رائع و يملك عمراً إفتراضياً مناسباً للألعاب من هذا النوع وهو من 11 إلى 14 ساعة (انا أنهيت اللعبة في 12 ساعة)، و بالطبع يمكنك إعادة أي قسم من اللعبة للبحث عن الأسرار و الأدوات التي فاتتك متى أردت، بالإضافة إلى تجربة جديدة بطور صعوبة أصعب لتجربة قدراتك.
اللعبة قدمت لي بمجملها تجربة مذهلة جداً ندر ما عشت مثلها في هذا الجيل، و هي بالتأكيد أحد أفضل ألعاب الجيل (إن لم تكن الأفضل بالنسبة إلى البعض)، فكل عنصر فيها قدم بشكل رائع جداً و بإسلوب جميل، فإن كنت من أصحاب البلايستيشن 3 فلا تفوت عليك هذه التجربة أبداً.