Eduardo The Samurai Toaster لعبة أكشن ثنائية الأبعاد بنظام run-and-gun (الركض مع التصويب المستمر) ذات طابع كوميدي مرح وصامت في نفس الوقت. قام بتطوير اللعبة إستديو Semnat المكون من أربعة أشخاص فقط، وهي أول لعبة ينتجها الفريق على جهاز منزلي. ما يعجبني في اللعبة أنها تشبه ألعاب المغامرات في جيل الـ8-بت، فهي لا تحتوي على أي عرض تقديمي في البداية أو بين المراحل، مجرد تركيز على المهمة الرئيسية من دون تكلف؛ أنت توستر (محمصة خبز!) شرعت في مواجهة بعض الأعداء من دون سبب وجيه من مثل مانجا آلية ذات أجنحة، توست ملون(!)، جزر غاضب والعديد من الوحوش الغريبة والغير منطقية… ولكن ما هو المنطقي في هذه اللعبة؟!
أسلوب اللعب بسيط ولا يشذ عن ألعاب الركض والتصويب ولكن ما يميزها أنها مفعمة بالأعداء والأكشن منذ اللحظة الأولى من دون توقف حتى اللحظة الأخيرة. لن تتوانى اللعبة عن إمطار المزيد والمزيد من الأعداء كلما تقدمت في أي من المراحل الـ13، وفي خضون ذلك تستطيع الحصول على بعض الأسلحة من خلال قضائك على الأعداء بشكل إعتيادي. هناك القنابل الصفراء الصغيرة والتي تفيد في القضاء على مجموعة متقاربة من الأعداء، والرشاش الأزرق الذي يتميز بسرعته الجنونية حين إستخدامه، والطلقة الثلاثية الحمراء التي تخرج بشكل متساوي من ثلاث زوايا لتصيب ضرر أكبر على مساحة أوسع، ومجموعة إضافية من الأسلحة يستحسن أن تراها بنفسك حين تجربة اللعبة. هناك عداد للذخيرة ينقص بإستخدامك للأسلحة وأيضا عداد للطاقة ينقص تدريجيا مع الضربات (أي أنها لا تشبه ماريو وسونيك في أسلوب عداد الطاقة). إستطعت إنهاء اللعبة في جلسة وحدة إستغرقت مني ساعة ونصف، في الحقيقة لا أستطيع أن أنكر أن نظام اللعب نفسه مكرر (وهذا لا يعيب على هذه النوعية من الألعاب) ولكنني لم أشعر بهذا التكرار أبدا، سوي أن إبهامي كاد أن يصل لمرحلة التشنج أو التخدير نظرا للضغط المتواصل على زر الضرب لمدة ساعة ونصف من دون توقف! والمثير أيضا أن اللعبة تحتوي على طور تعدد الأشخاص يدعم حتى 4 لاعبين، تستطيع جعلها مضحكة من خلال تشغيل خيار Friendly Fire والذي يجعل من ضربات شخصيتك تؤثر على اللاعبين معك، مما سيضيف طبقة مركزة من التحدي والحماس لا تقتصر على القضاء على الخصم فقط. كذلك تستطيع الإختيار من بين 4 مستويات صعوبة، وان أردت تستطيع تحديد عدد الأرواح (lives) المخصص من دون حد. نعم، عدد أرواح لا نهائي ومنذ البداية، مما يجعل اللعبة قابلة للعب لجميع فئات ومستويات اللاعبين من دون هضم حق أحد. شخصيا أعجبتني الفكرة كثيرا ولا أرى ضرر في إستخدامها إن كان هدف اللعبة بالنهاية هو ما أسميه بالمتعة الغبية (stupid fun) والتي لا تتطلب قوانين أو مهام شاقة للإستمتاع بها، وتركز على المتعة فقط في أي شكل كان. (ملاحظة: لا أعني بأن أعيبها في إطلاق “الغبية” أبدا! ألعاب المتعة الغبية -قد يكون الإسم مضحك وغير مبتكر- هي النوع المفضل لدي من الألعاب. أمثلة أخرى: Noby Noby Boy على البلاي ستيشن3، Peggle على البي سي، الدي اس، الآيفون والعديد من الأجهزة الأخرى، Crackdown على الإكس بوكس360.)
رسوم اللعبة مبتكرة وفريدة من نوعها، ولم أرى هذا النوع من الرسومات يطبق على أي لعبة أخرى من قبل. رسوم اللعبة غالبا تتغير من مرحلة لأخرى، وتكون على تشكيل أحد أنواع التلوين. على سبيل المثال، بعض المراحل طريقة رسمها (وتلوين أجزائها) يشبه الألوان الخشبية، بينما هناك مراحل مرسومة وملونة بالألوان الشمعية، وهناك ألوان “القواش” (آسف لا أعرف تسميتها الصحيحة) وحتى شخابيط قلم الرصاص والتي تعجبني الأكثر من بين أنواع التلوين الموجودة. لو طُلب مني إختيار ميزة تعجبني في اللعبة ستكون من دون شك هذا الأسلوب في تقديم الرسوم، فهي ليست جريئة وحسب بل قدمت فكرة مثيرة وجديدة لا تقف عند حد الحائط البصري فقط فهي ستجدد من التجربة بين جميع مراحل اللعبة؛ أجزم أنك في لعبتك الأولى لن تتوقف عن اللعب حتى وان مللت قليلا، فقط لترى ما ستقدم لك المرحلة القادمة رسوميا. الموسيقى ذات طابع ياباني في أكثر الأوقات، قد يتغير هذا الروقان إلى القليل من الخصب في بعض المراحل ولكنه سرعان ما يعود إلى نقطة الأصل.
قد تكون نوعية ألعاب run-and-gun غير مثيرة للإهتمام في هذا اليوم، ويشوبها الكثير من التكرار، ولكنني أعتقد أن The Samurai Toaster إستطاعت تغليف هذا التكرار اللا مفر منه بأسلوب رسم رائع وتوجه فني كوميدي. مع وجود طور تعدد اللاعبين (حتى 4 أشخاص) والعديد من الخيارات التي تفتح أفقها لجميع أنواع اللاعبين، أعتقد أنها لعبة بسيطة وصغيرة تستحق التجربة من ملاك الويي، وبالذات الذين يشتكون من قلة الأبتكار في خدمة الويي وير.