هناك شيء واحد نتفق عليه نحن عشاق سلسلة ميترويد، نحن مهوسون بالجودة العالية. منذ عرفنا السلسلة لأول مرة في الثمانينات و هي عالقة في أذهاننا بكل تفاصيلها، هي واحدة من سلاسل الألعاب العريقة و أحد ركائز شركة ننتيندو الرئيسية، و بكل تأكيد أحد أكثر الألعاب تأثيرا في عالم ألعاب الفيديو الواسع.
أول أجزاء السلسلة كان على جهاز Famicom و كان تحط النطوير الى جانب لعبة أخرى من نفس الفريق و هي Kid Icarus و صدرا في نفس اليوم أيضا. لاحقا تم العمل على Super Metroid و لكن لانشغال فريق Yoshio Sakamoto فقد تم إكمال التطوير من قبل “انتلجنت سيستم” أحد فرق ننتيندو صاحبة السمعة الرائعة. سوبر ميترويد إنتهى بها الحال لتكون أحد أعظم الألعاب في تاريخ الصناعة و أحد أكثرها تأثيرا. شعور الوحدة و البعد، الأتموسفير الرائع و الموسيقى الخيالية كانت عوامل كثيرة جعلت من سوبر ميترويد تحفة نادرة في مجالها. لا أنسى أيضا نظام اللعب المتقن و التحدي الرائع و قتال الزعماء الشيق، بالإضافة للـTrack back و نظام التطوير و العالم الكبير. هي لعبة أبهرت من شاهدها و سحرت من جربها، و تبقى الى يومنا هذا قابلة للعب و لم تفقد بريقها نهائيا.
غابت سلسلة ميترويد لفترة طويلة و الكل كان ينتظر ظهور ساموس على الننتيدو 64. للأسف فريق العمل في ننتيندو لم يستطع الظهور بفكرة للعبة و افقتدناها جيلا كاملا لولا ظهورها الجانبي في لعبة سوبر سماش. عندما تم إعلان الجيم كيوب ظهرت المعلومات الرسمية لإصدارة قادمة من سلسلة ميترويد، نعم السلسلة أخيرا ستعود لكن بشكل لم يتوقعه أحد على الإطلاق. كان كافيا لقلوب عشاق السلسلة أن تدق بسرعة معرفتهم أن المطور الجديد الغربي “ريترو ستوديو” سيعمل على اللعبة الجديدة، لكن معرفة أنها ستكون بمنظور الشخص الأول فجر براكين الغضب في أعماقهم. كيف يمكن لسلسلة عريقة الخروج من عالم الـ2D الساحر الى لعبة بمنظور الشخص الأول، لا شيء كان منطقيا أو مفهوما بالنسبة لهم. لكن في النهاية ننتيندو فعلت ما عودتنا عليه و امتازت به دائما على غيرها. لقد تفوقت الشركة على نفسها مرة أخرى.
مغامرة بمنظور الشخص الأول، إنها الثورة الخاصة بميترويد، كما حدث مع ماريو 64 و زيلدا أوكارينا أوف تايم. ميترويد برايم انتهى بها الأمر لتكون رمزا لفريق ريترو ستوديو و عودة عمود ننتيندو الثالث الى الساحة. لقد استقبل النقاد ميترويد برايم بشكل لا يوصف، لقد حصل على أفضل معدل تقييمات في وقتها و لا زالت أفضل ألعاب جيلها بدون منازع. ما فعله فريق ريترو استوديو كان مذهلا بمعنى الكلمة، لقد نقلوا ميترويد بين نظامي تصوير مختلفين تماما بدون أن يفقدوا اللعبة هويتها أو أي من الأشياء التي عشقناها دائما في السلسلة. الشعور بالعزلة العالم المفتوح و نظام التطوير و حتى قتال الزعماء المتقن تواجدوا في برايم الرائعة. لقد كانت بالفعل تكملة لمشوار ميترويد و سمعتها بالجودة العالية و فنها الراقي.
سواء كنا نتحدث عن الأجزاء ثنائية الأبعاد أم الثلاثية، فكلاهما حصل على عدة إصدارات مختلفة لم تبتعد عن نهج سابقيها من تقديم تجربة راقية و عالية الجودة. إسم ميترويد ارتبط بكل هذا، و يبدو أنه حان الوقت أخيرا للسلسلة أن تبدأ عهدا جديدا و تكمل مشوارها. ميترويد Other M أصبحت على الأبواب و الجميع ينتظر بشغف و ترقب و خوف منطقي من فريق جديد على وشك أن يمسك سلسلتنا المفضلة. كنت أنتظر في معرض E3 قبل شهرين تقريبا في طابور من المحبين على أكل إلقاء نظرة سريعة على إنتاج فريق “تيم ننجا” الجديد. ما رأيناه كان جيدا، التفائل كان موجودا لكن الخوف لن يذهب حتى التجربة الأخيرة. “تيم ننجا” يجب أن يعرف أنه لن يرحم فهو يلعب بالتاريخ، هذه ميترويد و لن يرضى الجمهور بأقل من تجربة عظيمة.
السلسلة الأسطورية ميترويد بنت لها من الأمجاد في الماضي ما سيجعلها ثابتة في تاريخ الصناعة للأبد. لكن هل لا زال للمجد بقية؟ كلها أيام قليلة و سنكون على موعد لنكتشف ذلك بأنفسنا.