سوق ألعاب الـFPS الحربية يكتظ يوما بعد يوم بعدد كبير من الألعاب والأفكار استنزفت بشكل كبير وكبير جدا، لكن يقع أن يختار المطورون وسط أطنان ألعاب الأكشن الأن بعض الوصفات المختلفة لإعطاء فرصة لألعابهم ليس للمنافسة وإنما لإيجاد مكان هادئ بين الأخريات، إن كانت الحروب من المواضيع التي وضفها المطورون مرارا وتكرارا في ألعابهم فبعض الأشياء قد تجعل الأمر مختلفا بعض الشيء، City Interactive يحاول مجددا كسب بعض الإنتباه رفقة لعبة القناصة الخاصة به.

Sniper : Ghost Warrior 2 صدرت بعد تأجيلات كثيرة ولعل ذلك في مصلحتها، فالجزء الأول لم يترك تلك البصمة والواضح هذا الجزء سيفعل بالمثل، ومستوى الجزء الأول يدعنا نتساءل حقا عن سبب إصدار جزء أخر، لكن لن نتذمر فليس كل يوم نحصل على لعبة قنص جديدة. Sniper : Ghost Warrior 2 لعبة بتكلفة بسيطة، لذا لاتعولوا عليها كثيرا لإعطائكم أفضل تجربة قنص ممكنة، والأكثر من ذلك ألا تعولوا على القصة لأنها من النوع الذي يضعكم في بذلة الجندي الأمريكي البطل ضد الإرهابيين من الروس والعرب والكل لإيقاف سلاح بيولوجي، هناك بعض المحاولات لإضافة بعض المفاجآت في السيناريو لكن لعبة قصيرة العمر لايمكن أن تعرض ذلك.

تدخلون مباشرة قلب الحدث رفقة Cole Andersson بطل اللعبة، وتتعرفون للأساسيات، لاتنتظروا أي تجديد بعدها فما ستتعلمون في البداية هو ماسيستمر معكم حتى النهاية، بندقية قنص، مسدس مع كاتم صوت وسكين لايستعمل إلا أثناء القتل الصامت، الأسلحة غير قابلة للتغير، فلايمكن مثلا أن تحصلوا على بندقية قنص ورشاش أو بندقية وقنابل، نفس الأسلحة منذ البداية، أكثر سلاح ستستخدمون هو البندقية من دون شك خاصة أنكم في الكثير من الأحيان ستكونون على بعد أمتار عديدة من العدو ولامجال للإقتراب منه، اللعبة تعرض عليكم نظاما كلاسيكيا عاديا، تصويب، إنحناء وانبطاح وجري، ولايوجد أي جديد كما قلت فكل ماستقومون به في اللعبة هو المرور من النقطة ألف للنقطة باء وقتل الأعداء واحدا واحدا.

ستعتمدون في اللعبة على التجسس والتحرك ببطئ، وتوجب الحذر بعدم إثارة انتباه الأعداء الأغبياء، عن يسار الشاشة لديكم مقياس للخطر، حين يمتلئ ستجذبون موجات الأعداء، الغريب أن العدو حتى بعد رؤيتكم لايتحرك إلا بعد أن يمتلئ المقياس وسيتسمر في مكانه، إن اختبأتم عاد لوضعه وإن خرجتم فبالطبع سيهاجم، قتل الأعداء يمكن أن يكون باستخدام المسدس أو تقتربون من العدو من الخلف لإستخدام السكين، العدو يبقى ملتصقا في مكان واحد وينظر لجهة أخرى ولايهم حقا إن كنتم ستقتلونه بهذا السلاح أو ذاك، حين تصوبون بالبندقية بإمكانكم حبس أنفساكم للحصول على دقة أفضل وقتل أخر عدو يجعل الكامرا تتبع الرصاصة حتى تخترق جسد العدو.

سلاحكم الرئيسي إذا هو بندقية القنص، لديكم ثلاث مستويات تصويب، كل صعوبة في اللعبة تفرض تحديا إضافيا أثناء التصويب والإطلاق وتوجب التركيز قبل الإطلاق للحصول على رصاصة في موضعها الصحيح، الرصاصة تخترق جسد الأعداء للجهة الأخرى لذا بقليل من التركيز بالإمكان قتل عدوين دفعة واحدة وهي من الأشياء الجميلة في اللعبة، الإنبطاح على الأرض يكسبكم دقة تصويب أفضل وعليكم اختيار مكان جيد للتصويب، حسنا ليس تماما لأن اللعبة خطية بشكل كبير وستفرض عليكم أماكن الإختباء التي تضمن لكم أفضل زوايا التصويب، في الغالب سيكون معكم جندي أخر سيلعب دور المرشد وسيسبقكم دائما ويقول لكم متى تضربون ومن تقتلون أولا.

اللعب على الصعب يحذف عنكم مؤشرات تحديد الأهداف التي تساعدكم على تحديد مواقع الأعداء، رغم ذلك بالإمكان الإعتماء على المنظار لمراقبة الأماكن أو استخدام نظارات الرؤية الليلية، وحقيقة لن تجدوا نفعا كبيرا لا لهذه ولا للأخرى لأنه وكما قلت اللعبة خطية وفي الغالب سيصاحبكم أحد ليريكم الطريق، هذا الأخير يمكن أن يتخد قرارات غريبة كأن يتراجع ويدعكم تواجهون الأعداء وحدكم، أو يجعلكم تقتلون الكل دون أن يتحرك وأحيانا يقتل عدوين دفعة واحدة ويقول لكم أحسنتم عملا، اللعبة تعتمد أسلوبا بسيطا جدا وسهلا وهو أمر جيد بحق لكنها من جهة أخرى تعتبر خطية بشكل كبير أخدين بعين الإعتبار أنها لعبة قنص.

إستعمال محرك cryengine 3 سمح للعبة بتكلفة متواضعة بأن تظهر بشكل جميل، الرسومات عادية إلا أن هناك لمسة فنية جيدة وتصميم مراحل مقبول خاصة في المراحل الأخيرة التي كانت لتظهر بشكل مبهر ومبهر جدا حتى على لعبة أخرى، ثمن اللعبة يسمح بالحصول على لعبة مقبولة وقد يبدو صفقة جيدة لمن يهوى قضاء بعض الساعات أمام لعبة قنص خفيفة، الجميل حقا أن الأخطاء في اللعبة قليلة والعيوب التي تظهر في ألعاب أخرى من نفس النوع غير بادية على هذه اللعبة، والتصاميم الجميلة تخلق جوا من المتعة والبساطة بعيدا عن تعقيد في تصميم البيئات وتفرع في الأماكن.

الأصوات تلعب جزءً صغيرا من التجربة، فالتنوع بها قليل لكنها تظل رغم ذلك ذات مستوى جيد، الأسلحة التي تستعملون مزودة بكاتمات الصوت لذا لن يكون هنالك أي صوت للرصاص أو اختراق لجدار الصوت، العمل على الأداء الصوتي مقبول والحوارات دائمة بين البطل والشخصيات المرافقة أو بينه وبين القاعدة، الجميل أن شخصيتكم تتكلم عكس الكثير من ألعاب الـFPS التي تظل فيها الشخصية صامتة مهما كان الظرف، الأعداء يتحدثون فيما ينهم باستمرار وبعض الحوارات تبدو طويلة حقا، أغلب هذه الحوارات بالروسية والعربية، هذه الأخيرة تفتح المجال نحو أخطاء كثيرة مضحكة وأداء سيء، لايمكن أن تعاب العربية هنا لأنها وظفت لإضافة القليل من الواقعية لا أكثر ولا أقل كما هو الحال مع الروسية والتكلفة البسيطة للعبة تجعل البحث عن مؤدي أصوات محترفين أمرا مستبعدا.

اللعبة تأخد منكم تقريبا 6 ساعات ولامجال لمضاعفة هذه المدة باللعب عبر الشبكة فكل مايمكنكم القيام هو المشاركة في قتالات الـDeath Match في خريطتين، كل واحد من خصوكم يأخد بندقية القنص الخاصة به، يختبئ في مكان جيد ويلتصق هناك حتى عشر دقائق مجبرا إياكم على أخد المسدس والوصول إليه لقتله، هذا إن لم يقتلكم وأنتم في الطريق إليه، اللعب الجماعي شحيح جدا ولايضيف شيئا يذكر للتجربة.

Sniper : Ghost Warrior 2 ليست لعبة قنص مثالية، ولا لعبة إطلاق نار جيدة، لعبة متواضعة مع القليل من الأفكار الجميلة والمحاسن القليلة، تكلفتها الإنتاجية جعلتها تظهر بشكل متواضع لكن ثمنها قد يبدو مشجعا لمن ينوي قضاء سويعات بين الفينة والأخرى في لعبة من هذا النوع.

شارك هذا المقال
Sniper: Ghost Warrior 2
بيئة جميلة - ثمن مشجع - بعض الأفكار الجميلة (قتل عدوين برصاصة واحدة) - اختيار موضوع قليل الإستهلاك (القنص)
ذكاء اصطناعي محدود للأعداء والمرافقين - خطية بشكل كبير - سهلة جدا على صعوبة متوسطة - لعب جماعي شحيح - أسلحة قليلة
Sniper : Ghost Warrior 2 تنجح في شيء واحد وهو تفوقها على الجزء السابق بمراحل كبيرة غير ذلك لن تقدم لك اللعبة سوى تجربة خفيفة، أكثر مايمكن أن يشجعك للحصول عليها هو الثمن وبقية الأشياء التي تميز اللعبة لن تكون سببا مقنعا لك
تاريخ النشر: 2013-03-15
طورت بواسطة: City Interactive
الناشر: جاري الكتابة...