هذه التساؤل الذي دار في ذهني و أردت أن أشاطركم إياه بعد مشاهدتي لحلقة Shingeki no Kyoujin ( هجوم العمالقة ) الأولى، الحلقة حظيت بعدد هائل من المشاهدين.
هل السيد تيتسورو أراكي هو المنقذ ؟ لماذا المنفذ ؟ حسناً دعونا أولاً نتحدث قليلاً عن هذا المخرج و نعرّف به القرّاء الأفاضل. هذا الرجل هو أحد المخرجين السابقين للاستوديو العملاق Madhouse وسبق له المشاركة في العمل على مسلسلات أنمي بقوة و روعة Gungrave، إلا أن العمل الذي فجر شعبية هذا المخرج وأبرز مواهبه هو بلا شك التحفة Death Note، نعم مذكرة الموت العمل الناجح للغاية نقدياً و جماهيرياً، لا تقتصر روعة ديث نوت على القصة الأصلية فقط، حيث أظهر المخرج الموهوب تيتسورو أراكي قدراته الفريدة في الإخراج و قام باقتباس المانجا بأفضل صورة ممكنة ( و لا ننسى الأداء الصوتي العبقري للمثل ميامورو ميانو بدور Yagami Light ).
قد يكون ديث نوت العمل الأكثر نجاحاً و رواجاً خارج اليابان في السنوات الأخيرة، و هذا يقودنا إلى الملاحظة بأن الأنمي الياباني لم يعد ينتج الكثير من الروائع التي تحظى بقبول عالمي خارج اليابان، في السابق كان لدينا العديد من مسلسلات الأنمي المقتبسة من روائع الأدب العالمي كسلسلة World Masterpiece Theater للاستوديو الخالد نيبون أنميشن و التي تمت دبلجة معظم أعمالها إلى اللغة العربية و إلى لغات أخرى عديدة حول العالم، في السنوات الأخيرة أصبح جلّ إنتاج الأنمي متمحوراً حول طلاب المدارس و أصبحت الأعمال تحتوي على الكثير من التوجهات المريضة المناسبة لأذواق فئة الأوتاكو مما جعل هذه الأعمال غير مؤهلة لتحقيق أي نجاح يذكر خارج اليابان.
حسناً، بعد الشعبية العارمة التي حققتها حلقة هجوم العمالقة الأولى و التي أعادت إلى الأذهان نجاحات ديث نوت الساحقة لا يسعنا سوى التساؤل، هل تيتسورو أراكي هو المنقذ الجديد لمسلسلات الأنمي اليابانية ؟ ما يميز هذا المخرج عدا عن إتقانه لتصوير المشاهد الحركية هو أسلوبه السينمائي الذي يشبه أسلوب مخرجي أعمال الحركة و الفانتازيا الغربيين، وهو يمزج بذلك بين تقنيات التحريك و الرسوم اليابانية و بين مزايا و لمسات الإخراج الغربي، أعمال كـ ديث نوت و شينجكي نو كيوجن أيضا تمتلك قصصاً ذات مادة عالمية فالأخير مثلاً يرتكز على الفانتازيا الأوروبية وليس اليابانية، و للمرة الثانية يبدو أن هذا المخرج في طريقه لصياغة قصة نجاح كبيرة خارج اليابان.
فما هو رأيك عزيزي القارىء ؟