قبل عدة أسابيع كتبت في مقالة أن ميترويد سلسلة لها مكانة خاصة في عالم ألعاب الفيديو و لن يرحم فريق جديد عندما يستلم هذه اللعبة لأن الجماهير لن ترضى بأقل من العمل العظيم. أحد أشهر سلاسل عالم ألعاب الفيديو أنهت قبل فترة قصيرة ثلاثية برايم و التي أخذت السلسلة في مغامرة جديدة من منظور الشخص الأول حصلت على ثناء استثنائي من النقاد و أول أجزائها تعتبر لعبة جيلها و أحد أفضل الألعاب في التاريخ. الآن سلسلة ميترويد تستعد لجيل جديد و بداية جديدة مع توجه ننتيندو الى تجربة مختلفة قليلا تقدم بعض الجوانب القصصية و السينمائية للعبة. بسبب أن ننتيندو لا تملك خبرة كبيرة في هذا المجال فقد استعانت بفريق Team Ninja من تيكمو الذي أصبح على عاتقه اسم تاريخي و مهمة صعبة جدا لنقل لعبة أبدعت في عالمها الثنائي الأبعاد الى بعد ثالث بدون أن يفقدوها شيئا من بريقها. لكن لفريق تطوير فقد قائده مؤخرا و سيعمل على سلسلة جديدة عليه بالكامل هل النجاح سيكون حليفه من أول تجربة؟
ميترويد Other M حملت نوايا خلفها لتقديم خلفية جديدة عن شخصية ساموس بطلة سلسلة ميترويد. اللعبة قدمت عناصر جديدة غير مألوفة على المتابعين القدامى، هذه العناصر الجديدة كانت كثيرا تتمحور حول القصة. في أوذر أم هناك العديد من المقاطع السينمائية و المحادثات التي تسلط الضوء على الشخصيات الجانبية و القصة من منظور ساموس و سبب تحولها الى ما هي عليه الآن. المقاطع تختلف من محداثات سريعة مدموجة في اللعب و أخرى طويلة عبارة عن CG منفذ بدقة. أنا لست ضد التغيير طالما أنه يضيف عنصرا إيجابيا للعبة، في ميترويد أوذر أم القصة كانت شيئا عاديا و غير استثنائي و لا يقارن بأعمال أخرى رأيناها في الجيل الحالي أو الماضي. أيضا الشخصيات الجانبية خصوصا الذكور تم تصميمهم بطريقة سيئة، أضف الى ذلك تمثيل صوتي أدنى من المتوسط لتعرف لماذا عناصر القصة الجديدة هذه ليست ما تحتاجه ميترويد لتحصل على اهتمام جديد من الجماهير. لكن تبقى هذه جوانب بسيطة من اللعبة و هناك المزيد حولنا.
ميترويد لعبة نجحت كتجربة ثنائية الأبعاد بتصاميم مراحل مثيرة و متشعبة، و استوديو Retro نجح بتقديم ثورة عندما نقل هذه المعادلة عبر لعبة منظور شخص أول نجاحة. لكن أن تقدم تجربة جديدة بعد كل هذا فسيكون تحديا كبيرا شاقا، حتى على أكبر المطورين حول العالم. ننتيندو هذه المرة بالتعاون مع تيم ننجا أرادوا تقديم لعبة أكشن بتصميم مراحل هي خليط ما بين البعد الثاني و الثالث، و ياللعجب فقد نجحت التجربة. المراحل عبارة عن ردهات متفرقة قصيرة و طويلة و غرف مختلفة، يتنقل التصوير فيها ما بين ثنائي الأبعاد و ثلاثي تارة أخرى. السحر فعلا هنا هو كيف استطاعوا تقديم التجربة بحيث تكون الكاميرا متحركة بشكل تلقائي و غير مزعج بدون تدخل اللاعب فعليا. اللعبة أيضا في بعض الأحيان ستختار زوايا تصوير مثيرة تضفي تجربة سينمائية و تثري أجواء اللعبة. في بعض الغرف التي تكون الكاميرا فيها ثابتة يستطيع اللاعب دخول منظور الشخص الأول و التفرج على المناطق المختلفة حوله.
نظام اللعب هو ميترويد كما عهدناها حيث هناك أعداء بسيطين يقتلون بضربة واحدة و هناك أعداء سييتطلبون استراتيجية أكثر مثل السبيس بايرتز. في منظور الشخص الثالث تستطيع إطلاق ضرباتك العادية و المعبئة، بالإضافة للمسات واضحة من تيم ننجا مثل حركة الإنهاء السينمائية عند قرب القضاء على عدو ما. في منظور الشخص الثالث أيضا تستطيع التحول الى كرة و استخدامها لحل ألغاز مشابهة لما رأيناه في برايم. في منظور الشخص الأول تستطيع إطلاق الصواريخ و أيضا التعامل مع وحوش مختلفة تتطلب استراتيجيات خاصة. التغيير بين منظور الشخص الثالث و الأول يتم عن طريق توجيه الريموت على الشاشة بدل مسكه عرضا، سأعترف أنه كان بالإمكان تقديمه بطريقة أفضل مثل استخدام الننشنك، لكن في الحقيقة في النهاية إنه يعمل و ليس مزعجا بشكل مؤثر. ميترويد لعبة أكشن رائعة عندما يتعلق الأمر بالقتال، و هناك متعة كبيرة لمحبي قتال الزعماء فإذر أم تقديم الكثير منها و بشكل متقن و رائع.
كتصميم عام أوذر أم تعتبر لعبة خطية أكثر من أجزاء ميترويد السابقة، لكن في النهاية لا زالت اللعبة تقدم نظام التعقب و العودة بشكل خياري و أحيانا إجباري. هذا لا يعني أن اللعبة سهلة أبدا، في بعض الأحيان ستحك رأسك لأنك لا تدري كيف تنتقل لخطوتك القادمة. كعادة السلسلة فتطوير القدرات جزء رئيسي من اللعبة حيث ستشاهد مناطق مختلفة يجب أن تعود اليها لاحقا عندما تملك الأدوات للتقدم أكثر. هناك عدة نقاط للتخزين ستشاهدها أثناء اللعب و لن تحتاج للتوتر كثيرا حيث أنك تستطيع استكمال اللعب من مكان قريب دائما من حيث انتهيت. بعض الأدوات و التطويرات الإضافية متناثرة حول المكان و مخبأة بطريقة مثيرة، فستكون كما اعتاد عشاق السلسلة تجربة ممتعة لجمعها لاحقا. جزء كبير من متعة اللعبة يعتمد على تصميم مراحل مترويد اوذر ام الذكي الذي سيتطلب من اللاعب التفكير باستمرار لمعرفة شق طريقه باستخدام البلاتفورمنج و دقة النظر و البحث.
ميترويد سلسلة لطالما اشتهرت بمقطوعاتها الموسيقية العالقة في الذاكرة، في أوذر ام ستستمتع لعدة نغمات مألوفة، بالإضافة لمقطوعات جديدة لا أكاد أجدها قابلة للتعلق بذاكرتي مثل الأعمال القديمة. لكنها في النهاية ليست سيئة و ليست مميزة أيضا. لكن بعيدا عن الموسيقى و قريبا من الجزء الفني المتعلق بالمظهر، فريق العمل قدم عمل جبارا يستحق كل ثناء. اللعبة مظهرا قد لا يستحق المقارنة بها على الوي الا ماريو جالكسي. المراحل و البيئات المختلفة صممت بشكل راقي فنيا و تقينا. حتى تصاميم الوحوش المختلفة كانت مذهلة، و لا ننسى شخصية ساموس في شكلها العادي أم بالدرع الشهير البرتقالي. في بعض الأحيان و أثناء اللعبة خصوصا في زوايا التصوير المثيرة، أقوم بالنظر حولي من جمال ما أراه. لا أستطيع أن أطلب أكثر من هذا على الوي، أوذر أم لعبة جميلة بجميع المقاييس الممكنة.
بروجكت أم كان مشروعا مخيفا لما يجر خلفه من تأملات ضخمة و تطلعات جماهير عاشقه، لكن الحقيقة لقد أثبت أن ننتيندو شركة مثيرة و أن فريق تيم ننجا مبدع. قد يشتكي البعض من عناصر القصة الجديدة، و ربما البعض يجدها مسلية. لكن الواقع أن ما تحمله أوذر ام من تصميم مراحل متقن و نظام لعب متزن و مسلي يرجح كفة الميزان لدرجة تجعلنا تنغاضى عن بعض التفاصيل الجانبية الغير متقنة. اللعبة الرئيسية قد تأخذ عشر ساعات و ستحتاج ثلاثة الى أربعة أخرى لجمع الأدوات الإضافية و إكتشاف بعض التفاصيل الإضافية المثيرة. يوجد باب كبير لإضافة المزيد و هذه الأساسات الجيدة يجب أن تستغل في تعاون جديد بين تيم ننجا و ننتيندو لتقديم تجربة أخرى تكمل ما انتهت عنده ميترويد أوذر أم. ما ستجده في أوذر أم هو لعبة أكشن مثيرة و مغامرة رائعة سترحب بمن يبحث عن تجربة ممتعة من الجماهير السابقة أو القادمون الجدد.