منذ بزوغ فجر سوق العاب الفيديو ونحن نحلم بذلك المشروع العربي الذي سيضع بصمته بعالم الألعاب، بفترة جيل أجهزة الـMSX أو أجهزة صخر كما عُرف لدينا بالمنطقة شاهدنا حركة تطوير عربية رائعة من الشركة العالمية آنذاك تنمي المهارات والثقافات ولكن للأسف كانت تلك مرحلة وتوقف العمل بعدها لسنوات طويلة.
أجيال من أجهزة الألعاب تليها أجيال أخرى ونحن ننتظر، شاهدنا بعض المبدعين يتجهون لمنصات الأجهزة الذكية ويقدمون فيها بعض التجارب الجيدة والمسلية بينما إتجهت سيما فور إلى محاولة بطموح أكبر وللوصول إلى سوق الأجهزة المنزلية الذي بات حلما صعب المنال، وضع الكثيرون آمالا عريضة للعبة الركاز: في أثر ابن بطوطة أو كما تعرف بنسختها الإنجليزية بإسم Unearthed Trail of ibn Battuta لعلها تكون اللعبة التي تقدم تجربة أو أساس جديد لصناعة العاب الفيديو بالمنطقة، إذا لنتعرف على آداء هذه اللعبة من خلال المراجعة.
لنبدأ الحديث من الناحية البصرية وأعني هنا الرسوم، اللعبة تم تطويرها بمحرك “يونيتي” الشهير للكثير من أجهزة التشغيل المختلفة وتجربتنا كانت لنسخة البلايستيشن3 من اللعبة وهي أساس المراجعة، حسنا ماذا يمكن ان نقول عن رسوم هذه اللعبة؟ نستطيع ان نختصر الحديث بالقول بأنها سيئة جدا، فللأسف بعيدا عن البيئات المحدودة جدا الخالية من الكثير من عناصر الرسوم المميزة كالتكستشرز و الظلال و التأثيرات المختلفة فهذه اللعبة تقدم تصاميم سيئة للشخصيات الرئيسية والفرعية و الأسوء من ذلك هو “الإقتباس” غير المعقول من العاب أخرى وعلى رأسها “انشارتد” بشكل مزعج جدا.
اللعبة تريد أن تعطينا الطابع العربي للأجواء ولكن حقيقة الرسوم و الانيميشن السيئ جدا باللعبة ستجعلك تنفر منها سريعا، كل شئ هنا معدوم الحياة ومشاهدة بطل اللعبة (فارس جواد) وهو يتحرك أو يتسلق أو يطلق الرصاص مزعجة بكل حركة فيها، حقيقة فشل فريق العمل كثيرا ولا أدري حقيقة هل المشكلة من محرك التطوير أو لتفكير الفريق بإنتاج اللعبة على الكثير من المنصات بنفس الوقت مما أفقده التركيز على تقديم نسخة واحدة جيده بدلا من الكثير من السيئه.
تقدم اللعبة تمثيل صوتي للشخصيات، حسنا بمشاهد عروض القصة الجوده ليست بالسيئة وأقصد هنا من حيث جودة تسجيل الأصوات وأيضا الممثلين الصوتين باللعبة تتفاوت مستوياتهم مابين المقبولة إلى “ماهذا!”، ولكن مستوى الأصوات داخل اللعبة من صوت رياح و وبلحظات الأكشن والتصويب وانت تسمع البطل وحتى الأعداء وهم يقولون “لقذ نفذ منا الرصاص” سيجعلك تشعر بأن التسجيل الصوتي كان بإستخدام سماعه “مثقوبة” وبصوت سئ جدا يجعلك تقول “أرجوكم أصمتوا جميعا”.
قصة اللعبة تدور عن شاب أسمه فارس جواد يحب المغامرة ونجده ببداية اللعبة بإحدى المباني يحاول فيها تخليص أخته “دانيا” من يد عصابة إختطفتها قبل ان نعود بالزمن لمعرفة أصل الحكاية التي تبدأ من مصر وبقبور أحد ملوك الفراعنة الذي يجد فيه فارس صندوق يفتح له باب المغامرة حين يكتشف بأن أحد العصابات كانت تسعى خلفه بنفس الوقت.
الأهم من الرسوم والصوتيات والقصة هي اللعبة نفسها، لعبة الركاز هي لعبة أكشن على غرار لعبة انشارتد “بشكل مبالغ فيه” فتختلف المهمات مابين التصويب بالمنظور الثالث و القفز على المنصات ومهمات أخرى مثل التصويب بالدراجات النارية و القتال، من أين أبدا الحديث؟ حسنا كل أنواع اللعب المختلفة سيئة، فالتصويب مزعج جدا في ظل عدم وجود ذكاء إصطناعي للأعداء و القفز على المنصات مزعج جدا في ظل تحكم سئ وتفاعل سئ مع البيئة وستجد نفسك تسقط كثيرا وتفقد الحياة بشكل غريب، هل أتكلم عن مرحلة الدراجات النارية التي شاهدت فيها أغرب مشهد لعب بحياتي والبطل يطلق الرصاص للخلف وهو ينظر للأمام! ولا أريد حتى أن أبدا الحديث عن جزئية القتال باللعبة على غرار العاب ستريت فايتر وغيرها فهو شئ تعريف لكلمة “السوء و الملل” للأسف هذه اللعبة عبارة عن إقتباس سئ من مجموعة العاب أخرى.
بالإضافة لطور القصة (المحدود جدا) هنالك طور الزومبي حيث تقتل أسراب منهم بشكل ممل جدا، والأسوء بهذه اللعبة أنها تباع بسعر 10 دولار! حقيقة هذه اللعبة لاتستحق أن تباع بشكل مجاني حتى ندفع عليها هذا المبلغ الكبير مقارنة بألعاب أخرى بالمتاجر الرقمية تقدم تجارب ممتازة لايصل سعرها لنصف هذا المبلغ!
* ملاحظة: قد يأتي البعض بالإنتقاد لكون المشروع من فريق عربي وعلينا دعمه، عند مراجعة أي لعبة بموقع تروجيمنج فسيتم مراجعته كلعبة فقط دون النظر لمن يطورها أو ينشرها.
تم مراجعة هذه اللعبة بنسخة PC تم توفيرها من قبل مطور اللعبة شركة سيمافور.