هناك أمور تم تحسينها في اللعبة عن هوتل دسك ، مثلا وتيرة اللعب أصبحت أسرع و أكثر إثارة ، اللاعبون اشتكوا من لحظات الملل في هوتل دسك لكن هذا الأمر قد لا يكون متواجدا هنا ، كما أن اللعبة تحتوي على عدد أكبر من الألغاز ، هناك خاصية جديدة باللعبة و هي رواية مقدمة بالكامل من أجل اللعبة ( حسنا ألا يوجد مجال لنشر هذه الرواية في الأسواق ؟ ) و بنفس الاسم “النافذة الأخيرة” ، مع كل فصل تنهيه في اللعبة ( هنالك 10 فصول ) ستتمكن من قراءة فصل جديد في الرواية ، حسنا و بكل صراحة لم أجد هذه الإضافة مهمة كثيرا حيث أنها لا تضيف شيئا للعب على كل حال ، فيما عدا ذلك فطريقة اللعب مشابهة و مطابقة تماما لهوتل دسك ، و لا زالت الألغاز معتمدة على شاشة اللمس بالكامل إلا أنك ستجدها أكثر صعوبة من السابق بشكل ملحوظ .
لا أدري لماذا و لكن لعبة النافذة الأخيرة تتراجع قليلا في الشابترات الأخيرة و هذا أمر مستغرب للغاية ، في هوتل دسك وصلت اللعبة لأقصى لحظات الإثارة و التشويق و المفاجآت في لحظاتها الأخيرة ، أما هنا و بشكل مستغرب جدا فأنا لم أشعر بوجود أي مفاجأة أو انقلاب حقيقي في مجرى القصى كما كنت أتوقع ! كل ما في الأمر أنك ستعرف المزيد و المزيد كلما تمضي وقتا أكبر في اللعب ، ستعرف بعض الحقائق و لاحقا سيتفسر لك كل شيء و لكن بدون مفاجآت كبيرة و حقيقية أو غير متوقعة ، وجدت نفسي بأقصى درجات الاستمتاع في اللعبة في أواسطها و لحظات ليلة عيد الميلاد و لقاء واحدة من شخصيات هوتل دسك كانت لحظات مليئة بالمشاعر في اللعبة ، لذلك فاللعبة حتما تمتلك “لحظات خاصة” و التي ستلعب اللعبة من أجلها بالأساس ، و لكن الأمور تراجعت قليلا مع النهاية التي ( كالعادة ) لم تنهي شيئا و تركت الأبواب مفتوحة على مصراعيها .
أسلوب التحكم في اللعبة بسيط للغاية و كل ما عليك فعله هو مسك الجهاز بوضعية عامودية ( و كأنك تمسك كتابا مفتوحا ) و ستمنحك اللعبة خيارا للتحكم بيد اليمنى أو اليسرى ، و من ثم تحريك الشخصية الأساسية عبر القلم على الشاشة السفلية و هي الطريقة الأكثر راحة للاعب ، كما يمكنك تحريك الشخصية أيضا عن طريق الأزرار و عندما تصل إلى شخصية أو أداة يمكنك التفاعل معها ستجد أيقونة تومض أسفل الشاشة لتضغط عليها ، و كما كانت هوتل دسك فلاست ويندو أيضا تزود اللاعب بدفتر ملاحظات صغير لتدون عليه ملاحظاتك و للأسف وجدت هذه الخاصية عديمة الفائدة هنا تقريبا حيث أن اللعبة غالبا تذكرني بكل شيء و ذلك أمر طبيعي لاستمرار القصة ، و لكن كان بالإمكان تضمين اللعبة بالمزيد من الأمور الفرعية لتضطرك اللعبة لاستعمال المفكرة لكن هذا لم يحصل مع كل أسف ، كما أن اللعبة تقدم لنا هذه المرة القليل من الألعاب المصغرة مثل البلياردو مما دفعني للتفكير و التساؤل : لماذا لم تقدم هذه اللعبة عدد كبير من الألعاب المصغرة ؟ كان ذلك ليضيف قيمة كبيرة للغاية للعب ، و بالأخص لو تم تقديم هذه الألعاب الافتراضية بخيار إضافي ( كما في لعبة ماريو64 و نيو ماريو بروس DS ) لتمكنك من اللعب بشكل جماعي مع الأصدقاء إلا أن لاست ويندو لم تقدم ذلك للأسف .
تعود لاست ويندو لتقديم نفس الأسلوب الرسومي المميز للشخصيات الذي تم تقديمه في لعبة هوتل دسك حيث أن الشخصيات تبدو كأنها مرسومة بقلم رصاصي غليظ ، تعابير الشخصيات و ملامحها رائعة التصميم كالعادة ، cape west أفضل من هوتل دسك مظهرا من ناحية بيئة اللعب ثلاثية الأبعاد و أكثر دقة من الناحية الرسومية ، إلا أنني تمنيت عروض متحركة بشكل أكبر في اللعبة ، الموسيقى المتواجدة هنا جيدة جدا و مناسبة لكنها و بكل صدق و صراحة لا تضاهي العمل الخرافي الذي تم تقديمه في هوتل دسك خاصة مع ألحان مثل Violet Sky ، Secrets و اللحن المذهل the last sleep .
إجمالا لاست ويندو هي لعبة قصصية رائعة امتلاكها يعتبر ضرورة ملحة لمحبي هوتل دسك الأولى و هواة ألعاب فريق سينق الذي أقفل أبوابه إلى الأبد ، و ستعيش الكثير من الذكريات و اللحظات الخاصة مع كايل هايد و رفاقه ، اللعبة لا تصل إلى الأساسات العالية التي وضعتها هوتل دسك و لن تنجح بأن تتلاعب بمشاعرك كما فعلت تلك الأخيرة ، لكنها تمتلك ما يميزها و ما يكفي ليجعلك مشدودا إلى هذه الرواية الصغيرة ، اذا كنت من محبي الألعاب الروائية فلربما قمت بشراء هذه اللعبة حتى قبل أن تقرأ المراجعة و اذا لم تكن كذلك فأنصحك بالبحث على لعبة أخرى ترضيك في مكان آخر .