عندما نحصل سنويا على لعبة كول أوف دوتي جديدة، كأنها لعبة رياضية يتم تجديدها بشكل دوري، أصبح اللاعب يريد أن يرى تغييرا و إضافة مرضية في كل إصداره جديدة. في المقابل نحن نتحدث عن ألعاب منظور الشخص الأول، فئة من الألعاب نشاهد لها العديد من الإصدارات بشكل سنوي، و أصبح تحديا كبيرا لكل المطورين حتى يقدموا منتجا فريدا مقابل محتوى السوق. لنكمل افتتاحيتنا فيجب أن نتحدث هنا عن فريق Treyarch الذي يقوم بالتناوب كل عامين بتطوير إصدارة لسلسلة كول أوف دوتي. لكن هذا الفريق دائما ما كان ينظر اليه كالطرف الأضعف بالمقارنة مع فريق انفنتي وورد الذي طور موديرن وار فير بجزئيها. لكن كل هذا يأتي للنهاية، فلا يجب لأحد أن ينظر لفريق Treyarch كطرف أضعف، فقد أثبت هذا العام أنه يستطيع تقديم لعبة تصويب من المنظور الاول متألقة، و لعبة كول أوف دوتي من الطراز الرفيع.
الحرب العالمية كما لم تعرفها
عندما نقول للاعب أن هذه اللعبة عن الحروب العالمية و ما شابهها، لا بد أن يتسلل الملل و الإحباط الى مخيلته. ليس لأنها الحرب العالمية، و لكن بسبب كثرة الإصدرات و الألعاب التي حكت قصتها، حتى عاد اللاعب لا يجد ما يثيره في هذه الألعاب. لكن الحقيقة الرائعة هنا هي أن فريق Treyarch استطاع إيجاد المعادلة الصعبة، بتقديم قصة من زمان الحرب العالمية، لكن كما لم يشاهدها أي لاعب من قبل. في اللعبة ستكون أحد أهم الجنود الأمريكيين و منفذي العمليات الخاصة، لكنك على مقعد الإستجواب. هنا يحاول شخص مجهول محاولة مساعدتك لتذكر بعض الأحداث القديمة، و ستكون مراحل اللعبة كأجزاء متفرقة من ذاكرتك، تجتمع مع الوقت لتكون فكرة عن ما حدث لك حقا. الفكرة ليست جديدة تماما، لكن تم تطبيقها بشكل رائع هنا. القصة المثيرة صنعت عاملا مشوقا للطور الفردي المتميز أصلا بتصميمه الفريد.
المراحل الفردية هنا تعمل بشكل مألوف جدا للاعبين، فالمعادلة الرئيسية لنظام اللعب لا تختلف كثيرا عن معهود سلسلة جول أوف دوتي. لكن Treyarch استطاع أن يقدم محتوى مميز على جميع الأصعدة هذا العام. ستحصل على مواجهات طلق النار المعتادة التي تتطلب منك الإختباء خلف الحواجز و إطلاق النار في الوقت المناسب، و مع تصميم المراحل الذكي ستحصل على متعة كبيرة، تتضاعف في أطوار الصعوبة القصوى. لكن عاب بعض مراحل الطور الفردي عدم الوضوح فيما يختص بالمهمة، فكمثال في أحد المهمات كان يجب علي رمي براميل محترقة الى أسفل التل لكي أنهي المهمة، لكن لم أعرف ذلك الا ن طريق الصدفة. بكل تأكيد سيكون هنا أيضا مراحل الركوب و التصويب من المركبات، التي دائما تضيف تنويعا مهما لهذه الألعاب. بلاك أوبس أيضا قدمت رتما رائعا جعل من الطور الفردي تجربة ممتازة، فأحيانا أنت في مقطع هروب من السجن، و أحيانا في مقطع تسلل الى مخبأ الأعداء، و ما يجعل كل لحظة من هذه أكثر روعة، هو المجهود الرائع الذي قدمه فريق التطوير في نواحي الجرافيكس و الإختيارات الموسيقية. بالتأكيد دائما هذه اللحظات تجعل اللاعب يرغب أن لا ينتهي الوقت، لكن الطور الفردي في المستوى المتوسط قد ياخذ ما يقارب 6 ساعات، و من المؤسف عدم وجود طور co-op في مثل هذه اللعبة لأنه بالتأكيد كان سيقدم أوقات إضافية ممتعة للطور الفردي المتقن.
اللعب الجماعي بنكهة إضافية
المباريات الجماعية لها متعة خاصة، و لا يمل منها الجميع بسرعة، لكن حقيقة يجب أن يتم التجديد فيها حتى تبقي الإهتمام حيا بين اللاعبين عندما تكون لعبة تصدر بشكل سنوي. كما هي عادة ألعاب كول أوف دوتي و أيضا العديد من ألعاب المنظور الأول، فسيعتمد الطور الجماعي على حصد نقاد الخبرة و تطوير الشخصية للحصول على أمور جديدة. هذه المرة هناك أيضا العملات و نقاط كول أوف دوتي المهمة جدا. كبداية هي ستساعدك على الحصول على بعض العتاد في أوقات مبكرة من اللعب و قبل تطوير شخصيتك الى درجات أعلى. لكن متعة النقاط الحقيقية هي في استخدامها لشراء العقود و دخول التحديات.