رغم تواجد الكثير من محبي الألعاب بوقتنا الحالي ولكن الغالبية منهم يفتقدون لمعرفة أشياء تاريخية كان لها الأثر الأكبر لرقي هذه الصناعة وتطورها حتى وصلت إلى ماوصلت إليه بوقتنا الحاضر، فقرة “قصة من تاريخ الألعاب” نركز فيها على تلك اللحظات التي قد لايعرفها الكثيرون ولكنها غيرت مسار كل شئ أتى بعدها، اليوم سنتحدث عن قصة الإنهيار الشهير لسوق الألعاب الفيديو وكيف أنقذ جهاز الـFamicom أو العائلة من شركة ننتندو سوق الألعاب من جديد، إذا لنبدأ الحديث من البداية:
الفصل الأول من القصة: الإنهيار الشهير لسوق الألعاب
منذ بداية إنتشار العاب الفيديو لم يرى المحللون لهذا السوق إستمرارية طويلة، فالكثيرون وصفوه بمجرد نجاح مرحلة أو بكلمة Fad ولم يتخيلوا بيوما من الأيام أن يتحول سوق العاب الفيديو لأكبر سوق ترفيه متفوقا على هوليود و صناعة الأفلام والموسيقى وغيرها من وسائل الترفيه الشهيرة، في الحقيقة نظريتهم حول فشل سوق الألعاب الفيديو وإنهياره كادت أن تتحقق فعلا بيوم من الأيام، هنا يجب أن نروي القصة فمن يجهل التاريخ لا أمل له بالمستقبل.
الإنهيار الضخم لسوق العاب الفيديو أو كما أطلق عليه في اليابان إسم Atari shock بدأت ملامحه تظهر على السطح بالعام 1983، بتلك الفترة كان حجم سوق الألعاب يصل إلى 3،2 بليون دولار أمريكي وتخيلوا أن الرقم وصل إلى 100 مليون دولار أمريكي فقط بحلول العام 1985، يعني ذلك أن سوق الألعاب خسر مانسبته 97% من إجمالي دخله خلال سنتين فقط! الأرقام كانت مرعبة جدا وشهدت تلك الفترة إعلان الشركات الإفلاس تباعاً بشكل سريع جدا وبالنهاية جاء إنهيار السوق ككل و كان خلف ذلك الكثير من العوامل التي سنستعرضها لكم:
– عدد الأجهزة المهولة بسوق الألعاب
يشتكي بعض اللاعبون حاليا بأن تواجد ثلاث أجهزة بنفس الوقت يعد حملا كبيرا على اللاعبين، فلكم الأن أن تتخيلوا أن سوق الألعاب بتلك الفترة وتحديدا مابين الأعوام 1983-1985 قد صدر فيه أكثر من 12 جهاز منزلي بنفس الوقت! نعم تخيلوا تواجد 12 جهاز بالسوق لكل منها العابه الخاصه وعلى اللاعب أن يختار فيما بينها! فعلى سبيل المثال لا الحصر شركة اتاري قامت بطرح ثلاث أجهزة منزلية خلال تلك الفترة وهي Atari 2600 و Atari 5200 واخيرا جهاز Atari 7800! ومازاد الطين بله أن الكل كان يستطيع فعل مايريد، لم يكن هنالك حقوق لتطوير الألعاب لهذه الأجهزة فكل شخص كان بإمكانه أن يصدر أي لعبة يريدها على أي جهاز يريده، والشركات نفسها فقدت السيطرة تماما على حقوق هذه الأجهزة فباتت المتاجر تختار ماتبيعه ومالا تبيعه منها ووصل السوق لحد الفوضى التامة.
– بداية نهضة صناعة الحاسبات الشخصية
إن لم يكن سوق الألعاب مكتظا بالشكل الكافي فصناعة الإلكترونيات بدأت تتجه للتطور للإستفادة من إستخدام أجهزة الحاسب للإستخدام الشخصي بدلا من حصرها على الشركات فقط، أجهزة مثل الـ Altair 8800 و Apple I كانت بدايتها ضعيفة نوعا ما ولكنها تطورت بشكل سريع جدا حتى بدأت تتحول لجزء من حياة الناس ووسيلة ذات تأثير كبيرة على تواصل الإنسان بالتقنية في ظل ماتقدمه للأشخاص من خدمات كثيرة مقارنة بأجهزة العاب محدودة.
– الألعاب السيئة تغزو السوق
في نهاية الأمر وحتى مع تواجد كمية كبيرة من الأجهزة بسوق الألعاب فهنالك عنصر رئيسي خلف نجاح أي جهاز، أنها الألعاب، فاللاعبين لديهم القدرة على إختيار الجهاز الأفضل بناء على مكتبة العابه، للأسف الشديد بتلك الفترة أصبحت كل الألعاب سيئة، حتى بات اللاعب يختار اللعبة الأقل سوء ليلعب بها! حتى الألعاب التي كانت تحقق نجاحات على أجهزة الاركيد فشلت بشكل كبير عند نقلها للأجهزة المنزلية لأن الغالبية منها كانت أجهزة سيئة وذات قدرات ضعيفة جدا ونذكر قصة لعبة E.T الشهيرة من اتاري المبنية على الفيلم السينمائي الشهير وكيف قامت الشركة بتصنيع الملايين من النسخ ولم تبع شيئا منها فقامت بدفنها تحت التراب!
هذه مجرد مجموعة من الأسباب التي آدت إلى إنهيار سوق الألعاب الشهير بالفترة من 1983 إلى 1985، سوق أجهزة الاركيد كان على النقيض تماما يمر بمرحلة “ولادة” مع نجاحات كبيرة لإنتشار هذه الأجهزة بكل أماكن الترفيه ولما تقدمه من العاب مميزة مقارنة بالأجهزة المنزلية، سوق ألعاب الفيديو إحتاج للإنقاذ و المنقذ ……………….. وصل ..