الفصل الثاني من القصة: جهاز العائلة منقذ سوق العاب الفيديو الحديثة!
قد تكون محباً لشركة ننتندو وقد تكون كارهاً لها ولكن هذا لن يغير حقائق التاريخ، فالشركة العريقة بصناعة العاب الفيديو ندين لها بالفضل لما وصل إليه سوق الألعاب بوقتنا الحاضر بعد رحلة طويلة جدا، وبكون الشركة تحتفل هذا العام بمرور 30 عاما منذ صدور جهاز العائلة فيجب أن نتحدث قليلا عن الجهاز “المنقذ” لصناعة العاب الفيديو.
مع الإنهيارات الكبيرة التي واجهت سوق العاب الفيديو كانت ننتندو حينها تبدأ الإستثمار بهذا المجال وتحديدا على صالات الاركيد بلعبة دونكي كونغ الأولى، اللعبة التي حققت النجاح فتحت أعين الشركة اليابانية على ضرورة التوجه لسوق أكبر ونتحدث هنا عن سوق الأجهزة المنزلية فمن الإستحالة أن نجد كابينة الاركيد بكل بيت و لكن من السهولة أن نصنع جهاز العاب منزلي يحقق النجاح بعد التعلم من تخبطات الأخرين.
الفكرة العبقرية الأولى التي وضعتها ننتندو حينها كانت بإعادة نظام التحكم بشكل كامل، فحينها لم يعرف اللاعبون بالأجهزة المنزلية سوى عصا التحكم أو مايطلق عليها بإسم Joystick كأسلوب للتحكم بالألعاب فقامت الشركة بإصدار جهاز التحكم الجديد بخاصية عصا التوجيه D Pad وتخيلوا منذ 30 عام وحتى يومنا الحاضر وهذا النظام مازال يستخدم بكل أجهزة الألعاب كعنصر رئيسي للتحكم، أيضا واحدة من الأشياء الأساسية التي وضعتها ننتندو بخطتها أن تقوم بمتابعة كل الإصدارات على جهازها من العاب شركات الطرف الثالث للتأكد بان المنتج جيد ولا تتكرر مأساة السوق العالمي وإنهياره.
هذه الخطوة جعلت اللاعبين يدركون أن هذا الجهاز مختلف تماما عن البقية، مع مجموعة من الألعاب المتميزة من ننتندو وشركات الطرف الثالث سرعان مانفجرت مبيعات الجهاز في اليابان وبينما الغرب يعانون من الإنهيار كانت اليابان قد فاقت من هذه الغيبوبة مع مبيعات جهاز الفاميكوم الضخمة جدا، بالعام 1985 وبعد النجاح الضخم في اليابان أطلقت ننتندو جهازها المنزلي بالأسواق الغربية بإسم Nintendo Entertainment System أو كما يعرف بالإختصار NES.
يلحظ الجميع بان التصميم مختلف تماما عن النسخة اليابانية من الجهاز حتى أن الألعاب نفسها لم تكون بأشرطة الكارتردح الإعتيادية وإنما بتصميم خاص أشبه ماتكون بالديسكات المستخدمة بأجهزة الحاسب الشخصي، السبب خلف ذلك كان بسيط جدا، ننتندو آرادت أن تميز جهازها مابين العشرات من الأجهزة السيئة التي تغزو الأسواق، فقامت بتصميم جهاز أبعد مايكون عن تصميم جهاز العاب وتوجهت لما هو ناجح حاليا بالأسواق “أجهزة الحاسب الشخصي” لتصميم شكل الجهاز وكذلك وسيلة التخزين للألعاب الكارتردج ومع قائمة العاب ممتازة حقق الجهاز نجاحا مرعبا بالأسواق الغربية ومع حلول العام 1988 عاد حجم سوق الألعاب إلى 2،3 بليون دولار مع إمتلاك ننتندو لنسبة 70% من إجمالي السوق.
Hiroshi Yamauchi رئيس شركة ننتندو حينها و المالك الأكبر لأسهم الشركة حتى يومنا الحاضر أطلق تصريحا شهيرا حينها عن سبب نجاح شركته بعد إنهيار السوق وفشل اتاري بقوله:
Atari إنهارت لأنها أعطت لشركات الطرف الثالث حرية أكثر من اللازم مما أغرق سوق الألعاب بمجموعة كبيرة من الألعاب السيئة
ومن هنا جاء مصطلح “Seal of Quality” من شركة ننتندو على كل الألعاب المتوفرة لأجهزتها بكون هذه اللعبة مرخصة من الشركة للإصدار وهو النظام المتبع من جميع الشركات حتى يومنا الحاضر، حسنا هنا ننهي الحديث عن قصة جهاز العائلة وكيف أنقذ صناعة الفيديو وحتى نلقاكم بقصة تاريخية جديدة نستودعكم الله ونبارك لكم حلول عيد الفطر المبارك وكل عام وأنتم بخير.