هذا الجيل لم يكن مثاليا لكونامي و سلسلة PES، حيث أنها فقدت الكثير من رونقها عبر السنين، حتى ظهر لنا الضوء آخر النفق في العام الماضي. رئيس الإنتاج الجديد Kei Masuda و فريقه الرائع الجديد استطاعوا أن يجدوا طريقا جديدة لهذه السلسلة العريقة، و ربما لم يكن كافيا لهم عام واحد لتقديم نقلة كاملة للعبة PES بعد عثرات السنين الماضية. لكن قبل عام من الآن بالضبط، كنت معكم في مراجعة نسخة السنة الماضية، و قلت بشكل واضح أن هذا العام قد يكون هو الموعد، موعد ماذا؟ موعد عودة سلسلة PES الى القمة منافسة على الصدارة كما عهدناها دائما. لكن التوقعات شيء، و تحقيق خطوات إيجابية ليس كافيا دائما، فهل استطاعت PES 2014 الوصول للتوقعات و آمال عشاق كرة القدم، و هل استطاع فريق التطوير البناء على أساسات السنة الماضية المتينة لتحقيق أهدافهم؟ دعونا نصحبكم في هذه المراجعة الكاملة لنسخة هذا العام من سلسلة Pro Evolution Soccer.
تفضل بالدخول الى عالم الفوكس انجن!
رغم كل شيء قدمته اللعبة السنة الماضية، الا أن إعلان فريق العمل عن نية استخدام فوكس انجن في لعبتهم كان مفاجأة من العيار الثقيل. نعم فوكس انجن محرك الجرافيكس الذي تم تطويره من العبقري كوجيما يتم استخدامه في أول لعبة على الإطلاق، و هي ليست ميل جير، إنما بيس. هذا كان جزء من المفاجأة، لكن الجزء الثاني هو أننا سنرى المحرك على الجيل الحالي و ليس الجيل القادم. المحرك لم يخيب الآمال إطلاقا، و كذلك بيس الجديدة، فالرسوميات و الجرافيكس في اللعبة تجعل منها أفضل لعبة كرة قدم مظهرا على الإطلاق، و ما يجعل الإنجاز أكثر إبهارا هو أن مظهر بيس ينافس حتى ما رأيناه على الجيل القادم.
أوجه اللاعبين المشهورين تبدو بشكل مبهر، من ناحية تطابق أوصاف أو إضاءة أو غيره، و هناك فرق كاملة تبدو بشكل واقعي جدا، مثل فريق برشلونة كاملا و فريق بايرن مثلا. بالتأكيد لا يمكن أن نتوقع أن يتم تطبيق هذه الخواص بدقة في كل اللاعبين، لكن من المخيب أن نجد أندية كبيرة مثل انتر ميلان لا يوجد به تقريبا و لا لاعب مرسوم بدقة. لكن محرك فوكس أو الجرافيكس بشكل عام لا يقف فقط على أوجه اللاعبين، كل شيء في اللعبة يبدو رائعا، العشب، الملاعب، علم الزاوية. هناك تفاصيل جميلة في كل مكان، أثناء دخول اللاعبين تجد المصورين و مسؤولي الملعب، لقد تم تطبيق أجواء كرة القدم بحذافيرها هنا. و كيف ننسى الجمهور، كل فرد في الجمهور الآن أصبح يرسم بشكل منفصل، و يمكنك أن ترى تحركاتهم المثيرة أثناء المباراة. حتى أثناء دخول الفرق الكبيرة الى ملاعبها، مثل بايرن أو انتر الى الجوزيبي مياتزا، يمكنك أن ترى الجمهور يرفع الأوراق الملونة و يرسم شعارات كاملة على المدرج. لكن في بعض الأحيان يبدو لنا أن المحرك سبق وقته، فمثلا في فرحة الأهداف نجد تراجع كبير في عدد الإطارات، أيضا كونامي بسبب تطبيق المحرك الجديد لم تملك الوقت لتطبيق بعض الأمور مثل الأجواء الممطرة في بعض المباريات.
نظام اللعب و الواقعية الساحرة
قبل سنتين فقط كنا نضحك على بيس بسبب الفيزيائية الخاصة بنظام اللعب فيها، اللاعبين كانوا يمشون مثل الرجال الآليين و التصادم يحدث بالصدفة و تستطيع اختراق أجساد لاعبي الخصم. هذه السنة الأمور تغيرت تماما، فهناك نظام رسوميات متطور و نظام فيزيائي رائع جدا. كل حركات أجساد اللاعبين تبدو واقعية بشكل ساحر، عندما يمرر اللاعب، عندما يسدد، عندما يقفز للرأسية، عندما يرمي بجسده لاعتراض كرة عابرة. إنها مثل مباراة حقيقية، كونامي استطاعت أن تحاكي بدقة حركات اللاعبين في الواقع، حتى الحارس لم يسبق أن شاهدته بكل هذه الرسوميات المختلفة المقنعة. لا أبالغ أبدا عندما أقول أن هذه أفضل رسوميات و فيزيائية شهدناها في أي لعبة كرة قدم على الإطلاق.
لنتحدث الآن عن ميكانيكيات اللعب، تم التركيز كثيرا في هذا الجزء على عكس الإستجابة الحقيقية للاعبين من أرض الواقع. عندما تمرر أو تسدد أو ترفع، يجب أن تقف في المكان المناسب و في الوضعية المناسبة، أي خلل في ذلك سيؤدي الى نتائج غير مركزة. الكثيرين قالوا عن اللعبة أنها بطيئة من الديمو أو عروض الفيديو، لكن ذلك حقا هو الإستجابة الواقعية للاعبين من أرض الواقع، و يأخذ في الحسبان الوقت الذي يحتاجونه حين يفكرون في التمريرة التالية أو الخطوة التالية. بالتأكيد البعض قد يقول هذه مجرد لعبة، أريد استجابة أسرع، في اللعبة الكاملة هناك 4 خيارات للسرعة بحيث تناسب أي مستخدم، شخصيا قمت بتزويد السرعة بدرجة واحدة الى +1 و وجدت أن اللعبة أصبحت أكثر متعة بالنسبة لي.
نظام اللعب احترافي جدا، و يعتمد كثيرا على مهارة استقبال الكرة و التفكير في الخطوة التالية بشكل سريع. فمثلا عند استلامك الكرة من تمريره يمكن ضغط زر الركض R1 و إتجاه معين للإنطلاق اليه فور استلامها، لكنه أيضا سلاح ذو حدين، فالإنطلاق بسرعة الى جهة محددة دون تفكير سيجعل من السهل قطع الكرة خصوصا و انت تركض. اللعبة ذكية جدا في كثير من النواحي، و خصوصا حركة اللاعبين بدون كرة و كيف يفتحون لك المناطق، بالإضافة لاستخدام زر مثلث للكرات البينية، و في هذه اللعبة رأيت أفضل استخدام له على الإطلاق. الكرات البينية تتم بشكل ذكي، و تم تصميمها بحيث تحاول فهم رغبة اللاعب قدر الإمكان.
الإحتكاك من الأمور الضرورية في اللعبة، وضعيتك أثناء الدخول في احتكاك مع حامل الكرة ستؤثر كثيرا عليك و عليه. في حالات الهجوم الإحتكاك مع صاحب الكرة سيجعله يفقد تركيزه في خطوته التالية. في حال تمركزت بشكل صحيح و ركضت في الإتجاه المناسب ستتمكن من خطف الكرة. هناك أيضا خيارات متقدمة مثل استخدام الأنالوج الأيمن لاستخدام يدك أثناء الإلتحام و منع الخصم من الوصول الى الكرة. كالعادة يمكن ضغط زر X مع زر الركض لقطع الكرة مع الخصم، و للدفاع التكتيكي يمكنك ضغط زر X فقط دون الركض. لكن من أكثر أدوات الدفاع فاعلية هي إمكانية مد الرجل لقطع الكرة في التوقيت المناسب بالضغط على زر X مرتين، و هذا ينفع اذا كانت الكرة مع الخصم أو كانت تمريرة معينة تمر أمامك.
اللعبة تقدم خيارات تحكم كثيرة، بعضها للأشخاص الذين يبحثون عن تجربة بسيطة، و هي أدوات التحكم الرئيسية مثل التمرير و التسديد و الرفعات. لكن من يريد أن يجد أكثر من ذلك فبإمكانه دخول عالم الأنالوج ستيك الأيمن أو R3. الحركات المخصصة هنا بعضها يسهل تطبيقه، مثل حركة المروحة الخاصة برونالدو. البعض الآخر سيكون تطبيقه صعبا و يحتاج توقيت و دقة، و هذا يبدو منطقيا خصوصا أن بعض هذه الحركات لا نجدها في أرض الواقع الا من لاعبين كبار و ربما تتكرر مرة أو مرتين في مباراة كاملة. لكن إن أعطيتها الوقت و قمت بإتقانها فستجد مكافأة كبيرة في مواجهاتك مع خصومك.
المشاعر و القلب
الجميع بتذكر الأسهم في لعبة بيس فهي التي اشتهرت بهم، و كانت هذه الأسهم دائما تؤثر على مشاعر اللاعبين. هنا أيضا في هذه اللعبة تعود الأسهم، و يتم معها تقديم شيء جديد و هو القلب. و يتأثر القلب و يحفز اللاعبين عند قيامهم بتنفيذ حركات مهارية محددة مثلا أو عند اللعب الجماعي الرائع مع زملائهم. لكن هذه المرة سيكون للعب على أرضك فائدة إضافية لك، بحيث أن جمهورك يستطيع تحفيز اللاعبين في فريقك و معنوياتهم. حسنا بكل أمانة وجدة صعوبة في تحديد مدى تأثير ذلك فعلا في المباراة، لكن ربما غيري يكون أفضل حظا.
من المستحيل أن نرى لعبة محاكاة متقنة بالكامل، و بيس لا تخرج عن هذه القاعدة. هناك بعض الأمور التي تحتاج للتعديل، فمثلا اللاعب بدون كرة يستطيع الركض مسافات طويلة دون أن يتعب. أيضا في الكرات المرتدة يمكن اللحاق بصاحب الكرة بسهولة كبيرة، و يقوم اللاعب بالتباطؤ حتى قبل أن يصل اليه المدافع لسبب ما. بعض الكرات الرأسية يقفز لها اللاعب حتى لو لم يكن يبدو في وضعية تسهل عليه ذلك. الحارس في مستوى الصعوبة الأعلى يصبح مثل الجدار أحيانا و حتى الكرات الصعبة جدا يتمكن من صدها، كان من الرائع لو تم إضافة إمكانية التحكم في صعوبة الحارس بشكل منفصل. أيضا هناك حالا أجد فيها لاعبا أقرب للكرة لكن لا أستطيع الإنتقال اليه بالضغط على L1 لسبب ما، و هي حالة نادرة لكن تحصل. أخيرا هناك وضعية كريهة و هي عندما أجد نفسي قريبا من الكرة لكن لا أستطيع خطفها و هي تمر.