المحتوى و الحقوق، نتائج متفاوتة
ربما الأمر الوحيد الذي لم يغب أبدا عن السلسلة في كل مراحلها هو تأخرها في مسألة الحقوق. هناك الكثير من الفرق الغير متواجدة بشكل رسمي، مثل آرسنال و تشيلسي و عدة فرق انجليزية، و أيضا دورتمند. من المؤسف أيضا أن نجد السلسلة تخسر بعض الحقوق الإضافية هذا العام، منها ملاعب شهيرة مثل ملعب كامب نو و سانتيجو بيرنابو الخاص بمدريد الأسباني. في جانب التعويض فلا زالت كونامي آخر سنتين تقوم بإضافة المزيد من البطولات العالمية و الإقليمية المهمة، مثل الدوري الأرجنتيني و البرازيلي و دوري الكوبا ليبارتدورز في آخر سنتين. سنقوم لاحقا في هذه المراجعة بالحديث بشكل مفصل عن الإضافات الخاصة بالمنطقة العربية.
من ناحية أطوار اللعب فتقريبا كل شيء هو ما اعتدنا رؤيته في السلسلة. أطوار المباريات الفردية و البطولات هي كما عرفناها، و هناك طور Master League و هو بإختصار طور يسمح لك بأن تكون مديرا للفريق، تقوم بأخذهم عبر المواسم الكروية الكاملة و تدير احتياجاتهم المالية و غيرها من الأمور. هناك طور مشابه أيضا للماستر ليج لكن على الشبكة، و هناك طور “كن أسطورة” و هو طور يسمح لكن بأن تكون لاعبا مفردا و تبدأ حياتك الكروية في فريقك و منتخبك. لا يوجد مفاجئات هنا، حتى في بعض الأحيان نجد أن بعض الأطوار تم تبسيطها و حذف بعض الزوائد فيها، مثل المؤتمرات الصحفية و مدير الأعمال مثلا و بعض الشكليات. ربما الطور الوحيد الذي يبدو عميقا أكثر من العادة هو طور التعديل. يجب أن نذكر أن طور الأون لاين لم نتمكن من تجربته الى الآن بسبب عدم إتاحته في نسخة المراجعة التي حصلنا عليها.
أخيرا التعليق العربي و الكرة الخليجية
إن كنت لاعبا محليا و كنت غاضبا على كونامي طوال السنين الماضية فمعك كل الحق، فرغم أنها تملك جماهير جارفة في المنطقة لكنها لم تهتم للمحتوى المحلي، و اكتفت في السنوات الماضية بالنص العربي فقط في القوائم، بينما الآخرون قدموا تعليقا كاملا و أيضا مؤخرا الدوري السعودي بكامل حقوقه. لكن هذا العام قد يكون أفضل رسالة إعتذار من كونامي لجميع جماهيرها، فهي ليس فقط لحقت بالركب، إنما قدمت أكثر من ذلك بكثير لتعوض الجميع بشكل مرضي.
أول خطوة كانت إضافة دوري أبطال آسيا الذي أصبح مؤخرا أكبر بطولة اقليمية و الأكثر متابعة في الخليج العربي. الحصول على حقوق هذه البطولة ضمن لكونامي تقديم أربعة أندية من السعودية و هي الهلال و الشباب و الأهلي و الإتفاق، و هم الذين شاركوا في النسخة الحالية من البطولة. بالإضافة لذلك هناك أربع أندية كبير من الإمارات و قطر أيضا، لذلك الفرحة لن تقتصر على السعودية. لكن بالنسبة للسعودية تم أيضا الحصول على حقوق النصر و الإتحاد و إضافتهم للعبة كي يكتمل عقد أشهر الأندية السعودية.
الرائع في تقديم الأندية المحلية هو ليس تواجدها فقط، فهذا حصل سابقا، لكن الأصعب و الأروع هو أن يتم تقديم الأجواء المحلية بكامل روعتها. لعب مباراة الكلاسيكيو السعودي مثلا بين الإتحاد و الهلال و انت تسمع في الخلفية صوت جمهور أوروبي ليس مثاليا أبدا، و يجعل المباراة تبدو بلا روح. كونامي أولا بدأت في تزيين المدرجات بشعارات الأندية و أعلامها كما نرى واقعا، ثم أضافت خلفية صوتية خاصة بالدوري المحلي، حيث نسمح قرع الطبول طوال المباراة و صوت المايكروفون من رئيس الرابطة. ليس ذلك فقط بل قطعت كونامي خطوة إضافية بتسجيل أهازيج خاصة بكل نادي من الأندية السعودية الستة الكبار. فمثلا ستسمع في مباراة الإتفاق “فوق فوق يا بحر” و في مباراة الإتحاد ستسمع “بص يمين… بص شمال… الإتحاد… عامل زلزال”. حتى عندما تشاهد الجمهور في الملعب ستجد بعضهم يلبس الشماغ و الثوب، و البعض الآخر يلبس ملابس غربية عادية، و البعض يرتدي قميص فريقه، الإهتمام بالتفاصيل جعلهم يعكسون الشكل الحقيقي للمدرج السعودي. ربما الشيء الوحيد السلبي الحروف المقطعة على الأعلام، و رغم وعد كونامي يتعديلها الا أن ذلك لم يتم الى الآن رغم قيامي بتحميل 3 تحديثات للعبة حتى اللحظة.
من جانب تعريب القوائم، فالتعريب يعتبر جيدا، عدا بعض الجمل الغربية و التي تبدو كأنها وجدت طريقها من ترجمة جوجل. أما التعليق بصوت رؤوف خليف فهو إضافة رائعة، لكن غير متقنة بكل صراحة. هناك بعض الأحيان في المباراة التي تشعر فيها أن رؤوف على طبيعته و يتحدث بشكل مشابه للواقع، لكن في أحيان أخرى تشعر أنه يقرأ ترجمة من كتاب. ربما الشفيع الوحيد هنا هو أنها أول تجربة في التعليق العربي في لعبة للمعلق و للشركة أيضا، عكس الخبرة الموجودة مع المعلقين الإنجليز و الأسبان في السنوات الطويلة الماضية.
هذه بيس نستطيع أن نفخر بها
يا لها من طريقة رائعة لتختم بها كونامي الجيل، فبعد كل تلك السنوات المتعثرة تعود بيس مرة أخرى للقمة و بتألق. بيس لم تقم فقط باللحاق بالركب، بل أعادت دور كونامي القيادي في وضع مقاييس جديدة لمثل هذا النوع من الألعاب. بيس 2014 بلا أدنى شك أكثر لعبة كرة قدم واقعية على الإطلاق، و وضعت مقاييس جديدة للرسوميات و الفيزيائية الخاصة بالكرة. و بكل واقعية يحق لنا أن نفخر بها و هي تقدم لنا محتوى خاص رائع بالكرة المحلية و أكبر بطولاتها بشكل رسمي متمثلة في دوري أبطال آسيا. بالتأكيد لا يمكن أن نخفي واقع أنها ليس اللعبة الكاملة و الكمال لله وحده. بيس تخسر بعض الحقوق المهمة هذا العام و تضمها لما تفتقده سابقا، لكن هناك بعض الأعمال المهمة التي يجب أن ينجزها فريق العمل خصوصا في مجال التقديم و المحتوى. و في النهاية هنيئا لنا جميعا بالفوكس انجن، و الآن و بشكل رسمي لا نستطيع أن نوقف جماح حماسنا لما قد يقدمه هذا المحرك و بيس السنة القادمة و على أجهزة الجيل الجديد.