بينما البعض من القلائل الذين قد فهموا قليلاً في صناعة الألعاب يقومون في بعض الأحيان ببناء المقارنات الصحيحة الهادفة التي هدفها إظهار اللعبة الأفضل في بعض الجوانب لأنه ومن المستحيل أن تجد لعبة تتفوق على لعبة أخرى في جميع النواحي، يبدأ البعض الأخر ممن غلب عليهم التعصب في بناء المقارنات الخاطئة التي لا أعلم على أي أساس قد بنية ويحاولون إقناع الآخرين بها.
هنا وفي هذا المقال لن أتحدث عن تلك المقارنات الصحيحة ولو كانت قليلة، بل سأتحدث عن ذلك المفهوم الغريب الذي يحدث في تلك المقارنات الخاطئة. وبدايةً سأحاول أن أذكر أبرز الأسباب التي استعانوا بها ليخرجوا لنا بمقارناتهم الخاطئة.
التشارك في البيئة: قد يكون هذا الشيء هو أكثر شيء يسبب المقارنات الخاطئة، فبسبب تشارك لعبتان أو أكثر فكرة تلك البيئة يقومون وحتى قبل صدورها بعمل المقارنات ويبدئ كل متعصب بإنشاء المقارنة حسب وجهة نظرة وحسب طريقة فهمة للعبة، وربما هؤلاء الأشخاص قد نسو ما هو أهم من البيئة كالفكرة العامة والقصة والتوجه، فنجد البعض يقارن watch dogs بـ grand theft auto وهذا الشيء لا يحتاج لذلك الإنسان النابغة لعرف أن كل لعبة لها توجهها الخاص الذي يجعل من المقارنة بينهما ضربا من الجنون.
التشارك في التصنيف: المثير للسخرية هنا أن التصنيف ليس بذلك الشيء الذي يجعلك تقارن بين لعبتين فمجرد أن تتخذ لعبة تصنيف معين وعلى سبيل المثال “سيارات/تصويب/…” يبدأ الكثير من اللاعبين بالمقارنة بين تلك الألعاب على هذا الأساس فيغضون بصرهم عن جميع نواحي اللعبة ويركزون على تصنيفا وعلى هذا ينطلقون ببناء مقارناتهم، كمن يقارن ألعاب RPG بعضها مع بعض.
التشارك في المطور/الناشر: هذا الشيء وقفت حائراً أمامه فعلى أي أساس يفعلون هذا، أهو فقط بسبب أن الناشر/المطور هو نفسه، ولو أن اللعبتان قد يشتركا في بعض الأمور البسيطة كنفس المنظور، أو طريقة التصويب وغيرها من الأمور العادية إلى أن هذا ليس بعذر، وقد شاهدنا ذلك حينما بدأ البعض يتخوف من منحنى لعبة the last of us وقالوا أنها شبيهة uncharted وربما أيضاً أنهم قد نسوا أن لكل منهما توجهها الخاص.
وأقبح صور المقارنات على الإطلاق هي تلك التي وجدت حتى بلا سبب فيأتي أحدهم ويقارن لعبتا لم يشتركا في أي شيء باستثناء أنهما على نفس الجيل كمن يقارن لعبة كرة قدم بلعبة تصويب أو لعبة سيارات بلعبة مغامرة. ألا يدعونا هذا للتأمل ولو للحظة، ونسأل أنفسنا: أين المنطق في هذا؟. وربما هذه النوع من المقارنات ينشئ من ذلك المفهوم المتغلغل في القلوب “لعبتي هي الأفضل على الإطلاق”.
هذه بعض من الأمور التي يستقي منها أصحاب المقارنات أساس مقارناتهم، وما يزال هناك الكثير غيرها، وبالنسبة لعالمنا الإسلامي فهو بحاجة إلى الكثير والكثير من التوعية والتثقيف في جميع المجالات ولا سيما مجال الألعاب.
وأخيرا وجواباً على السؤال المطروح في الأعلى “هل من الصحيح المقارنة بين الألعاب؟” نعم في حال واحدة فقط: عندما تمتلك اللعبتان نفس البيئة ونفس التوجهه ونفس الفكرة و… وهذه الأشياء لا توجد مجتمعةً إلى في ألعاب الرياضة ككرة القدم وبعض الألعاب القليلة الأخرى.
ما رأيكم أنتم في هذا؟ وهل سأمتم مثلي من هذه المقارنات؟ أرجو أن تشاركونا بأرائكم بعيدا عن التعصب.
(شكرا لمن شجعني في مقالي السابق”التعليقات عالم مظلم مليء بالحقد والكراهية” فلولا الله ثم أنتم لما كان هذا المقال موجودا هنا)