قبل عدة أشهر, قامت Bungie برفع صورة قامت بتحريك شيءٍ ما بداخلي. أصبحت أود أن أتحدث عن هذا الموضوع لكنه ضاع مع الوقت ومشاغل الحياة (أو كما أسميها: الجامعة). تلك الصورة كانت لطرد بريدي استلمته Bungie من Treyarch مطورة Black Ops الأخيرة, والذي يحتوي على كميات كبيرة من نسخ مهداة لهم من اللعبة. لحظتها, قمت بالتفكير والتأمل بالود والاحترام المتبادل بين Bungie و Treyarch على عكس ما نراه تماماً من “مراوح” كلٍّ من ألعابهما. فقمت بطرح سؤالٍ بسيط; “لماذا؟”. أمرٌ عجيبٌ فعلاً ما تراه من البغض والاستحقار بين “المراوح” المتضادة. وليس فقط في ألعاب الـFPS, بل في شتى أنواع الألعاب الإلكترونية. ابتداءاً بـStreet Fighter و Tekken وانتهاءاً بـPhoenix Wright و Professor Layton.
من الجميل أن نحب الألعاب بشغف. كلّ منا يعشق نوعاً أو أكثر من الألعاب ولا يستطيع لعب البقية أو لا يريد, لكنها في النهاية تبقى وسيلةً للعيش في عالمِ افتراضي ونسيان هموم العالم الفعلي ولو لفترة. فلمَ الجدية والتعصب؟ “الناس معادن” كما يقال. لو لم يكن ذلك لفشلت جميع محاولات صنع أنواع مختلفة من الألعاب ولبقي ذلك النوع الناجح الذي يرضي الذوق الموحد. اختلاف الأذواق بين الناس هو ما جعل صناعة الألعاب تنمو وتتفرع إلى أن أصبحت ما هي عليه اليوم. ألم تجد نفسك وقتاً ما تفكر وتقول “لو عشت مئة سنة, لن استطيع أن أفهم كيف يحب أحدهم لعب ذلك النوع من الألعاب.” أو “الاستماع لذلك النوع من الموسيقى” أو “مشاهدة ذلك النوع من المسلسلات”؟ ما لا تعلمه هو أنه ربما هنالك شخص تراوده نفس الأفكار عما تقوم أنت بلعبه أو الاستماع له أو مشاهدته.
الأذواق تختلف. يجب أن نستوعب قبل هذا المفهوم قبل البدء بالحكم على ما يحبه الغير, فجميعناً كبر وترعرع على أنواع معينة من الألعاب والهوايات. ومنها قمنا بالمضي قدماً والغوص عميقاً في بحر الألعاب واكتشاف المزيد والمزيد مما نحبه. عالم الألعاب واحةٌ جميلة, ويجب علينا ألّا نعكر عليها بالنفايات والمهملات التي هي التعصب الفارغ. فلنتوقف عن نفخ رياح “مراوحنا” ضد بعضنا البعض, ولنبدأ بـ”نفخ” الاحترام والتفهم لباقي مجتمع اللاعبين وألعابهم.