من الرائع جدا أن نجد نشاط متزايد من المطورين العرب مؤخرا، خصوصا مع ظهور وسائل لنشر الألعاب بسهولة أكبر و بشكل فردي عبر وسائط مثل الهواتف المحمولة و متاجر التحميل. واحد من المجهودات الجديدة التي نراها مؤخرا على نظامي iOS و أندرويد هي لعبة سلطان الصحراء من فريق التطوير العربي Lumba. لعبة تتيح لك أن تعيش النهضة المعمارية الخليجية على جهازك الصغير، و أن تصبح أنت بنفسك سلطانا للصحراء القاحلة، و هي لن تكون قاحلة في نهاية المطاف بكل تأكيد. من خلال هذه المراجعة و بعد فترة لعب كافية سنعطيكم فكرة وافية عن اللعبة، و نحدد مكامن الضعف و القوة فيها، لننطلق.
سيم سيتي الخليجية
إن كنا سنختصر وصف اللعبة، فيمكننا القول أنها نسخة مصغر من سيم سيتي و لكن لمنطقة الخليج. في سلطان الصحراء ستبدأ من عصر الخيام و الإبل، حيث ستبدأ في بناء بعض الخيام، ثم بيوت الطين ثم القلاع. بالتأكيد هذا النوع من الألعاب لن يجعلك تقوم بعملية البناء دون الحصول على موارد، و في العصر الأول من اللعبة ستكون جميع مواردك من الزراعة. لاحقا ستفتح المحلات مثل الخياط و بائع الخضار و غيرها. أيضا ستقوم ببناء المرافق كي تجلب المزيد من السكان، و من المرافق المسجد و المدرسة كمثال. أثناء عملية البناء ستحصل على نقاط، و منها تتقدم في المستوى. مع التقدم في المستوى يتم تقديم تحديات لك إن أنجزتها تحصل على أموال إضافية للبناء. و إن وصلت في النهاية الى مستوى معين تستطيع الإنتقال الى العصر الذي يليه، و هو عصر النفط، لكن قبل ذلك لنتحدث عن ميكانيكيات اللعبة.
في اللعبة لديك مساحة من الأرض للبناء عليها تمثل مدينتك، و تستطيع توسعتها في حال استغليتها بشكل كامل. كل مرفق أو مبنى تقوم ببنائه سيحتاج مساحة مربعة أو مستطيلة تختلف بالحجم، لذلك عليك ترتيب الأراضي يشكل جيد. اللعبة تتطلب منك بناء أي مبنى أو مرفق على شارع يطل عليه، لكن الغريب أن المبنى لن يقبل أن يطل الى على جهتين فقط من الجهات الأربعة، و هي الجهتين التي تستطيع منها رؤية المدينة من على هاتف. السبب في ذلك أن فريق العمل لم يتح تغيير زاوية الكاميرا في اللعبة، لذلك ستظهر بعض المتاجر بشكل غريب، حيث أنها تطل على الشارع لكن بابها الرئيسي يطل على جدار المبنى المجاور، و اللعب ليس لديها اعتراض على ذلك.
التقدم في اللعبة سيكون عن طريق أموال داخل اللعبة، و هذه الأموال يمكن الحصول عليها بطريقتين. الأولى هي عن طريق مشاركة اللعبة في فيسبوك، و إن نجحت في إخبارك أصحابك ستحصل على بعض المال. الطريقة الثانية هي عن طريق شراء أموال داخل اللعبة بأموال فعلية، و هذا منطقي بحكم أن اللعبة مجانية و تجني أرباحها عن طريق الصفقات المصغرة داخل اللعبة. في غالب الوقت تستطيع التقدم عن طريق الإنتظار، فمثلا عندما تقوم بزرع محصول قد تخبرك اللعبة أن عليك الإنتظار لمدة دقائق، أو ساعات أو أيام للحصول على المحصول، أو أن تدفع المال لتختصر الوقت.
عصر النفط و عصر السياحة
بعد الإنتهاء من عصر الصحراء و الجمال، ستنتقل الى عصر النفط، حيث عليك بإستخراج النفط للحصول على الموارد لبناء مدينتك الحديثة. في عصر النقط هناك الملاعب و الإذاعة و التلفزيون و العمائر السكنية و غيرها. من الأشياء الغير منطقية التي لاحظتها هنا مثلا معامل النفط. عند التقدم في المستوى سيتم إتاحة فرصة بناء معمل نفط كبير بدل من الحفارات الصغيرة التي تملكها أول اللعب. لكن من الغريب أن المعامل الكبيرة تجعلك تنتنظر وقتا أطول للحصول على كمية نفط أقل، لذلك قمت ببناء الكثير من المعامل الصغيرة و تشغيلها في نفس الوقت. هنا انتقلت الى أمر آخر تمنيت تحسينه، و هو جمع الأموال و المحاصيل. في اللعبة عندما تقوم بتشغيل محل ما و إنتظار الأرباح منه، سيظهر الربح على شكل شعار عملة معدنية فوق كل محل، و عليك الضغط عليه كل مرة لجني المحصول، و مرة أخرى لتشغيل المحل مرة أخرى. تمنيت لو أن فريق التطوير وضع خيارا لجعل هذه عملية تلقائية دون تدخل بشكل يديوي، و كذلك جمع المحصول، و هذا الأمر لن يبدو مزعجا الا اذا أصبحت مدينتك كبيرة و ترى هذه العلامات الصغير في كل مكان.
جودة إنتاجية رائعة
بعد أن شرحنا عن ميكانيكيات اللعبة لنتحدث عن مظهرها و كيف تبدو عن قرب. اللعبة جميلة جدا، التصاميم التي تم تقديمها رائعة و ستشعر فعلا أنك تعيش النهضة الخليجية من بداياتها الى حاضرها. عند بناء كل مرفق ستسمع بعض الأصوات أيضا مثل صوت معلق رياضي بعد بناء ملعب، أو صوت الأذان عند بناء مسجد. هناك بعض المباني المعروفة التي تم إضافتها في اللعبة، مثل برج العرب في دبي أو برج الفيصلية في الرياض. ربما من ناحية المظهر الأمر الوحيد الذي أزعجني هو عندما أقوم بتقريب الصورة، يصبح كل شيء منخفض الجودة، فكان ربما من الأجدر تقديم نماذج ذات دقة أعلى، لكن ربما يكون هذا متعلقا بمحدودية قدرات الهواتف.
التفاعل المفقود
في نهاية اللعبة تنتقل الى عصر السياحة، حيث يصبح مدخولك الرئيسي من السياح الذين يأتون لرؤية الإنجاز المعماري الذي قمت به، مشبها في ذلك ما يحدث في دبي الحديثة. الأجزاء الأولى من اللعبة ممتعة، لكن حتى تصل الى مرحلة تكتشف فيها أنك تدور في نفس المكان و تعيش روتين متكرر. اجني المحصول، ابني المزيد من المباني، ثم أقفل اللعبة و ادخل لاحقا لتكرار نفس الشيء، حتى تصل الى مستوى أعلى. مثل هذا النوع من الألعاب يحتاج الى تفاعل أكثر، شيء يكسر الملل، فمثلا كم تمنيت أن يزورني قافلة في حصل الجمال من مدينة أخرى، أو يأتي قطاع طرق و يهدمون أحد البيوت التي بنيتها. أو في عصر النفط أن يحصل شيء مثل أن تأتي عاصفة على المدينة أو مطر شديد. اللعبة لا تقدم أي نوع من المفاجئات في طريقك، و لا تستفيد من كونها لعبة هاتف محمول أيضا. فمثلا من الغريب أن اللعبة تتطلب إتصالا بالشبكة، لكنها لا تتيح مثلا بعض الأفكار الإجتماعية مثل تبادل المحاصيل أو الزيارات مع مستخدمين آخرين.
أعتقد أن فريق Lumba أثبت أنه متمكن فعلا، بسبب الجودة الإنتاجية العالية في هذه اللعبة، لكنه يحتاج الى أن يبني عليها ليقدم شيئا أكثر تفاعلا مستقبلا. سلطان الصحراء تجربة فريدة فعلا على الهواتف لمن عاش في الخليج و يعرف هذا المكان جيدا خلال السنوات الماضية، و سيكون ممتعا في البداية مشاهدة كل المباني المتواجدة في اللعبة و بنائها بنفسك، لكن لاحقا لن تجد سببا مقنعا لمواصلة اللعبة كثيرا.