أول مرة رأيت فيها تيراوي و قمت بتجربة سريعة لها قبل عدة أشهر أيقنت أننا أمام تجرب فريدة حقا. بعد ذلك كانت شهور متواصلة من الإنتظار لوصول اللعبة و خوض التجربة الكاملة. تيراوي لعبة غير عادية، من فريق MM الذي قدم لنا أيضا تجارب فريدة مثل لتل بيج بلانت. اللعبة عبارة عن لعبة بلاتفورمنج لجهاز سوني فيتا، و تعتمد في تجربتها على توظيف خصائص الجهاز المختلفة. سوني في الماضي عانت كثيرا، سواء في تقديم لعبة بلاتفورم حقيقية أو في تقديم لعبة محمولة مميزة تقدم تجربة مختلفة و ليس مجرد تجربة كونسول على شاشة صغيرة. تيراوي هي اللعبة الحلم للفيتا، و هي تريد أن تفعل كل ذلك و أكثر، لذلك دعونا نخوض التجربة الكاملة و نرى اذا ما كان فريق MM قد حقق الأهداف و قطع الطريق.

عالم من الورق
عندما ترى الأسلوب الفني للعبة تيراوي من الصور و الفيديو، ستجده في غاية الجمال، لكن دعني أخبرك أنه أكثر جمالا أثناء اللعب. عالم اللعبة و شخصياتها و بطلها مصنوعين بشكل كامل من الورق، حتى المؤثرات التي تراها مثل المياه الجارية و الرياح الشديدة. اللعبة تنبض بالجمال، في بعض الأحيان ستجد نفسك تقف مكانك ثم تمشي بشكل بطيء لترى ما يدور حولك، فكل تفاصيل صغيرة رغم أنها مصنوعة من الورق لكنها جميلة بطريقة رسمها و هندستها و كيف تم إضاءتها. و ليكمل فريق العمل هذه اللوحة الفنية، قدم معها واحد من أفضل المقطوعات و الألحان التي رأيتها في ألعاب البلاتفورم، سوف تجد نفسك تنتظر كل منطقة جديدة في اللعبة فقط لتسمع مقطعا موسيقيا جديدا.

في بداية اللعبة ستقوم بتخصيص شخصيتك بشكل بسيط، مثل اختيار لون البشرة و الجنس، لكن لاحقا في اللعبة ستتمكن من تغييرها بشكل كبير جدا، و ذلك باستخدام الورق أيضا. ستحصل على بعض النقاط في اللعبة يمكن من خلالها شراء تصاميم ورقية جديدة، و يمكنك أيضا تصميم أشكالك الخاصة، ففي اللعبة شيء مثل ورشة التصميم به أوراق بألوان مختلفة، يمكنك أخذها و قصها و تشكيل أشكال مختلفة، مثل ما فعلت أنا عندما صممت TG Man و ألصقته على قميصي في اللعبة. ورشة التصميم ستظهر لك في أوقات عدة، فبعض الأحيان سيطلب منك مجموعة من الشخصيات في اللعبة تصميم أشياء معينة لتساعدهم بها.

هناك صوت أنثوي و صوت ذكوري ستستمعه كثيرا أثناء اللعبة، و هؤلاء هم من يحكون قصة اللعبة، و هي قصة غير عادية اذا سألتني. بطلنا هو الرسالة، و هو يحاول أن يوصل نفسه الى عالم البطل الآخر و هو أنت. أثناء اللعب ستجد القصة تأخذ منحنيات غريبة، هي كذلك، تحاول أن تكون شيئا مختلفا عما اعتدناه. ستقابل شخصيات جانبية كثيرة و غريبة أثناء اللعب، و كل منهم له قصة خاصة أيضا، و يعرف عن تلك الشمس و من يطل من خلالها. رواية القصة في اللعبة رائعة و ممتعة، و تناسب ذلك العالم الجميل التي رسمه و تصميمه.

أنت جزء من اللعبة!
أكثر شيء جنونا في اللعبة هو كيف ستصبح أنت أحد أبطالها المهمين. هذا لن يتم بطريقة معتادة و قديمة مثل وضع اسمك بدلا من اسم البطل أو تصميم شكل شخصية يشبهك. هذه اللعبة تدعك تدخل بشكلك الحقيقي في اللعبة، و ذلك عن طريق تصوير نفسك في بداية اللعبة و لحظات كثيرة أخرى. اللعبة تقدم فكرة مثيرة للإهتمام و هي تشرح أن العالم الحقيقي الذي نعيش فيه قد ظهر به بوابة تربطه بعالم الورق الخاص بتيراوي. هذه البوابة هي الشمس، و أثناء اللعبة سيقوم البطل في عالم الورق بالنظر للشمس باستمرار لمشاهدة العالم الآخر، و حينها ستعمل كاميرا الفيتا و ستشاهد وجهك يطل من الشمس. الموضوع لا ينتهي هنا، فبعض الأحيان ستجد بوسترات أو صور معلقة على الجدران عليها صورتك الحقيقية. و هناك أمور أخرى سأتركها لكم لكي تكتشفوها بنفسكم. لكن الحق يقال أنك عندما تشاهد تواجدك بشكل مستمر في اللعبة و بشكلك الحقيقي، ستشعر فعلا أنك جزء من الغامرة كما لم يحدث لك أبدا في حياتك.

الفيتا بطل المغامرة
من بداية اللعبة ستجد طريقة اللعبة مثيرة للإهتمام خصوصا كيف أنها توظف خصائص الفيتا بشكل رائع. عندما تجد داخل اللعبة علامات مثلث و مربع و دائرة و إكس تظهر فهذا يعني أنه شيء متعلق بشاشة اللمس الخلفية. كمثال في بعض الأحيان هناك أماكن اذا وقفت عليها و ضغطت على شاشة اللمس الخلفية فأنها ستكون مثل الطلب تقرعه فيذهب ببطلنا الى الأعلى. بعض الأحيان ستجد شيء مثل السطح الورقية الخفيف، اضغط باصبعك على الشاشة الخلفية و ستجد اصبعك اخترق الورق و ظهر في وسط اللعبة! هناك أنواع كثير من طرق استخدام اللمس و الأزرار و نظام التوازن، و الأكثر روعة أن هذه الإستخدامات لا تعطيك ذلك الإحساس أنها مفروضة و بلا هدف، بل أغلبها استخدامات ذكية و تحمل معها ألغاز ممتعة.

البطل في بداية اللعبة لا يستطيع القفز، لكن يكسب هذه القدرة في وقت قريب بعد البداية، و كذلك لاحقا في اللعبة يبدأ بكسب قدرات جديدة تتطور معها الألغاز و المراحل. هناك الكثير من الشخصيات و بعض المهمات الجانبية التي تتيح لك الحصول على بعض الكنوز السرية، تحتاج لتقوم بذلك لكي تنهي اللعبة بالنسبة الكاملة. لكن أحد الأشياء التي قصرت فيها اللعبة هي الكاميرا في مواقف معينة. مشكلة الكاميرا أنها تكون ثابتة أو متحركة بشكل عشوائي، ففي بعض أحيان اللعبة تستطيع تحريك الكاميرا بالأنالوج الأيمن، لكن في مقاطع أخرى لا تستطيع ذلك، و هذا مزعج خصوصا عندما تكون تبحث عن الأسرار و المهمات الجانبية.