وأخيرا بعد تأجيل اللعبة من موعد إصدارها بموسم أعياد العام الماضي نحصل على مغامرة غوريلا ننتندو المحبوب “دونكي كونغ” الجديدة على جهاز الشركة المنزلي Wii U، فريق التطوير Retro Studios يعود مجددا لتقديم لعبة منصات مميزة كما كان الحال مع الجزء الماضي على جهاز الـWii، ولكن هل تفوق الفريق على نفسه هذه المرة وقدم لنا تجربة مذهلة أم إكتفى بتقديم المزيد من نفس الشئ؟ هذا ماسنتعرف عليه من خلال مراجعة لعبة Donkey Kong Country: Tropical Freeze، إذا لنبدأ الحديث.
في البداية لنتحدث عن القصة بكونها الجزء “الغير مهم” بلعبة منصات ومن الجميل جدا أن ننتندو تدرك ذلك جيدا بألعابها، دونكي كونغ يحتفل مع أصدقائه بعيد ميلاده ليتفاجئ بان قوات قادمة لغزو جزيرته من القطب المتجمد “حيوانات الفايكنق أو كما تعرف باللعبة بإسم الـSnowmads”، ومع ضربة قوية من قائد هذه القوات ترسل دونكي كونغ وباقي الأصدقاء بعيدا عن جزيرتهم الإستوائية ويتم الإستيلاء عليها وتحويلها لجزيرة ثلجية وحان وقت الإنتقام.
اللعبة هي لعبة منصات بتصوير ثنائي الأبعاد جانبي، في لحظات من اللعبة سيتحول التصوير لخلف الشخصية أو بطريقة ديناميكية تفاعلية مع مراحل اللعبة التي تستوجب تحريك الكاميرا للإنطلاق من البراميل بإتجاهات مختلفة، ليكن الحديث بشكل عام بكون اللعبة هي لعبة منصات بتصوير جانبي في معظم أوقاتها، ستتحكم بشخصية دونكي كونغ وبإمكانك هذه المرة الإختيار مابين ثلاث شخصيات مساعدة وهي ديدي كونغ و ديكسي كونغ وكرانكي دونغ، لكل من هذه الشخصيات قدراتها الخاصة فديدي بإمكانه التحليق بالجو لفترة بسيطة بإستخدام مدافعه الطائرة بينما تستخدم ديكسي شعرها للتحليق والإرتفاع لمستويات أعلى وكرانكي العجوز يستخدم عصاه لتجاوز الأماكن المدببة والتي تخسرك قوتك في العادة.
بالإضافة لذلك بإمكانك مع هذه الشخصيات تنفيذ الضربات الخاصة الثنائية عند ملئك لمقدار معين عبر هزيمتك للأعداء بالمراحل وهذه الضربات ستجعل الأعداء في الشاشة يتحولون إما لطاقة إضافية لتجعل اللعبة أسهل أو لحياة إضافية من فترة لأخرى، التحكم باللعبة لايختلف أبدا عن الجزء الماضي والفرق ربما بغياب طريقة النفخ التي كان يقوم بها دونكي كونغ في بعض الأحيان بالجزء الماضي وإستبدالها بالسحب حيث تستوجب منك اللعبة في كثير من المرات سحب بعض الأقفال من الأرض التي تفتح لك طريقا جديدا أو تحصل من خلالها على إحدى أدوات التجميع باللعبة.
ونذكر أن اللعبة تستخدم الكثير من خيارات التحكم المختلفة سواء بالجيم باد أو الريموت أو الكلاسيك كونترولر وحتى بالجيم باد نفسه بإمكانك إختيار طريقة التحكم مابين عصا الانالوج أو الديباد.
كما كان الحال باللعبة الماضية فاللعبة تقدم تحدي جيد لمحبي العاب المنصات، في بعض الأحيان صعوبة كبيرة جدا لتجاوز العقبات و بمرات أخرى ستنهي الأمور بشكل سريع، قد تكون هذه واحده من مشاكلي مع هذه اللعبة بكون معظم الأفكار قد تم تقديمها باللعبة الماضية فوجدت نفسي أشعر بأنني أخوض نفس التجربة مجددا، نعم تم إضافة مراحل ماتحت الماء باللعبة ولكن لم أكن محباً أبداً لمراحل ماتحت الماء لمعظم العاب المنصات من قبل ولم أحبها هنا كثيرا ومن الجيد أنها محدودة وأستغرب حقيقة بهذه المراحل غياب السمكة التي كنا نمتطيها بالأجزاء الكلاسيكية رغم تواجد وحيد القرن مجدداً بهذه اللعبة لإمتطائه بمراحل معينة.
أيضا قتال الزعما باللعبة كان مزعجا بعض الشئ، فالقتال يستمر لفترات طويلة وستجد نفسك تعيد التجربة كثيراً معهم وذلك يعطي الإنطباع بأن مستوى الصعوبة بطريقة ما لم يكن متقناً هذه المرة، فالكثير من العوالم ستجدها سهلة لتواجه زعيماً مزعجا جداً بينما العوالم الصعبة ستواجه معها زعيماً بسيطاً، بالنهاية عليك أن تتذكر أن قتال الزعماء يعتمد على حفظ نمط معين غير متغير من الضربات حتى تنهي المهمة بنجاح.
لنتحدث عن الرسوم والموسيقى، بكون الـWii U هو أول أجهزة ننتندو الداعمة لدقة الوضوح العالي HD فالبتأكيد نتوقع مشاهدة أشياء جميلة جدا، حسان بكون لعبة Donkey Kong Country: Tropical Freeze هي لعبة منصات بتصوير جانبي فذلك يخفي الكثير من معالم الإبداع خلف الرسوم، فحتى فرو دونكي كونغ والشخصيات الأخرى لن نلاحظه سوى بعروض ماقبل المرحلة أو عروض ماقبل قتال الزعماء، عالم اللعبة حي بشكل رائع جدا وتشاهد الخلفية تتفاعل بشكل جميل جدا مع الأحداث ولكن الملاحظ بهذا الجزء هو قلة الإبداع مقارنة بالجزء الماضي فيما يخص تصاميم العوالم الستة التي تقدمها اللعبة (تذكرون مراحل الظل و مراحلة الأمواج وغيرها ستجد أشياء مشابهة لها ولكن بدون إبداع جديد تقدمه اللعبة).
بشكل مجمل رسوم اللعبة جميلة ولكنها ليست شئ مذهل ويمكن وصفها بأنها تستعمل كافة قدرات الـWii U، الصوتيات بجانب آخر رائعة جدا بهذه اللعبة، عودة الملحن الشهير David Wise من فريق التطوير Rare سابقا والذي قدم لنا ألحان السلسلة الأصلية على جهاز السوبر ننتندو كانت مميزة جدا وحقيقة ببعض المراحل وخصوصا مراحل تحت الماء التي نسمع معها ريمكس لألحان قديمة كانت جميلة جدا.
اللعبة تقدم معها 6 عوالم مختلفة “رئيسية” وهنالك المزيد إن حصلت على كل شئ باللعبة، المغامرة الرئيسية ليست طويلة جدا ولكن ستشاهد الكثير من المناطق السرية بكل عالم وعليك بمحاولة تجميع كل شئ بالمراحل من حروف كلمة Kong إلى قطع الأحجية لفتح كل الطرق والحصول على كل شئ باللعبة ومن المعروف أن فترة اللعب بالعاب المنصات لاتقاس بفترة إنهاء المهمة الرئيسية ولكن بالحصول على كل شئ فيها وهنا ستقضي ساعات طويلة.
أيضا تقدم للعبة طور اللعب التعاوني لشخصين وبكوني لم أجد شخصا محترفاً بالعاب المنصات ليشاركني التجربة فاللاعب الثاني كان عبئاً علي بأغلب الوقت وفضلت اللعب وحيدا، نذكر أيضا أن شخصية Funky Kong بات الأن يدير المتجر الكلاسيكي الذي يوفر لك شراء المحاولات الإضافية والشخصيات المساعدة وغيرها من الأدوات بدلاً من كرانكي كونغ، بالتأكيد ستساعدك هذه الادوات كثيرا وخصوصا قبل قتال الزعماء المزعجين في بعض الأقوات، حتى نظام المساعدة الذي كنا نحصل عليه باللعبة الماضية بعد خسارة عدد من المحاولات باللعبة لم يعد موجوداً وتم إستبداله بآداوت تحصل عليها من المتجر وتجعلك غير قابل للضرب لفترة محددة.
Donkey Kong Country: Tropical Freeze بشكل مجمل تقدم تجربة مميزة لمحبي العاب المنصات، ولكن لا يمكن القول بأنها تقدم تجربة أفضل من الجزء الماضي، فالإضافات الجديدة بهذا الجزء لم تكن ذات تأثير قوي والأفكار معظمها تم إعادة إستخدامها من اللعبة الماضية، لايعني ذلك بأن اللعبة سيئة بل على العكس على لعبة منصات مميزة جدا ولكنها تقدم المزيد من نفس الشئ بوقت كنا نحتاج فيه لتجربة شئ مختلف على الـWii U أو على الأقل شئ يستعرض لناإستخدامات مبتكرة بشاشة الجهاز الثانية التي تتحول لشاشة سوداء بوقت اللعب فقط!
إضافة مراجعة نسخة الـNintendo Switch من اللعبة
نسخة الننتندو سويتش من اللعبة لاتقدم الكثير من الإضافات بعيد عن طور اللعب Funky Mode الذي يتيح للاعبين خوضها بإستخدام شخصية فنكي كونغ ذو القدرة على التزلج وتفادي الكثير من صعوبات اللعبة السابقة مما يعني بأن الطور ليس أكثر من كونه طور المستوى “السهل جدا” لمن لايرغب بخوض تحدي كبير لكون اللعبة صعبه بالأصل وتحتاج للكثير من الصبر لإنهائها، اللعبة تبدو جميلة على السويتش سواء بوضعية المحمول او المنزلي بلا مشاكل تقنية تذكر ولاشك أن اللعبة هي تجربة قوية لمن لم يخوض التجربة الأصلية ومن محبي العاب المنصات أما غير ذلك فلاتستحق اللعبة الشراء مجددا.