نعود لكم مجددا مع حلقة جديدة من فقرة “قصة من تاريخ الألعاب” التي نستعرض معها واحدة من القصص التاريخية وصفحة من كتاب ذكريات تاريخ العاب الفيديو بحقبة غيرت كل شئ بعدها، اليوم سنعود بالزمن لنتعرف بشكل أكبر على واحدة من أعرق الشركات بصناعة العاب الفيديو، SEGA الشركة التي قدمت الكثير لهذه الصناعة باتت الأن ظل لتلك الشركة العبقرية.
لماذا؟ ماهي الأسباب؟ كيف خرجت سيجا من سباق صناعة أجهزة العاب الفيديو بعدما كانت واحدة من الأسماء الرنانة بهذا المجال؟ كل هذه الأسئلة سنقدم لكم إجابتها عبر مقالنا اليوم، ولكي نبدأ بشكل صحيح يجب أن نعود للبداية …. قصة تأسيس شركة سيجا:
– الفصل الأول من القصة: شركة أمريكية\يابانية بطموح كبير!
رغم شهرت سيجا الكبير بكونها شركة العاب يابانية ولكن قصة تأسيس الشركة لم تكن كذلك فعلا، البداية كانت من جزيرة هاواي وإفتتاح شركة Service Games بالعام 1940، بعد 11 عاما من تأسيس تلك لشركة قرر Raymond Lemaire و Richard Stewart وهما الرجلان اللذن يقفان خلفها بنقل مقر الشركة للعاصمة اليابانية طوكيو بالعام 1951 لغرض صناعة العاب المقامرة بإستخدام القطع النقدية وكذلك الألعاب و علبة الموسيقى jukeboxes بإستخدام القطع النقدية أيضا:
خلال تلك الفترة كانت الشركة تقوم بنشر الأجهزة عبر القواعد الحربية الأمريكية المنتشرة بأرجاء اليابان بأيام الحرب العالمية، بالعام 1954 قام الضابط الأمريكي David Rosen بتأسيس شركة جديدة بإسم Rosen Enterprises في اليابان وكانت تهدف لنشر أجهزة الاركيد الأمريكية بالأسواق اليابانية ومع حلول العام 1965 باتت الشركة تملك أكثر من 200 صالة اركيد بأرجاء اليابان وبكون شركة Service Games هي المنافس الوحيد قرر David Rosen الإندماج مع هذه الشركة وقيادته الشخصية لها وتم إطلاق إسم Sega Enterprises لهذه الشركة ويأتي الإسم من إختيار الأحرف الأولى من إسم شركة Service Games الأصلية ومن المتعارف به في اليابان هو إختصار الأسماء الطويلة التي تتكون من أكثر من كلمة واحدة بإختيار الأحرف الأولى لها كأسم.
بعد عام واحد من بداية عمل الشركة إنتقلت SEGA من مجرد مصدّر لأجهزة الاركيد إلى صانع ومطور لها في اليابان، النجاح الأول جاء مع لعبة الغواصات الحربية Periscope التي قدمت تجربة محتلفة عن أي شيئ آخر موجود بالسوق حينها ولاقت نجاحا قويا باليابان وتم تصديرها لخارج اليابان وتحديدا أسواق أمريكا و أوربا.
بالعام 1969 قام Rosen ببيع شركة سيجا إلى شركة Gulf+Western مع الإحتفاظ بمنصب الرئيس التنفيذي للشركة وواصلت أسهم الشركة بالإرتفاع وباتت الأن شركة مساهمة عامة مع حصولها على شعارها الرسمي بالعام 1976 ولم يتغير من حينها، الشركة كانت تحقق نجاحات قوية على أجهزة الاركيد بأرباح تصل لحاجز الـ100 مليون دولار.
مثل أي شركة أخرى هنالك دائما الرغبة بالتوسع، وبكون سيجا تحقق النجاح بصعيد الألعاب فالخطوة المنطقية القادمة هي بدخول سوق أجهزة العاب الفيديو الذي بدأ يحقق الإنتشار و بالفعل أعلنت سيجا رسميا دخولها سوق أجهزة العاب الفيديو المنزلية بجهاز الـSG-1000 ولكن الإنهيار الشهير لسوق العاب الفيديو أضر بالشركة كثيرا فقامت شركة G&W ببيع كل متعلقات الشركة بقسمها الأمريكي إلى شركة Bally Manufacturing Corporation ومعها قدم Rosen إستقالته من الشركة بالعام 1984.
القسم الياباني من الشركة أيضا تم بيعه لمجموعة من المستثمرين منهم Rosen و Robert Deith واخيرا ayao Nakayama وهو رجل أعمال ياباني يمتلك شركة Esco Boueki المتخصصة بنشر أجهزة الاركيد وبات Nakayama الرئيس التنفذي الجديد للشركة، بنفس العام 1984 قامت شركة CSK اليابانية بالإستحواذ على سيجا وتغيير أسمها إلى Sega Enterprises Ltd وتحويلها مجددا إلى شركة مساهمة عامة ببورصة طوكيو، وأستعدت الشركة مجددا لدخول سوق أجهزة العاب الفيديو مع جهاز Sega Master System الذي حقق نجاحا جيدا بالأسواق الأوربية.