– الفصل الثالث من القصة: جهاز الحلم الأخير!
بعد فشل أجهزة سيجا المتلاحق ونزيف الأموال وضعت الشركة كل أوراقها بمحاولة أخيرة، هذه المرة جمعت الشركة كل الموهوبين لتقديم جهاز العاب ثوري وبقدرات ممتازة و الأهم من ذلك وذاك بتقديم جهاز يسهل البرمجة عليه و بإصداره سريعا قبل بداية أجهزة الـ128 بت وبالفعل النتيجة كانت جهاز الـSega Dreamcast الذي صدر بالعام 1998 بتقنيات رائعة جدا حينها وبدعم للعب على الشبكة بشكل ثوري لم نراه بجهاز العاب منزلي و كذلك بالتعاون مع عدد من شركات الطرف الثالث الرئيسية لدعم الجهاز ومنها العاب سول كاليبر و كذلك ريزدنت كود فيرونيكا.
على الورق كان كل شئ يبدو جيدا، ولكن بالواقع لم يكن كذلك الحال، فالشركة لاتملك المال لدعم الجهاز إعلاميا بشكل جيد، أيضا ثقة المستهلك بشركة سيجا باتت معدومة بعد سنوات من الأجهزة الفاشلة المتلاحقة والأسوء من ذلك أن المتاجر نفسها فقدت الثقة بسيجا بكونها أشتهرت بإيقاف الدعم لأجهزتها سريعا مما يجبر المحلات على التخلي عن حيز أجهزة الشركة والعابها بالمتاجر سريعا ويضعها بحرج، وبالتأكيد إبتعاد شركات سكوير سوفت واينكس و EA كأقوى شركات الطرف الثالث العالمية عن دعم الجهاز لم يشجع الكثير من المستهلكين للحصول عليه.
الصورة بالاعلى تستعرض لنا النتائج المالية للشركة خلال تلك الفترة الزمنية وكيف كانت تعاني من الديون الضخمة قبل صدور الدريمكاست وحتى بمرحلة عمر الجهاز التي لم تستمر طويلا، الدريمكاست رغم كونه واحد من أجهزة الألعاب التي يقدرها المحترفون كثير للتجارب التي قدمها ولكن تاريخيا كان قصة فشل تجاري سريع جدا لوضع سيجا المالي المتدهور، بالعام 2000 قامت سيجا بتغيير إسم الشركة مجددا من Sega Enterprises, Ltd إلى Sega Corporation وبدأت الشائعات تظهر على السطح بكون الشركة ستودع سوق صناعة أجهزة الألعاب وبالفعل هذا ماحصل بالعام 2001 حيث أعلنت الشركة إيقاف تصنيع الدريم كاست والتوجه لتصبح شركة تطوير العاب لمختلف الأجهزة.
أول العاب الشركة بعد إنتقالها لتصبح شركة تطوير العاب كانت لجهاز عدوها اللدود ننتندو المحمول الجيم بوي ادفانس بعنوان Sonic Advance لتنتهي حقبة زمنية بسوق العاب وينتقل سونيك من منزله إلى منزل منافسه الأشهر ماريو وهي الشخصية التي إبتكرتها سيجا للقضاء على ماريو بالمقام الأول.
هنا إنتهت قصة سيجا مع سوق صناعة أجهزة العاب الفيديو، الشركة باتت مثقلة بالديون لحد الإفلاس مما أجبر المسؤلين عن إيجاد الحل ولكن حجم الشركة الكبير وديونها الضخمة أبعد المستثمرين عنها حتى جاءت شركة Sammy عملاقة العاب القمار في اليابان لتندمج مع سيجا بالعام 2004.
شاهد على العصر هو رئيس سيجا الأمريكية بتلك الفترة Peter Moore الذي تحدث عن فترة الدريم كاست ووضع الشركة المالي الذي لم يساعد أبدا مهما كانت نجاحات الجهاز بقوله:
كنا نعيش 18 شهر مذهلة مع الدريم كاست، الجهاز كان يحقق نجاحا قويا وظننا أن بإمكاننا أن نفعلها ونتجاوز عقبات الشركة المالية، ولكن عندما كانت تصلنا توقعات من سيجا اليابان ببيع عدد معين من الأجهزة للحصول على أرباح بقيمة معينة من المال “مئات الملايين” ماعدا ذلك لايمكن الإستمرار بهذا السوق، كنا نبيع 50 ألف جهاز باليوم ثم 60 ألف وبعدها وصلنا للـ100 ألف ولكن لم يكن ذلك كافيا لتحقيق النجاح الضخم قبل صدور البلايستشن2، للأسف الأمر آل إلي بالنهاية وكنت انا الشخص الذي قرر إيقاف صناعة الجهاز وتسريح عدد كبير من الموظفين ولم تكن تلك ذكرى جميلة.
إذا هنا ننهي رحلتنا بتاريخ شركة سيجا والأسباب التي آدت إلى خروجها من سوق صناعة العاب الفيديو، تعددت الأسباب ولكن الإدارة السيئة والتخطيط المعدوم هو من أضاع شركة سيجا أكثر من أي شئ آخر، حان وقت إغلاق هذه الصفحة من تاريخ سوق العاب الفيديو وحتى نلقاكم بمقال آخر دمتم بخير.