ها نحن، في أجواء السنة الأولى لصدور أجهزة الألعاب الجديدة و هناك شح كبير في الإصدارات كل شهر. في هذا الوقت الانظار تتجه بقوة نحو مطوري الإندي المستقلين، حيث أصبحت ألعابهم مطلوبة بشدة هذه الأيام لعبئة الفراغ المتوقع في الإصدارات السنوية. لعبة ترانزيستور هي إصدار الإندي الأكثر بروزا هذا الشهر، و هي لعبة تأتي من نفس المطورين الرائعين الذين قدموا لعبة Bastion سابقا. اللعبة الجديد ترانزيستور من نوع RPG و أكشن، و تقوم ببطولتها فتاة تحمل سيفا كبيرا. اللعبة لها توجه فني رائع، و جرافيكس جذاب و عوالم مليئة بالألوان و المؤثرات الجميلة. دعونا نبدأ هذه المراجعة بالحديث سريعا عن القصة.
بطلة اللعبة تدعى Red، و هي فتاة جميلة ذات شعر أحمر، و هي مغنية و تعيش في مدينة كبيرة تدعى Cloudbank. الفتاة يتم مهاجمتها من قبل رجال آليين يدعون بالـProcess، و يتم قيادتهم من قبل مجموعة قوية تسمي نفسها Camerata. ريد تجد سيفا كبيرا مطعونا في شخص على حافة الطريق، لتأخذ هذا السيف لاحقا و يصبح سلاحها. السيف أصبح يحمل صوت الشخص الذي قتل، و يبدو أن ريد تعرفه بشكل ما. هذا السيف سيكون رفيقا لريد في رحلتها و يخبرها بالكثير مما يحدث. واحد من الأشياء الجميلة في اللعبة أنك تستطيع تشغيل صوت السيف من سماعة يد التحكم الخاصة بالـPS4 مما يضفي جوا جميلا على المحادثات في اللعبة، و كأن يد التحكم هي السيف في يدك.
قصة اللعبة قصيرة، لكنها مرضية حقا، و هي من النوع الذي يتم طرحه ضمن مجريات الأحداث. مدينة كلاودبانك جميلة جدا، رغم أنها تفتقد للبشر، ربما بسبب المشاكل التي تحدث فيها. لكن هناك شيء ساحر في هذه المدينة، ربما هي ألوانها التي تنتقل من الدفء الى البرودة من وقت لآخر. ريد لا تتحدث، لقد تم سرقة صوتها بشكل ما، و كثير من تفاصيل القصة سوف تحصل عليها من ترانزيستور نفسه. هناك في المدينة أكثر من مكان تستطيع ضغط X عنده لتحصل على بعض الذكريات و التفاصيل الإضافية.
لننتقل لنظام اللعب، و الرائع في الأمر أنه لا يقل تألقا عن مظهر اللعبة الذي تميزت فيه. القتال هو خليط بين التخطيط و القتال الحي، أي أنك تستطيع ضرب الأعداء مباشرة مثل أي لعبة أكشن، و تستطيع ضربهم بالتخطيط مثل ألعاب تبادل الأدوار. القتال في اللعبة يتم في مناطق معينة، حيث يظهر حاجز يقفل المكان، و حينها يبدأ كل شيء. أثناء القتال تستطيع توظيف أزرار اليد الرئيسية الأربعة لتنفيذ مهارات قتال معينة، و يمكن تغييرها حين الحصول على مهارات جديدة. أثنا القتال الحي سيكون الأمر فوضويا في لحظات كثيرة، و سيتم ضربك من قبل عدد كبير من الأعداء من كل مكان، لذلك ربما عليك هنا توظيف القتال التخطيطي. يتم ذلك عن طريق ضغط زر R2 و الإنتقال الى شاشة غامقة و يتم فيها تجميد جميع الأعداء. لديك هنا عداد يمثل عدد الحركات التي تستطيع تنفيذها في جولة واحدة. هنا عليك تحريك شخصية الى كل عدو، و اختيار الضربات التي تريد تنفيذها، بعضها يمكن تنفيذه من مسافة بعيدة. بعد الإنتهاء قم بضغط زر R2 مرة أخرى لتنفيذ سلسلة الحركات التي اخترتها، لكن تذكر، بعد تنفيذها يجب أن تنتظر تعبئة العداد من جديد قبل أن تتمكن من القيام بأي ضربة أخرى، إنه ما يحدث في ألعاب تبادل الأدوار و هو أمر متوقع.
نظام القتال على الورق يبدو بسيطا جدا، لكنه معقد بشكل كافي ليعطي خيارات عميقة في القتال. كل قدرة أو خاصية تتعلمها يمكن توظيفها لزر معين مثل المثلث، لكن أيضا تستطيع استخدام قدرات أخرى في خانات فرعية لزر مثلث، مما يقوم بإعطاء خصائص إضافية للقدرة الرئيسية. هذا يعني أنك تستطيع تشكيل أنواع كثيرة من الضربات المختلفة، و ذلك عبر الحصول على قدرات إضافية عند زيادة مستوى شخصيتك. مشكلتي الوحيدة مع نظام القتال هو أن التجربة هي الطريقة الأسهل لمعرفة أنواع الضربات. الخط في اللعبة كان صغيرا و هناك الكثير من النصوص، ربما كان من الأجدر وضع فيديو أو مثال لكل ضربة في قائمة الخيارات لتسهيل الإختيار و التخصيص.
ترانزيستور مغامرة جميلة قد تستمر معك بين 4-5 ساعات في جولتها الأولى، و هي مليئة بالجيمبلاي الممتع و المناظر الخلابة و لمسات القصة الجميلة. لكن اللعبة تنتهي بسرعة، خصوصا عندما أتذكر أني دفعت فيها $25 في الستور السعودي، بينما ليس قبل وقت طويل يوبي سوفت أصدرت لعبة مشابهة بسعر $15 فقط، و لم تكن أقل بالمحتوى إطلاقا من هذه اللعبة. بعيد عن السعر هناك ما يستحق التجربة فعلا في هذه اللعبة، و في وقت لا يوجد فيه الكثير من الإصدارات للجيل الجديد، يبدو أن اللعبة خيار ممتاز لأصحاب PS4 هذا الشهر.