ليس سراً بكوني واحداً من محبي سلسلة العاب ماريو كارت، لطالما أفتخرت بذلك وأضع ذلك بملفي البسيط بأسفل كل خبر، بكوني عشقت السلسلة منذ جزئها الأول بالعام 1992 و الأن بعد 22 عام من بدايتها أخوض التجربة مجددا مع الجزء الثامن منها، مابين العاب التصويب و الاكشن التي باتت تغزو سوق العاب الفيديو بشكل كبير، أجد مفراً بتجربة هذه السلسلة للحصول على كل المتعة التي أبحث عنها بلعبة فيديو، لا أعني أبدا أن باقي الألعاب ليست ممتعة ولكن هنا أشاهد الألوان الكثيرة بالشاشة و المرح بعيدا عن الدماء و الألوان الحديدية الباهتة بعوالم مدمرة، هنا إستمتع كثيرا دون الأخذ بالحسبان الكثير من الأمور الجانبية بلعبة، إذا لنتعرف على Mario Kart 8 وماتقدمه لمحبي السلسلة ومن يرغب بتجربتها للمرة الأولى من خلال المراجعة.

طبعا لا توجد قصة فهنا فالحديث عن لعبة سباقات هدفها الأول والأخير هو المتعة وهذه اللعبة تقدم كماً كبيراً منها، كما جرت العادة بطور اللاعب الواحد هنالك 8 بطولات مختلفة تضم معها 16 مضمار جديد و 16 مضمار قديم معاد تصميمه تختلف فيما بينها بمستويات الصعوبة أو السرعة بأربع مستويات، سنبدأ المراجعة بالحديث عن اللعبة من جانبها التقني وأعني هنا الرسوم و الصوتيات فهذه الألعاب من الألعاب التي تستحق أن نقف عندها كثيرا بهذا الجانب.

يعلم الجميع بأن الـWii U لايملك قدرات أجهزة الجيل الحالي، ولكن ذلك لايمنعه من تقديم لعبة ممتعة للبصر، Mario Kart 8 هي خير مثال لذلك، الكثير من الألوان المبهجة و المضامير التي تعج بالحياة، حقيقة هذه اللعبة ممتازة جدا على المستوى الرسوم وتعمل بسرعة إطارات ثابتة بشكل رائع حتى بطور اللعب على الشبكة وتقسيم الشاشة ووقت الأحداث الكثيرة فيها، الإبداع الحقيقي برسوم اللعبة يعود لقوة التصاميم، فلكل مرحلة طابعها المختلف والبعض منها بمنتهى الإبداع وكأن ننتندو أخبرت فريق العمل بأن لكم حرية الإبداع بقدر الإمكان بهذا الجزء.

كالعادة هنالك مضامير سباقات ماريو ومضامير أخرى بمنطقة ثلجية وقصر باوسر وبيت الأشباح وغيرها من الأفكار وحتى المراحل المعاد تصميمها تبدو مذهلة مع قدرات الـWii U التقنية مقارنة بنسختها الأصلية وإضافة أجزاء جديدة بالمراحل لمناطق إنعدام الجاذبية تجعلها مذهلة بشكل أكبر، نعم على الصعيد الرسومي هذه اللعبة رائعة جدا وتستحق كل الإشادة وخصوصا بالتصاميم.

على الصعيد الصوتي تبدع هذه العبة كثيرا، مجموعة جديدة من الألحان المميزة لمراحل اللعبة وكذلك إعادة تلحين للموسيقى القديمة بشكل حديث ومميز للمراحل الكلاسيكية، ستسمع الكثير من مقاطع الأوركسترا هنا وبإحدى المراحل عندما تسمع الحان لعبة ماريو جالكسي ستبدأ بالتمني بالحصول على لعبة ماريو جالكسي للـWii U بأقرب وقت ممكن، نعم Mario Kart 8 يمكن الإشادة بها كثيرا على الصعيد التقني.

Mario Kart هي سلسلة العاب سباقات في جوهرها ولكنها تقدم أكثر من ذلك بكثير بنظام اللعب، فليس الأسرع هنا من يفوز ولكن من يملك المهارة للتعامل مع الأسلحة وكذلك محيط المرحلة من طرق مختصرة و الإستفادة من كل شئ حولك داخل السباق للفوز، فكل خيار ستقوم به سيحدد مصيرك بالسباق (إختصار صعب وإن جربته قد تختصر الوقت وقد تضيع كل شيئ) وفي بعض الأحيان قد يلعب الحظ دورا في تقدمك أو خسارتك مهما كنت محترفا، فكم من مره وانت على أعتاب الفوز حتى تصاب بصدفة زرقاء تغير كل شئ بالسباق، هنا عليك أن تظل يقظاً طيلة الوقت حتى تتمكن من الإنتصار.

الجزء الجديد يقدم معه مجموعة الأسلحة الجديدة التي تغير المعادلة كثيرا، أخيراً بات بالإمكان صد الصدفة الزرقاء (وياله من شهور رائع) بسلاح “البوق” الذي يجعل ماحولك يطير بمجرد إستخدامه وهو مناسب جدا للدفاع و الهجوم، أيضا نحصل على سلاح زهرة البيرانا الشهيرة والتي تقوم بعض أي شئ حولك وتعطيك إندفاعا للسرعة بكل مرة، أخيرا هنالك سلاح البومبرنج أو تلك العصا التي ترميها وترتد لك وهي قادرة على ضرب كل شيئ بطريقها بذهابها وعودتها لك، نشاهد عودة لسلاح “القروش” بكونها باتت تلعب دورا مهما للحصول على كل القطع الإضافية و المركبات الجديدة وغير ذلك.

قد أختلف من فريق التطوير قليلا بفكرة القروش، فأنت قادر فقط على الحصول على 10 منها بكل سباق والمشكلة انك عندما تكون بالمركز الأول ستحصل على سلاح القروش الذهبية كثيراً وانت بالفعل قد وصلت للعدد 10 منها فلا تستفيد من السلاح، نذكر بجزء الجيم بوي ادفانس كيف كان بإمكانك الحصول على أكثر من 10 قروش وهذا الأمر كان مناسب جدا بهذا الجزء.

حقيقة تتميز اللعبة بتوازن أفضل للأسلحة، فالصدفة الزرقاء لم تعد تظهر كثيراً، ومع إمكانية حملك لسلاح واحد فقط بهذا الجزء فعليك تغيير إستراتجية اللعب تماماً مقارنة بالأجزاء الماضية، فأن كنت بالصدارة فبمجرد حصولك على سلاح دفاعي فعليك التشبت به بكل شكل كان لأنه بات شيئا نادرا، فهنا حتى الصدفة الخضراء التي كنا نستهين بها باتت سلاحاً خطيراً جداً.