خلال زمن قصير جدا استطاعت فيفا أن تتحول الى أكثر لعبة شعبية في الشرق الأوسط بأكمله، و ذلك تم تحقيقه بالكثير من الإضافات المهمة مثل اللغة العربية و التعليق العربي و الدوري السعودي و غيرها من الخطوات التسويقية. كل عام في E3 يكون الموعد الأول لتجربة النسخة الجديد من لعبة فيفا، و ها نحن الآن و أخيرا نضع يدنا على فيفا 15 لنشاهد ماذا ستفعل EA مع ثاني محاولة لها مع أجهزة الجيل الجديد.
في البداية قمت بمشاهدة مباراة أمامي لمن كانوا يسبقوني في الصف من الإعلام الأوروبي، و حاولت أن أركز كثيرا على ما يمكن أن أره من تغييرات قبل أن أمسك يد التحكم بيدي. واحدة من الأشياء البارزة و التي لاحظتها بنفسي هي الرسوميات الجديدة في اللعبة. أثناء اللعب ستجد أن اللاعب سيقوم بتحريك يده بطرق منوعة الآن، فأحيانا ستكون الى جانبه و أحيانا سيرفعها الى الأعلى و هو يجري أو يراوغ. أيضا لاحظت أن هناك رسوميات جديدة للتمرير و التسديد و أيضا الإنزلاق لقطع الكرة. اللعبة الآن تبدو أكثر واقعية بإضافة الكثير من الرسوميات الجديدة كما اعتدنا سنويا.
عندما قمت باللعب بنفسي، اخترت فريق بروسيا دورتمند، و كان منافسي اختار باريس سان جرمان. أول شيء لاحظته هو أن اللاعبين يبدون مختلفين، و بسبب الرسوميات الجديدة فحركتهم أصبحت مختلفة عن ما يمكن أن أتوقعه سابقا. لكن الأمر لا ينطبق على الأنميشن فقط، من الواضح أن اللعبة أصبحت تحاول تطبيق واقعية أكثر على تصرفات اللاعبين. فمثلا في أحد الهجمات وجدت لاعبي يتعثر من نفسه أثناء محاولة عكس اتجاهه للحاق على هجمة تمريرة من زميله. أيضا التحكم في الكرة أصبح أصعب، من العادي جدا أن ترى لاعبك لا يسيطر على الكرة و يفقدها من بين رجليه.
اللعبة تبدو في أفضل حلة لها من ناحية فيزيائية اللاعبين، و لم أجد خلال هذا الديمو أي اصطدامات غريبة أو غير منطقية. حتى حركة الكرة بين أرجل اللاعبين و على العشب تبدو واقعية جدا. هناك لمسات أخرى في اللعبة لتزيد تفاصيل الواقعية فيها، و منها أن علم الزاوية أصبح يتحرك، و عوارض المرمى يمكن أن تتحرك إثر تسديدة قوية. هناك أيضا مسألة وجود ملاعب غير مكتملة من ناحية الحضور. اللعبة أيضا تقوم بتصوير جمهور الخصم المحبط في حال تسجيلك هدف عليهم.
أثناء استعراض خاص من المطور قام بالحديث معنا عن منظر اللعبة العام، فرغم تقدم الجرافيكس الا أن شكل المباراة لا يبدو مثل ما نشاهد في شاشة التلفزيون في مباراة واقعية. السبب خلف ذلك كان عدم واقعية تأثير الإضاءة و بعض التفاصيل الناقصة. الآن مثلا ستجد أن عشب الملعب و أرضيته لن تكون نظيفة 100%، بل سيظهر عليها آثار الأقدام و الإنزلاقات و الحفر بناء على مجريات المباراة الفعلية التي تقوم بخوض ضمارها على جهازك. الآثار على الملعب قد تكون أكثر ضراوة في بعض الحالات الصعبة مثل المباريات الممطرة. أيضا هناك ملابس اللاعبين و هيئاتهم، حيث قامت EA بمحاولة تعديل كيفية ظهور القميص و الإنحنائات التي تظهر عليه أثناء الحركة. و أخيرا اللاعبين سيملكون شعر متحرك، و تم عرض مثال للاعب ديفد لويس و كيف يتحرك شعره أثناء الجري في الملعب بدل أن يكون ثابت أو قليلة التفاعل.
واحدة من الأشياء التي يشتكي منها الكثيرون من لاعبي فيفا هي قطع الكرات. في كثير من الأحيان سابقا كنا نقطع الكرة فقط لنجدها ترتد بعيدا عنا و تعود في حوزة الخصم رغم أننا فعلنا كل شيء بدقة للحصول عليها. الآن قطع الكرة بالإنزلاق مثلا سيحاول معه اللاعب الإحتفاظ بالكرة، و سيقوم سريعا بالنهوض ليأخذ الكرة و يحتفظ فيها بدل ضياع جهده بالكامل.
اللاعبين الآن سيكون لهم مشاعر اتجاه بعضهم، فمثلا اذا قام الحارس بتسجيل هدف على نفسه سيجد أن المدافعين مستائين منه، و العكس صحيح إن قام بصد كرة صعبة. حسب كلام المطورين في اللعبة فإن المشاعر التي يملكها اللاعب ستؤثر على أداءه في الملعب. لذلك الآن أصبح التركيز في اللعب ضروريا، فمهاجم يقوم بالتسديد خارج المنطقة بشكل لا مبالي سيأثر على نفسية زملائه اللاعبين.
أيضا اللعبة ستحاول تقديم أفكار جديدة، مثل محاولة الفريق الضغط بشكل مختلف في الدقائق الأخيرة اذا كان متأخرا و يحتاج للتسجيل. فمثلا فريق مثل برشلونة يعتمد على الإنتشار على خط العرض سيغير أسلوبه في الدقائق الأخيرة للدخول من العمق. أيضا هناك خطط و استراتيجيات شهيرة ستحضر في اللعبة، مثل خطة الباص التي كثير الحديث عنها في دوري الأبطال هذا العام.
الإفكار التي تم طرحها هذا العام تبدو جميلة و منطقية على الورق، لكن من الصعب أن نختبرها بشكل جيد خلال تجربة مباراة أو اثنين. لذلك سنكون متفائلين و نطمح لمنتج قوي جدا و مكتمل أكثر من لعبة فيفا هذا العام و بكامل أطوارها على الجيل الجديد.