لعبة ذا ثيرد بيرثداي تعتبر (رقميا) الجزء الثالث من سلسلة بارسايت ايف ، السلسلة التي توقف إصدارها منذ جزئها الثاني الذي صدر على جهاز البلاي ستيشن 1 ، اللعبة من تطوير شركة سكوير إينكس بالتعاون مع أستوديو هيكسا درايف ، فهل قدمت اللعبة المستوى المطلوب كما عودتنا سابقا ؟
في البداية ستشاهد عرض سي جي رائع للعبة يوضح لك بداية القصة ، القصة تحدث في مدينة مانهاتن الامريكية ، ستلاحظ ان المدينة تعيش أياما مفرحة مع قدوم ليلة رأس السنة ,بعد لحظات سيظهر شي مرعب ، وحش كبير يظهر من باطن الأرض ، السيارات والبنايات تتحطم والمدينة تعيش حالة هلع لم تعشها من قبل .
المشهد سينتقل مباشرة الى منظمة CTI ، المنظمه المستعده لمثل هذه الكوارث ، تهدف هذه المنظمة إلى تدمير الجواهر التي تخرج الوحوش (أو كما تسمى في اللعبه orbs) ,من ضمن أعضاء المنظمة بطلة اللعبه “آيا” التي سترجع الى الماضي عن طريق جهاز متواجد لدى المنظمة ، رجوعها إلى الماضي وتدميرها لهذه الجواهر سيأثر إيجابيا على المستقبل والحاضر ، ومن هنا تبدأ الرحلة .
الشيء المميز في قصة اللعبة هو شخصية آيا ، لن تكون آيا مجرد بطلة لتكسير الجواهر فحسب ، بل ستعيش معها ماض غريب وعميق بنفس الوقت ، في بعض المشاهد ستلاحظ أن آيا لديها أفكار وأحلام غريبة ومرعبة ,مع عروض السي الجي الرائعة ومع شخصية آيا التي أعتبرها من أفضل شخصيات عالم الألعاب ومع العمق الحاصل في قصة اللعبة ، بإمكاني القول بأنه تم تقديم القصة بالشكل الممتاز والرائع جدا .
نأتي الى نقطة طريقة اللعب ، هل تم تقديم طريقة اللعب بالشكل المميز التي كانت عليه السلسلة من قبل ؟ أم أختلفت طريقة اللعب وأصبحت أكثر سوء من قبل ؟
بإمكاني القول بأن طريقة اللعب أختلفت ، لم تختلف جزئيا بل أختلفت بشكل كامل ، اللعبه أصبحت لعبة أكشن (بحت) ولم تعد مثل ماعهدناها سابقا (خليط مابين الأربيجي ومابين الأكشن نوعا ما) ، يوجد بها بعض عناصر الأربيجي الطفيفة لكن لم تكن بتلك الكثرة مثل الأجزاء السابقة ,بإمكانك التحكم بشخصية اللعبة وأطلاق النار والتغيير مابين الأسلحة ورمي القنابل الخ الخ ، مثلها مثل أي لعبة أكشن بحتة ، لكن هنالك أفكار جديدة قدمتها اللعبة لابد أن نتحدث عنها .
في البدايه ، سترى أن منطقة القتال في اللعبة تمتلك عنصرين مهمين ، الأول وجود الجنود المساعدين معك ، ثانيا عنصر الأعداء ,الشيء المميز هنا أن الجنود المساعدين لك بإمكانك الإستفادة منهم عن طريق (التنقل) ، أن تنتقل بواسطة قدرة لديك من مكان الى مكان آخر عن طريق تبادل الأجساد ,أيضا الفكرة الأخرى هي فكرة الإستفادة من التنقل بشكل آخر ، هذه المرة ستستفيد من التنقل لمهاجمة الأعداء عن طريق التنقل والدخول في أجساد الأعداء وإضعاف طاقتهم ، هذه الأفكار بشكل عام بأمكاني القول بأنها أفكار جميلة ومبتكرة لصالح السلسلة ، أفكار أعطت للعبة سمة خاصة بها .
لكن المدح هنا للفكرة ، فهل تم تطبيق هذه الفكرة بالشكل الممتاز في اللعبة ؟ بإمكاني القول بأن التطبيق كان سيئا جدا ولم يكن بالشكل المأمول ، أضافة إلى العناصر الأخرى في اللعبة والتي جعلت من اللعبة مكسورة تماما ,في البداية ، اللعبة خطية بشكل مقرف جدا ، لن يكون هنالك أي استكشاف ، وهذا الشي أضاف ملل كبير للعبة .
أيضا الشيء الآخر هو ان اللعبة مكررة لأبعد حد ، جميع المناطق في اللعبة متشابهة ، لن يكون هنالك أي تجديد في مناطق اللعبة ، الأمر اشبه بلعبة بدايتها مثل وسطها مثل نهايتها بالضبط ، وهذا الشيء حوّل الأفكار المميزة المتواجدة باللعبة الى أفكار سلبية جدا ,أيضا شيء آخر جعل من اللعبة مكسورة وهو موازنة الصعوبة ، الصعوبة في اللعبة غير متوازنة إطلاقا ، في بعض الأحيان ستواجه عدو صعب جدا ، وفي بعض الأحيان بشكل مفاجئ ستواجه عدو سهل جدا ، أيضا هذا الشيء ينطبق على جميع المستويات في اللعبة ، لا يوجد أي اختلافات من هذه الناحية .
ننتقل إلى نقطة أخرى وهي نقطة الجرافيكس في اللعبة ، الجرافيكس كعادة سكوير تعطي جرافيكس رائع جدا ومميز للعبة ، بيئة اللعبة من تفاصيل ومن مظهر كانت ممتازة جدا ، سوداوية خاصة جدا بسلسلة بارسايت إيف ، بإمكاني القول بأن سكوير اينكس لم تخيب الظن كعادتها من هذه الناحية .
نأتي الى نقطة الرسوم (الآرت وورك) ، هل شخصية آيا كرسم كانت مميزة ؟ أم أن نومورا ( المعروف والمشهور بتصاميمه الشهيرة ، آخرها تصميم لايتننق من فاينل فانتسي 13 الرائع جدا .) في هذا الجزء فشل في تصميم الشخصية ؟
بإمكاني القول أن نومورا لايزال يقدم إبداعاته في سكوير اينكس ، تصميم من نوع خاص جدا لايقدمه إلا نومورا ، لكن هنالك مأخذ بسيط في تصميم الشخصية والإستفاده منها في اللعبة ,شخصية آيا شخصية رائعة كتصميم وكتواجد مناسب جدا باللعبة ، لكن للأسف سكوير اينكس في هذا الجزء حاولت أن تستفيد من هذه الشخصية بشكل آخر ، عن طريق الإباحيه المتواجده باللعبة .
آيا اثناء القتال تتأثر بما تتلقاه من أطلاق النار او الضربات ، لكن التأثر (شكلي) أكثر من أنه تأثر جسدي يآثر في طاقة شخصية آيا ,صحيح أن هذا الشيء أضاف واقعية أكبر في اللعبة ، لكن نجاح السلسلة ونجاح أي لعبة أخرى في عالم الألعاب لم يكن بهذه الواقعية السلبية ، بإمكان فريق التطوير أن يضيف الواقعية في نواحي أخرى غير الناحيه الإغرائيه والواضح بأن غرضها تجاري أكثر من انه غرض واقعي لصالح اللعبة .
نأتي الى نقطة أخرى مهمة في اللعبة وهي نقطة الألحان ، تم تقديم ألحان اللعبة من قبل الملحنة الشهيرة يوكو شيمورا بالتعاون مع أسماء أخرى ,وكعادة يوكو شيمورا ، تقدم لكل لعبة عمل خاص مختلف عن أي لعبة أخرى تم تلحينها من قبلها ، شيء رائع جدا من قبل يوكو كعادتها ، ألحان مميزة ومناسبة جدا لأجواء اللعبة السوداوية (والتي تتميز بها يوكو دائما) .
بشكل عام ، اللعبة قدمت قصة وقدمت أفكار لطريقة اللعب وقدمت جرافيكس وأجواء وألحان مناسبة جدا للعبة ، لكن كل هذه الأشياء لم تعالج المشاكل الكثيرة في النظام القتالي وفي التكرار القاتل الحاصل في طريقة اللعب ,فلذلك ، بإمكاني القول في نهاية الأمر بأن سكوير فشلت تماما في تقديم هذه اللعبه بالشكل المأمول.