ربما أحد أكبر الركائز الرئيسية التي يعتمد إليها اسم Portal هي العبقرية. لست أتكلم هنا عن عبقرية الألغاز, بل عن العبقرية في الكوميديا والهزل. GLaDOS تعود بأداءٍ صوتي خلاب لتمتعنا بحواراتها وتعليقاتها المضحة والمرعبة في التي جعلتني مبتسماً طوال اللعبة. لست أتكلم هنا عن الكوميديا الهزلية, بل عن الكوميديا العميقة التي تتركك منشرح الصدر أثناء اللعب. بالطبع لا ننسى Wheatley وهو شخصية آلية لا يقل هستيرية عن GLaDOS يرافقك في عدة مناطق في اللعبة ليمد لك يد العون.
لطالما أحببنا في Portal عدم خوضها في القصة زيادةً عن اللزوم. تجد نفسك في وسط المختبرات وغرف الاختبار, وتقوم بحل الألغاز بدون أن تسأل “لماذا؟”. قام المطور بالكشف عن بعض التفاصيل حول خلفيات الشخصيات بطرق جميلة في اللعبة. لن تحس أنهم أضطرّوا لطرح التفاصيل الغير مرغوبة لمجرد الزيادة, بل هم قاموا بتوسيع عالم Portal بشكل جذاب وضخم ليناسب محتوى ومضمون اللعبة الجديدة. على مر اللعبة ستمر بجوانب جديدة كلياً من مختبراتAperture Laboratories وستحل ألغازاً ذات أفكار جديدة كلياً, وستواجه المواقف المفاجئة التي تسقط فمك للأسفل, ومواقف أخرى تملأك بالغضب والحقد, وأحياناً أخرى بالإنبهار المطلق, انتهاءاً بنهاية اللعبة, والتي أعتبرها شخصياً واحدة من أفضل نهايات ألعاب الفيديو. نعم, لقد تفوقوا على Portal 1 في جميع النواحي بلا استثناء.
تقنياً, اللعبة تقدم تحكماً مشابهاً للغاية لما اعتدنا عليه في الجزء الأول مع اختلافٍ طفيف هنا وهناك. شاهدت تحسناً ملحوظاً في مظهر وقوة رسوميات اللعبة. بالطبع هي ليست أقوى لعبة هذا الجيل, لكنها تقدم رسوميات جميلة ومبهرة إن لم تكن قوية. أعجبني للغاية اتجاه اللعبة الفني في تقديم بيئة ممزوجة من التقدم التقني, والطبيعة الخضراء المتطفلة. ستشاهد كذلك بعض الأحيان بعض الغرف وهي تقوم بترتيب نفسها بنفسها فيما تقوم أنت بحل اللغز, وهي لمسة جميلة تضفي إلى واقعية اللعبة. مما يميز اللعبة كذلك هي المؤثرات الصوتية, فقد قمت بملاحظة بعض الإضافات الذكية مثل سماع مؤثر موسيقي عندما تبدأ في الطيران في الهواء وأنت تقوم بحل اللغز. حسناً, ربما لن يفي شرحي بالغرض, لكنها إحدى النقاط التي ستلاحظها عندما تلعب اللعبة بنفسك. نقطة أخيرة أود ذكرها, وهي وجود بعض الـtextures أو “السطوح” الظاهرة بشكل غريب للعبة في الجيل الحالي. ليست هذه نقطة كبيرة, لكني أردت أن أعلّق عليها. كذلك, اللعبة تعاني قليلاً من طيلة أوقات التحميل بين المناطق في نسخ الأجهزة المنزلية. لكن يمكن تقليل تأثير هذه المشكلة عن طريق تثبيت اللعبة على القرص الصلب. اللعبة تمتاز بعمر ممتاز, يمتد إلى الـ7 والـ8 ساعات, تختلف من لاعب لآخر.
بالإضافة لطور اللعب الفردي, فهنالك طور جديد في اللعبة, وهو طور اللعب التعاوني. يحتوي هذا طور على جميع عناصر اللعب الموجودة في الطور الفردي ولكن ما يميزه هو “بالطبع” وجود لاعبين عوضاً عن لاعبٍ واحد, يتحكمان بـP-Body و Atlas الآليين. يملك كل لاعب Portal Gun خاص به, أي أنه هنالك 4 ألوان مختلفة للـPortals. لكم أن تتخيلوا كمية الألغاز التي يستطيعون استخراجها من هذا المبدأ. تعتمد الألغاز هنا على نفس المبادئ المعتادة, وأيضاً في نفس الوقت على ضرورة التعاون مع صديقك لحل الألغاز. هنالك بعض الإضافات الجميلة في هذا الطور مثل وضع خاصية تمكنك من “التأشير” على مكان معين لتصفه بالتمام لصديقك, وأيضاً قدرتك على التلويح بيديك لصديقك, أو الرقص سوية وحتى احتضانه لحظة الفرح. تستطيع كذلك النظر إلى ما يراه اللاعب من خلال شاشته إن كان موجوداً في منطقة مختلفة عنك لتقوم بمساعدته وتوجييه. لا يخلو هذا الطور من حوارات GLaDOS الكلاسيكية التي أحببناها في Portal.
Portal 2 هي أحد الألعاب القليلة التي تركت الابتسامة على وجهي طوال اللعبة. فهي تمثل العمل الفني المتقن والمتكامل الذي يجعل الإنسان يبتسم ويبكي, يكره ويقع في الغرام, يخاف وينذهل. هي التتمة المثالية بكل ما تعنيه الكلمة للجوهرة الخفية التي هي Portal.