يا لها من مسيرة طويلة، 11 إصدارا وصلنا اليها من سلسلة كول أوف دوتي الشهيرة، و التي أصبحت إسما مرتبطا بكل مواسم الأعياد الماضية في صناعة ألعاب الفيديو. منذ صدور الجزء الثاني من السلسلة على Xbox 360 في 2005 و السلسلة تصدر بشكل سنوي، و أصبحت في فترة قصيرة أكثر الألعاب شعبية في مجال التصويب و ربما بشكل عام أيضا. البعض يقول أنها أصبحت مثل الرياضة، تصدر بشكل سنوي و يمارسها الكثيرين كمنافسة رياضية حيث تقام عليها البطولات المختلفة. لكن كول أوف دوتي أيضا عرفت بطورها الفردي السينمائي، حيث القيمة الإنتاجية العالية و الإنفجارات الضخمة و لحظات الأكشن المجنونة. لكن مثلها مثل أساسن كريد و غيرها من السلاسل السنوية أصبحت تتناقص في الشعبية، و السبب أن الناس بدأت تمل من التكرار و قلة التجديد، و أصبح المطور بين نار جمهور اللعبة الجماعي المقاوم للتغيير، و جمهور الألعاب العام الذي يريد أن يرى شيئا جديدا حتى يستمر باللعب.

مع دخول الجيل الجديد توجهت الأنظار نحو اللعبة و توقع الجميع رؤية التغيير الكبير الذي تحتاجه السلسلة حقا، فالعوامل كلها متوفرة. يمكننا أن نرى أن فريق سليدجهامر يستعد لتقديم أشياء جديدة، مثل إضافة الممثل المعروف كيفن سبيسي بشكله الحقيقي الكامل في اللعبة. كول أوف دوتي قامت بأعمال رائعة في التصوير الحركي، و العروض السينمائية في اللعبة تبدو مذهلة لدرجة أني شعرت أنها لقطات فيديو حقيقية في وهلة أو اثنين. منظريا اللعبة تقنيا مبرهة، و ربما النتيجة متفاوتة فنيا، حيث أن بعض المناطق تبدو خاوية و سطحية، بينما مناطق أخرى مثل مرحلة الثلج يظهر فيها تصوير في غاية الروعة للطبيعة. حتى على مستوى الصوتيات و المؤثرات أبدع فريق العمل كثيرا و كانت التجربة بالإحاطة الصوتية ممتعة. لكن يا ترى ماذا نرى تحت هذا الغطاء الجميل؟

إن خضت ضمار أي لعبة كول أوف دوتي في السنوات الأخيرة فستجد هنا ما ستشعر أنه مألوف جدا. لعبة خطية جدا، اتبع القائد و اقتل من يواجهك في الطريق، اختبيء خلف الحواجز و داخل البنايات و شق طريقك الى النهاية. مللت كثيرا من السيناريو، و في الحقيقة مسألة متابعة القائد مزعجة جدا، بل جميع أعضاء فريقك مزعجين جدا. فأحيانا يبطؤون في التقدم، و أحيانا كثيرة يقفون أمامك و يسدون طريقك و يمنعونك عن الإطلاق بشكل صحيح. اللعبة بشكل عام غريبة الأطوار، فالأعداء يشبهون في أوقات كثيرة ملابس زملائك، و في أحيان كثيرة أضطر لتوجيه علامة التصويب و الإنتظار لأعرف ما اذا كان من زملائي أو عدو، و لا أدري لماذا أصبحت العلامة باللون الأصفر بدلا من الأحمر و بالكاد ترى.

اللعبة و كأنها تفرض علي إستخدام قدرات القتال “المستقبلية”، و أحدها قنبلة تجعل الأعداء يظهرون باللون الأحمر و إمكانية رؤيتهم خلف الجدران للإطلاق عليهم. أيضا هناك قدرات أخرى مثل قنبلة تسقط المراوح الصغيرة الطائرة و التي لن تزعجك أساسا بشكل كبير في اللعبة. بما إن اللعبة تدور في المستقبل، فهناك خصائص جديدة لإعطائك الإحساس بذلك، فمثلا الآن يوجد القدرة على القفز المزدوج لإرتفاع عالي، فكرة ليست جديدة بشكل عام. أيضا أحد الإضافات الجديدة حبل يمكن التعلق فيه على المنصات، حيث تستطيع توجيهه على أسقف البنايات و التنقل بينها بسرعة. في اللعبة سترتدي سترة EXO و ستتيح لك الإنزلاق جانبا أو للخلف لتفادي بعض الضربات كخيار جديد في التحكم أيضا.

الطور الفردي فيه لحظات سيستمتع فيها البعض، لكن المشكلة الرئيسية في الطور الفردي أنه يعاملك كمدرسة القيادة، فهو يمليك كل شيء بالحرف، و لا يثق فيك إطلاقا. فمثلا هناك لقطات كثيرة حيث يطلب منك ضغط زر للقيام بشيء معين، و هذه اللحظات خالية من المتعة تماما، و يمكنك أن تخطيء فيها و ستقوم بإعادتها بسهولة. قدراتك في اللعبة أيضا فقط تعطى لك في لحظات معينة، و منها القفز المزدوج و حبل التعلق، و ستقوم اللعبة بإخبارك تماما أين تحتاج استخدامها، فالتعليمات ستعطى لك بإستمرار و كأنك لم تلعب شيئا في حياتك إطلاقا. هناك أيضا الرجل الآلي الذي تستطيع أن ترتدي زيه، و يقوم بإطلاق الصواريخ المختلفة، و رغم أن استخدامه ممتع الا أنه محدود و سيتاح لك في لحظات محدودة من القصة. لا ننسى مهمات الركوب، و التي لم تتغير إطلاقا، و لا زالت مملة و خالية من الحس الإبداعي.