ألعاب العالم المفتوح لم تعد أبدا كما كانت، والبداية كانت صعبة من دون شك وأي تغيير كان يلاحظ بشكل سهل، أما الآن فلعل GTA لن تتنحى عن ريادة الألعاب من هذا النوع من صنفها طبعا بسهولة، وفي وقت ما كانت سلسلة Driver توازيها باعتمادها وصفة شبيهة ومختلفة في الوقت نفسه، وفي حين استطاعت سلسلة Rockstar أن تواصل الصعود للأعلى، كان على Driver أن تحاول أن تتغير أكثر من مرة لتحافظ على ما قامت ببنائه من البداية.
ليس من الصعب معرفة هدفكم الرئيسي في لعبة تحمل الإسم Driver، أول الأجزاء صدر في العام 1999 وكان عليكم تنفيذ مجموعة من المهام باستخدام سيارة، الأحداث تدور في عالم مفتوح ، الأمور كانت مختلفة عن الآن وللإبتعاد عن المهام عليكم اختيار طور خاص بالتجوال الحر. اللعبة إعتمدت بشكل كامل على القيادة وعكس GTA لم تحتوي على العنف، لا يمكنكم مثلا دهس المارة ولا وجود للأسلحة، لم يشتكي أحد فلم يكن هنالك ألعاب تقدم ما قدمته Driver ليتم المقارنة بينها، والطريف أن البعض لم يهتم للقصة أو المهام وكان يمضي الوقت في الهرب للشرطة والتجوال في المدينة بشكل عشوائي.
منذ البداية إعتمدت اللعبة توجها سينيمائيا وعززت سرد القصة من خلال عروض سينيمائية ويعتبر الجزء الأول بداية النجاح، الوصفة ذاتها استخدمت بعد ذلك في الأجزاء اللاحقة والعروض السينيمائية سمحت بمعرفة مسار السلسلة، لعل الكل يتذكر جودة العروض حينها وكيف كانت أمرا مهما في ألعاب Driver.
لم يكن غريبا أن تحصل اللعبة على جزء جديد، وحمل هذا الجزء تغييرا كبيرا في اللعبة بالإضافة لألعاب النوع، فبالإضافة للقيادة كان بإمكان اللاعب الخروج من السيارة، العديد من الإنتقادات حصلت عليها اللعبة بهذا الخصوص لكون الإضافة رغم أنها كبيرة لم تضف الكثير، اللعبة لم تتخلى حينها عن كونها لعبة عالم مفتوح تعتمد على القيادة لكنها مكنت اللاعب من التحرك على رجليه، لا شيء للقيام به في هذه الحالة وعليكم مجبرين الوصول للسيارة آخرى، التحكم في هذا الوضع لم يكن جيدا بالشكل الكافي ولم يكن أحد لينزعج لو تم حذفه، لكنه كان تغييرا كبيرا كما ذكرت.
Driver 2 إعتمدت الوصفة ذاتها، وللألعاب القليلة من نفس النوع على وقتها كان من السهل عليها تحقيق النجاح والتميز في نوعها، الشيء الذي كان ليكون صعبا بتواجد عناوين شبيهة، GTA كانت متواجدة أيضا لكنها كانت تبني قاعدتها من اللاعبين أيضا وكان هنالك متسع كبير لأكثر من لعبة عالم مفتوح من هذا النوع، إضافة لكون كل واحدة كانت تسير في طريق مختلف.
صدور أجهزة الجيل الجديد حينها من Sony ودخول Microsoft للمجال مع الـXbox جعل السلسلة تنتقل للجيل الجديد مع تغييرات كبيرة، اللعبة تحولت من لعبة تعتمد بشكل كلي على القيادة للعبة تمكنكم من استخدام الأسلحة النارية، GTA 3 في الضفة المقابلة قامت بذلك أيضا واللعبتين أصبحتا تنافسان بعضهما البعض بشكل مباشر.
هذا التحول جعل لعبة Driver تصنف بين الألعاب العنيفة، بحيث بالإمكان الآن استخدام مجموعة من الأسلحة للقتل، لم يكتفي الجزء الثالث بذلك وأصبح بإمكان اللاعب التجوال في بيئة مفتوحة باستخدام سيارات، شاحنات، زوارق ودراجات نارية، ذلك حمل معه تنوعا كبيرا لكن الكثيرين رأوا في ذلك ابتعادا عن الأشياء التي تأسست عليها أساسيات السلسلة من الأول، الشيء الذي لم يمنع هذا الجزء من النجاح أيضا، شعبية اللعبة أصبحت أقل ولعل تأثير GTA أصبح واضحا.
إسم Driver بعد الجزء الثالث لم يعد أبدا كما كان، Driver: Parallel Lines الجزء الذي تخلى عن الأرقام حاول أن يضيف المزيد ويحاول إعادة اللعبة للواجهة، اللعبة لم تكن سيئة ويعتبرها البعض من أفضل الأجزاء من حيث القصة بسبب التغيير الكبير الذي يحصل بعد ساعات قليلة من اللعب في سير الأحداث، GTA في الجهة المقابلة كانت تتابع السيطرة وأصبحت كل لعبة تقارن بها قبل أي لعبة آخرى، اللعبة تخلت أيضا عن بطل الأجزاء السابقة والواضح أن هذا الجزء حاول أن يتفرد وحده.
Ubisoft حاولت العودة لجذور السلسلة بالإعتماد على القيادة مجددا مع Driver: San Francisco، على الأقل بهذه الطريقة كان ممكنا لها أن تبتعد عن المقارنة مع لعبة GTA. الشركة الفرنسية لم تتخلى عن هذا العنوان لكن فريق التطوير المكلف به أصبح فريقا مساعدا لبقية فرق الشركة وعليه أن يتفرغ قبل الحصول على فرصة جديدة. شاركونا أنتم أيضا إنطباعاتكم عن الأجزاء التي قمتم بتجربتها والأشياء التي تجعل اللعبة مختلفة عن غيرها بالنسبة لكم.