القصص الخيالية الشهيرة التي اشتهرت كحكايات تحكيها الجدات للصغار والأباء لأبنائهم قبل النوم حصلت بفضل السينيما على إعادة سرد أكثر نضجا، الأمثلة كثيرة ولنا أن ننظر في قصة ذات الراء الأحمر (ليلى والذئب) ونهايتها السعيدة وكيف تحولت لقصة مختلفة تماما عن القصة الرئيسية.
قد تكون الألعاب متأخرة بهذا الخصوص، وبناء قصة أكثر نضجا من هذا النوع من القصص غير شائع ما يجعل أستوديو GRIN المستقل يلفت انتباه اللاعبين بفكرته، لعبة Woolfe – The Red Hood Diaries لعبة من بطولة ذات الرداء الأحمر بشخصية قوية وشجاعة، الشخصية ليست الشيء الوحيد المقتبس من عالم القصص الخيالية، البيئة والأعداء مقتبسون أيضا منها لكن الأستوديو أخذ حرية كبيرة في إعطائهم أدوارا مختلفة وشكلا مختلفا أيضا، ستلتقون مثلا عازف المزمار بنسخته السيئة ودمية بينوكيو الشرير، هذا الأخير لم تتح لنا فرصة مشاهدته في هذه النسخة.
Woolfe – The Red Hood Diaries تصدر للحاسب الشخصي خلال الشهر المقبل، يمكنكم الحصول عليها من الآن من خلال الـEarly Access على Steam وتجربة جزء كبير منها، المراحل الأخيرة والنهاية لن تتوفر لكم قبل تاريخ إصدار النسخة النهائية في 17 مارس، جربنا اللعبة منذ إطلاقها ورافقنا مجموعة التحديثات التي صاحبتها لننقل لكم انطباعاتنا عنها، نذكر أن هذه المرحلة هدفها تجميع إنطباعات اللاعبين وإصلاح الأخطاء ولا تمثل المنتج النهائي عند إطلاقه.
إذا من أين تنطلق القصة؟ قبل 5 سنوات من أحداث اللعبة مات Joseph والد ذات الرداء الأحمر في حادثة عمل في شركة Woolfe الصناعية، دورها هنا يحين لإكتشاف الحقيقة وكشف زعيم اللعبة الرئيسي B.B. Woolfe وعلاقته بالحادثة، لذلك تغادر بيت الجدة نحو المدينة مصحوبة بفأس حادة لمواجهة الأعداء، القصة بذلك تعطيكم انطباعا سريعا على أنكم في ضيافة قصة مختلفة كثيرا عن القصة الأصلية أو على الأقل القصة المشهورة باختلاف النسخ.
إذا كنا سنصنف اللعبة فسنضعها كلعبة منصات ثلاثية الأبعاد مع بعض الأكشن، المنصات تأخذ الحيز الكبير والإهتمام الأكبر من المطور، ولعل أول شيء ستقومون به بعد تحريك الشخصية هو القفز، ذات الرداء الأحمر قادرة على القفز مرتين كما في الكثير من ألعاب النوع، إضافة للتشبث في الحواف، الحركة غير دقيقة للأسف وهناك تداخل كبير بين الشخصية والبيئة وأحيانا كثيرة كنت أقع حتى بلمسي للمنصة، الكثير من هذه الأشياء تم إصلاحها في التحديث الأخير وأفترض ألا يتم إطلاق اللعبة قبل أن يكون كل شيء مصمم بالشكل الصحيح، حركة الشخصية من جهتها قد تبقى كما هي، لن تسبب مشاكل كثيرة لكنها تفسد التجربة أحيانا خاصة باختيار المطور لبعض الزوايا السيئة أثناء التحرك من منصة لآخرى، البعض منها تم إصلاحه في التحديث الأخير أيضا.
الأكشن من جهته يأخذ مجالا أقل أهمية من المنصات، الأعداء ليسوا تحديا كبيرا ومن السهل القضاء عليهم من خلال ضربات عادية أو قوية بفأس الشخصية، السلاح الوحيد في حوزتها، نظام القتال بسيط جدا لكنه كافِ للقضاء على الأعداء بشكل سريع، طول اللعبة لم أستخدم الضربات الثقيلة ولو لمرة واحدة، أولا لأن الشخصية تأخذ وقتا قبل الضرب إذا ما ضغطتم زر الضربات السريعة قبل الثقيلة، وثانيا لأنها ضربة أفقية لا تصيب العدو بشكل دقيق، لذ من يرغب في شراء اللعبة من أجل عنصر القتال فيها فليعد التفكير مجددا، هناك إضافة أيضا تسمح لكم بالتسلل من خلف الأعداء، ذلك سيكون إجباريا في الدقائق الأولى إلى أن تحصلوا على الفأس ويبقى إختيارا أمامكم في أماكن محددة إما قتل الأعداء أو التسلل من خلفهم، هنالك مشكلة كبيرة أيضا في الفصل الثاني من اللعبة لم يتم تصحيحها حتى الآن، الأعداء لا يقومون بضربك ويكتفون باللحاق بك وكأنهم يرغبون في أخذ صورة معك وأخذ توقيعك، فنحن في النهاية نتحدث عن واحدة من أشهر الشخصيات عبر التاريخ.
المطورون وعدوا ببعض الألغاز، في الحقيقة لا أرى أي ألغاز في اللعبة غير التفكير في طريقة للوصول لمنصة معينة لتفعيل آلية لفتح الباب مثلا، نذكر أننا لم نجرب اللعبة كاملة وقد تكون المراحل الناقصة تحتوي ألغازا معينة. غير ذلك اللعبة تحتوي تصميم بيئة جميل رغم أن الرسومات متواضعة، المنصات المتحركة تعرض بعض التحدي وتجعل اللاعب يفكر في القفز الآن أو ينتظر قليلا قبل فعل ذلك وليس من الذكاء أن تواصلوا ضغط زر القفز بشكل أتوماتيكي لأنكم لن تتقدموا كثيرا، بعض المنصات تختفي والبعض يدور والبعض الآخر يأخدكم مباشرة نحو الفخ، أكرر مجددا أن حركة الشخصية والأخطاء التقنية قد تكون مزعجة وسببا في خسارتكم، التحديث الأخير كما ذكرت أصلح جزءا من هذه الأخطاء.
اللمسة الفنية مقبولة مع تنوع في البيئة كما هو الحال مع الموسيقى، والجميل أن الشخصية الرئيسية تلعب دور الراوي وستعلق على كل شيء في طريقكم تقريبا، ذات الرداء الأحمر ستكون الشخصية الوحيدة التي تتحدث في اللعبة وبقية الأشياء عبارة عن دمى صامتة، في الحقيقة الأعداء في اللعبة في الفصل الأول عبارة عن دمى لذا لن يشكل ذلك فرقا، لكن أحببت لو تم إضافة بعض الحوارات أثناء مواجهة زعيم معين.
Woolfe – The Red Hood Diaries قد تكون لعبة منصات جميلة مع بعض الأفكار الجديدة باستثمار وقت وجهد إضافيين، المشاكل التقنية تفسد التجربة بشكل كبير ومن حسن الحظ أن جزءا كبيرا منها قد تم إصلاحه، يبقى على الفريق إصلاح الأخطاء الأخرى قبل إطلاق اللعبة رسميا في نسختها النهائية في شهر مارس، بعض الأشياء رغم ذلك من الصعب إصلاحها كتحركات الشخصية والحوارات المنعدمة وغير ذلك، لن نحكم على كل شيء الآن إلى حين إطلاق النسخة النهاية، عمر اللعبة، الألغاز، القدرات وأحداث القصة وغيرها، كلها أشياء ناقصة في نسخة الدخول المبكر.