أحداث لعبة Life is Strange وقفت في موقع حساس من القصة، والحلقة الأولى التي لعبت دور المقدمة كانت كافية لرفع الحماس لباقي الحلقات، الحلقة الثانية وصلت لتضيف معها المزيد من الغموض والأحداث التي تتادخل فيما بينها.

بعد ملخص بسيط وقصير للحلقة الأولى يستكمل اللاعب قصة Max و Chloe، لافائدة من إعادة الحديث عن كل شيء والمراجعة لن تحيط باللعبة كاملة تفاديا للتكرار. القصة مثيرة للإهتمام نعم، لكنها وللأسف تحتفظ بنفس عيب الحلقة الأولى، الأحداث المهمة بطيئة والقصة الرئيسية تتداخل مع أحداث ثانوية بشكل كبير يجعل عمر اللعبة القصير يضيع دون الشعور بأن القصة تقدمت بشكل كافٍ، والحلقة الثانية تعطي شعورا بأنها تدخل ضمن أحداث المقدمة، العقدة التي رفعت إيقاع الأحداث في الحلقة الأولى إختفت لتعود مجددا في نهاية الحلقة الثانية ما يجعل الرابط بين نهاية الحلقة الأولى وبداية الحلقة الثانية غير موجود، مجددا القصة ليست سيئة وإنما تضعنا في وضع الإنتظار لفترة طويلة قبل عرض الأحداث المهمة.

اللعبة مبنية على قرارات اللاعب، الكثير منها إن لم نقل كلها لم يكن لها تأثير على القصة في الحلقة الأولى وتم تجميد كل نتائج قرارات اللاعب سواء الإيجابية أو السلبية حتى هذه الحلقة، الآن وفي الحلقة الثانية ستشعر بنتائج اختياراتك في الحلقة الأولى كما ستشعر بثقلها على الأحداث. لا توجد تفاصيل إضافية يمكن الحديث عنها بخصوص أسلوب اللعب لعدم تواجد أية إضافات بهذا الخصوص، التحكم ذاته والتفاعل مع الأشياء والأشخاص بالشكل ذاته وقدرة Max ستسمح لها مجددا بإعادة الزمن وتغيير الأحداث، الأمر غير مقتصر على الحوارات وإنما على التصرفات وردات الفعل، القصة تحمل معها بعض المفاجآت أيضا والتي ستجعلكم تتذوقون أخيرا وبشكل فعلي نتائج اختياراتكم السابقة.

رسوميا اللعبة كما هي في الحلقة الأولى، الإيجابيات نفسها والمساوئ ذاتها، اللمسة الفنية جميلة وهنالك محاولة جيدة لعرض أماكن مختلفة ومتنوعة خارج نطاق أقسام الدراسة وغرف الطلبة، الإنطباع الذي أخذنا سابقا حول تصميم الشخصيات يمكن إستخدامه مجددا هنا وربما بدرجة أكبر، تصميم بعض الشخصيات وتفاصيل الوجوه بالأخص تبدو أقل من المتوسط، اللاعبون لاحظوا عدم انسجام لحركة الشفاه مع الكلام، الشيء الذي لم أنتبه إليه قبل هذه الحلقة لكنه لا يؤثر بشكل مباشر على التجربة.

الإختيارات الموسيقية موفقة جدا، لم يتم استخدام كل المقاطع من الحلقة الأولى ما يضفي بعد التنوع، هنالك أيضا لمسات إخراجية جميلة على المشاهد رغم أنها قليلة وتتناغم بشكل أنيق مع الخلفيات الموسيقية التي يحكمها وتر الغيتارة، الحوارات جيدة كأداء صوتي رغم أنها مليئة بالعبارات النابية والتعابير الفارغة، ذلك راجع لمحاولة محاكاة طباع الشخصيات وحياة المراهقة وهي سلبية ركزنا عليها سابقا بكون اللعبة غير موجهة للكل.

Life is Strange في حلقتها الثانية تستمر بنفس الإيقاع ولا تحاول أن تغامر بإضافة أي شيء يغير التجربة، القصة للأسف تتقدم بنفس وثيرة الحلقة الأولى باختفاء العقدة في بدايتها وإعادة تشكيلها من جديد، الأمر كان طبيعيا في الحلقة الأولى لكنه يبعث بعض الملل في الحلقة الثانية، أما خلاصة الحديث فالحلقة ممتعة لمن أعجبته الحلقة الأولى وستحمسه لمعرفة المزيد من خلال الحلقة الثالثة ومستوى اللعبة مستمر على نفس الخط.