بدخول المطورين المستقلين بقوة لمجال تطوير الألعاب وثورة حملات الدعم، تصاعدت جودة ألعابهم وشدة التنافس بينهم، وأستوديو Antagonist يرغب هو الآخر بوضع بصمته بين مطوري ألعاب الرعب من خلال لعبته Through the Woods التي سمح لنا بتجربتها مبكرا من خلال نسخة مبكرة.
الأجهزة: PC/MAC/Linux | تصدر في: 2016 – ربع أول
Through the Woods لعبة رعب بالشكل الذي اعتدنا رؤيته في الساحة، بدون أسلحة أو أدوات يرافق اللاعب شخصية Karen، أمٍ في مغامرة للبحث عن ابنها الذي حسب فهمي للقصة تم اختطافه من شيء/وحش يختطف الأطفال، الأم بذلك تتحرك في غابة مظلمة مسلحة بحواسها ومصباح صغير في محاولة منها لتتبع أي شيء يمكنه إيصالها لابنها، القصة بسيطة لكنها استطاعت أن تثير اهتمامي بشكل كبير وكانت مشوقة بالشكل الكافي لتجعلني متحمسا لمشاهدة البقية، الشكر لنظام السرد حيث يتم استجواب Karen من قبل شخص مجهول في الحاضر وما تعيشون هو أحداث ماضية تتشكل أمامكم حسب سرد Karen.
لا يمكن الحكم على أسلوب اللعب بشكل كامل بما أن المطور لم ينهي العمل عليه، لكن سنتحدث عما رأينا في الديمو، ببساطة ستتحكمون ببطلة اللعبة من منظور الشخص الثالث في بيئة مظلمة، ولمساعدتكم على الرؤية لديكم مصباح يدوي مع بطارية محدودة (لم تكن كذلك في الديمو) إن قمتم بإطفائه ستستخدم Karen حاسة البصر وستتحسن رؤيتكم لما يحيط بكم بشكل يسمح لكم بمعرفة مايدور حولكم لكن ستتوهون في الغابة، السبب؟ ببساطة لإيجاد طريقكم عليكم إيجاد دببة صغيرة تركها ابن Karen خلفه، وبتوجيه الإضاءة نحوها فهي تلمع وستكون وسيلتكم لمعرفة الطريق.
المصباح حسب المطور سيكون سببا في لفت انتباه “الأشياء” في الغابة إليكم، وقد حدث أن وقفت وجها لوجه في مباراة خاسرة ضد غول غابة عملاق لم يتأخر في إرسالي في رحلة استكشافية بضربة واحدة من يده، وانتبهت حينها أن Karen توقفت عن سرد القصة ووجه لها الشخص المجهول سؤالا: “أترغبين بإعادة سرد الأحداث”، فأجابت: “نعم” وأعدت اللعبة قبل هذا اللقاء الحميمي مع هذا الوحش الذي كنت شجاعا بالشكل الكافي لألتقط له صورة قبل الواقعة، رغم ذلك ظهوره لم يكن نتيجة لطريقة لعبي وإنما كان مخططا لظهوره في المنطقة التي كنت فيها وعلى اللاعب الاكتفاء بالهرب حينها.
انتبهت أيضا أن اللعبة تعتمد كثيرا على الأصوات، الكثير من الأشياء تتحرك حولكم وأصوات حيوانات هنا وهناك، المشي على الغصون يحدث هو الآخر “طقطقة” مسموعة أتساءل إذا ما كانت وسيلة سيعتمدها المطورون للفت انتباه الأعداء للاعب أم لا؟ السرد يضيف الكثير للتجربة ولا تكتفي بطلة اللعبة بالحديث عما يجري في الغابة وإنما تتحدث عن الماضي، فمثلا كانت تتحدث عن زوجها والمعطف البرتقالي الذي اشتراه لابنه وكيف أن هذا الأخير يحب ارتداءه، وبعدها بدقائق وجدت المعطف مرميا على الأرض وكان من السهل علي أن أحدد أنه يعود للطفل الذي أبحث عنه وبالتالي الاتجاه نحوه.
اللعبة رسوميا ليست سيئة، التفاصيل قد تبدو قليلة والأشجار متشابهة أحيانا لكننا لن نحكم بشكل كامل على هذا الجانب بنسخة مبكرة، خاصة أنني لاحظت عناية خاصة ببعض البيئات دون غيرها. حركة الشخصية الرئيسية من جهة آخرى تحتاج للمزيد من العمل ويبدو واضحا أن الفريق يعمل على تحريكها بشكل يدوي بما أن حركة الأكتاف والأيدي تحتاج لمجهود إضافي، الكاميرا بدت لي هي الأخرى مزعجة أحيانا فعمدت على تعديل سرعة استجابتها وتحسن الوضع بناء على ذلك كثيرا.
اللعبة تجربة تعتمد على السرد، وربما لا تكون مخيفة أبدا وقوفا على الجزء البسيط الذي جربت لكن لها مقومات بأن تكون لافتة للانتباه بفضل قصتها، وآمل حقا ألا يكون الديمو هو الجزء الوحيد الذي تميز بقصته. حملة دعم اللعبة على Kickstarter مستمرة حتى الآن في انتظار الحصول عليها العام المقبل.