ليس من الصعب أن تجد لعبة تتميز بتوجهها الفني، لكن من الأصعب إيجاد ألعاب تتعدى حدود إبهار الأعين لتصل قلب اللاعب بفكرتها، ومنذ الإعلان عن لعبة Beyond Eyes واللعبة تلقى الاهتمام الكبير بفضل الفكرة التي بنيت عليها القصة.
لعبة Beyond Eyes لعبة مغامرات بلمسة فنية جميلة، فيها سيرافق اللاعب Rae، فتاة صغيرة بعمر العشر سنوات فاقدة للبصر، دورك كلاعب هو مساعدتها على البحث عن قط سمين يدعى Nani، صديقها الوحيد، ولأنها غير معتادة على مغادرة البيت وتخاف من الأصوات العالية فالرحلة بالنسبة لها ستكون مختلفة جدا.
الأجهزة: PC-MAC-Linux-Xbox One | تصدر بتاريخ: 2015 (تصدر في وقت لاحق للـPS4)
قد يكون أسلوب اللعب بسيطا والتجربة هادئة، لكن من جهة آخرى تصميم العالم يملك فكرة جميلة، Rae غير قادرة على الرؤية لذا ستستخدم بقية حواسها لمحاولة فهم العالم من حولها، وحين تتقدمون فالعالم المحيط بكم يتشكل عبر ذلك، فالخراف مثلا تظهر حين تصدر صوتا وتختفي حين تكون صامتة، ولأن شخصية اللعبة تستخدم حواسها والصور المخزنة في عقلها قبل فقدها للبصر لتحديد طبيعة الشيء الذي يقف في طريقها فبعض الأشياء تظهر للاعب بشكل مختلف عما هي عليه، حبل الغسيل مثلا قد يتحول لفزاعة يجعل Rae تتراجع خوفا.
اللعبة مبنية بشكل يجعل اللاعب يستشعر التحديات والصعوبات التي يمكن لفتاة بعمر Rae أن تعيشها دون أن تمتلك حاسة البصر، فباعتمادها الكامل على حواسها الآخرى فإن إيجاد الطريق قد لا يكون سهلا، وأحيانا سيكون اللاعب مطالبا بالبحث عن طريقة للوصول لأهدافه، ولأضعكم في الصورة كما فعلت مطورة اللعبة، فالمطر مثلا يعتبر عاملا مشتتًا بما أن صوته يجعل من الصعب تحديد مصادر الأصوات، الإعتماد على الرائحة يصبح هو الآخر صعبا وملمس الأشياء يتغير.
لكي لا نطيل الحديث عن التجربة وفكرة اللعبة ونبتعد عن أسلوب اللعب فسنتحدث عن هذا الأخير، أسلوب اللعب في الحقيقة مبني على فكرة للعبة الرئيسية، أنتم ستتحكمون في Rae في عالم أبيض وفارغ، وبالاعتماد على الحواس ستتشكل معالمه بشكل يسمح لكم بإيجاد الطريق، سماع صوت قط مثلا يخبركم أنه بالإمكان المرور عبر هذا الممر، لمس حاجز بأيديكم يخبركم أن الطريق مسدود وهكذا، وطبعا اللعبة ستقدم لكم مساعدة بهذا الخصوص بوضع إشارات في العالم تسمح لكم بمعرفة مصادر الصوت والرائحة.
اللعبة تعتمد على الاستكشاف، وعكس الألعاب الآخرى التي يمكنكم فيها الوصول للهدف بشكل خطي تاركة لكم استكشاف العالم كأمر اختياري، فلعبة Beyond Eyes تفرض عليكم فعل ذلك، فالعالم كما ذكرنا سابقا أبيض وفارغ ويتشكل بتفاعلكم مع الأشياء، ولأن Rae لا ترى فليس غريبا أن ترتبك وتتخيل الأمور على غير طبيعتها وقد سبق أن أعطينا مثالا لحبل الغسيل والفزاعة، مطورة اللعبة تعد بتواجد بعض الألغاز البسيطة ويمكنكم أن تفترضوا أن لها علاقة بحواس الشخصية الرئيسية.
عالم اللعبة مصمم بشكل بعيد عن الواقع، ويحاكي بشكل كبير رسوم اللعبة الفنية مع ألوانٍ مائية، وهو شيء يخدم اللعب أيضا بما أن كل شيء حولكم يتشكل بشكل شبيه بحركة فرشاة الرسم على الورق ولعل ذلك أكثر ما ميز اللعبة في مختلف العروض التي ظهرت من خلالها. بما أن اللعبة ثلاثية الأبعاد فذلك يضع المطورين أمام مجموعة من التحديات، لاحظنا مثلا أن حركة الشخصية قد تبدو روبوتية أحيانا وتُصعِب أمر التفاعل مع الأشياء، لكن تطويرها لم ينتهي ولن نحكم على المنتج النهائي من الآن. اللعبة قادمة هذا العام وستكون من دون شك تجربة مختلفة عن أي شيء سبق أن حصلنا عليه.