بعض الألعاب تختفي بعد وقت قصير من إصدارها، والبعض الآخر يبقى في الواجهة لمدة طويلة، وذلك قد يكون لجودته، أو لقاعدة لاعبيه الكبيرة، لكن لعبة The Flock ستختفي سواء أكانت جيدة أو سيئة، لها قاعدة لاعبين كبيرة أم لا، والسبب وراء ذلك هو فكرتها الفريدة التي تخفي وراءها محتوى محدودا جدا.

الأجهزة: PC | تصدر في: متوفرة.

The Flock لعبة أكشن رغم تصنيف مطورها على أنها لعبة رعب، وفيها يتنافس مجموعة من اللاعبين (3 كحد أدنى) ضد بعضهم البعض، حيث يواجه لاعب واحد بقية اللاعبين وسنشرح كيف يتم ذلك بشكل بسيط. حين تبدؤون اللعب فأنتم تلعبون كوحش من فصيلة Flock، وأنا أتحدث عن كل اللاعبين، بعد ثوانٍ قليلة سينطلق ضوء من نقطة معينة من الخريطة وعلى اللاعبين التسابق باتجاهه، الواصل الأول سيحصل على أداة النور وسيتحول لوحش آخر يمكن أن نسميه بحامل النور، ومن خلال الأداة التي يحمل يمكنه القضاء على بقية اللاعبين بتركيز الضوء عليهم.

اللعبة لا تحتوي أطوار لعب، ولا تحتوي تصنيفات أو فئات للشخصيات (Class) كما لا تحتوي أي نوع من نظام الترقية أو نقاط الخبرة وما إلى ذلك، كل مرة تلعبون فيها ستلعبون بنفس الشخصية و بنفس القدرات، التغيير الوحيد هو الخريطة، حتى إن كان عددها ثلاثة خرائط فقط بتصميم فوضوي وغير مرتب، وإن كنا قد لمسنا بعض المجهود في تصميم الخرائط إلا أن النتيجة لم تكن أبدا في المستوى والمحتوى المحدود لا يسمح بقضاء وقت طويل، وأثناء لعبي كثيرا ما انتظرت طويلا إلى أن حصلت على فرصة الدخول مع (2) لاعبَين آخرين، وسرعان ما غادرت مجددا بعد انتهاء اللعب بشكل سريع.

إذا كما ذكرنا فكل اللاعبين يبدؤون اللعب كوحوش Flock، وهي وحوش سريعة -شبيهة بالمستذأبين- قادرة على الجري على أربعٍ، كما يمكنها القفز والإنقضاض على اللاعب الآخر، وبالحصول على أداة الضوء فاللاعب سيتحول لما يشبه الكائن الفضائي، وسيكون قادرا على الجري لفترة محدودة دون أية قدرات آخرى، وسيكون مجبرا على التحرك باستمرار لإبقاء الأداة تعمل، وباستخدام نورها فإن اللاعب قادر على إبادة الوحوش في الخريطة بتوجيه الضوء باتجاههم، هذه رغم ذلك ليست مهمته، فمباشرة بعد امتلاك أداة الضوء عليه البحث عن ما يشبه الكرات الأرجوانية المائلة للزرقة وتوجيه الضوء نحوها لتفعيلها، إذا نجح بتفعيلها كاملة فسيكون الفائز، اللاعبون الآخرون طبعا عليهم منعه والإنقضاض عليه، علما أنه حين تقومون بمهاجمة حامل الضوء فإن اللعبة بالنسبة إليه ستنتهي وسيصبح اللاعب الذي هاجمه هو حامل الضوء.

تسليط الضوء على اللاعبين الآخرين كفيل بإبداتهم سريعا، بما أن اللاعب لا يملك عداد حياة أو طاقة، والوسيلة الوحيدة لعدم تلقي الضرر من حامل الضوء هي بالالتصاق في مكانكم، فحين تقفون فإن الضوء لا يؤثر فيكم. اللعبة تملك عددا محدودا من وحوش عرق الـ Flock يمكنكم الإطلاع عليه عبر موقع اللعبة، في اللعبة نفسها وعبر متخلف المتاجر التي تباع عليها اللعبة، وحين يموت أحد اللاعبين فإن عدد عرق الـFlock يتناقص، وبالوصول للصفر فإن الوحوش تنقرض نهائيا واللعبة ستصل للنهاية، حيث سيتم إغلاق الخوادم وحذف اللعبة دون إمكانية لعبها أو شرائها نهائيا، ولتسهيل الأمر عليكم فالعدد الحالي وأنا أكتب انطباعاتي هو 215.329.715 فإن كنتم تلعبون وتمت إبادتكم فإن العدد سيصبح أقل بواحد، ويمكنكم طبعا اللعب مجددا، وكلما تم إبادتكم فإنكم تسيرون بعرق الـFlock نحو الإنقراض الكامل.

هل هنالك شيء يدفعكم لخوض هذه التجربة المختلفة؟ في الحقيقة لا شيء، اللعبة لا تعرض محتوى تنافسيا ممتعا ودائما ما يكون من السهل الإنقضاض على حامل الضوء وإنهاء اللعب، كما أنه بخلو اللعبة من القتالات أو أي بعد استراتيجي أو تعاون بين الوحوش فإن الملل يطغى عليها بشكل كبير، المحتوى المحدود أيضا والتكرار الكبير سيدفعكم للتخلي عنها بعد أقل من ساعة واحدة، فشخصيا بعد لعب 15 دقائق فقط كنت قادرا على كتابة مراجعة عن اللعبة، إلا أنني فضلت كتابة انطباعات عنها بهذا الشكل.

اللعبة تملك أفكارا جميلة، لكنها لا تقدم محتوى مثيرا للاهتمام والفكرة تحتاج للكثير من العمل لتصبح أفضل، نحن قادرون على القول أن الفريق قادر على جعل لعبته أفضل من خلال تحديثات قادمة، لكن لا فائدة من ذلك بما أن اللعب ستختفي، وبعد تجربة اللعبة نحن متأكدون أننا لن نكون هناك حين يصل العدد للصفر.