عندما نتحدث عن أكثر سلاسل الألعاب نجاحًا لابد و أن يكون اسم ميتل جير سوليد حاضرًا، لا نتحدث هنا عن نجاح محصور على جانب معين كطريقة اللعب أو المستوى التقني بل أبعد من ذلك بكثير ليشمل أيضًا المستوى القصصي و الإخراج الفني بقيمة إنتاجية عالية يقف خلفها أحد أهم الرجال في الصناعة.. هيديو كوجيما و عبقريته التي لا تتوقف كل جيل. الجدير بالذكر أن العنوان الأخير فانتوم بين هو نهاية علاقة كوجيما بكونامي و بالتالي نهاية السلسلة بالشكل الذي عهدناه. هل ستكون هذه اللعبة هي مسك الختام؟ هذا ما سنعرفه في هذه المراجعة.
لن نتطرق لأي تفاصيل داخلية للقصة فهذا ليس من شأننا اليس كذلك؟ و لكن بالحديث عن الفترة الزمنية فهذه اللعبة تدور أحداثها في العام 1984 بعد بيس ولكر و جراوند زيرو بتسع سنوات تقريبا، في المرحلة التي تحول فيها البيغ بوس من بطل اسطوري الى الشخصية التي عهدناها في السلسلة. للاستمتاع بالقصة من غير لخبطة من المستحسن قبل الخوض في هذه المغامرة أن يكون لديك على الأقل اطلاع على قصة الجزء الثالث و بيس ولكر، بالإضافة الى انهاء جراوند زيرو القصيرة و المتوفرة على أجهزة هذا الجيل بسعر منخفض.
ما زالت طريقة تقديم القصة مميزة يغلب عليها الطابع السياسي من تسلح نووي و غيره ممزوجة ببعض الاحداث التاريخية و الخيال العلمي في قالب سينمائي فاخر مزين بالتويستات و المفاجآت و بعض الاحجيات التي لن يفهمها الا من عاشر السلسلة منذ البداية و ملم بتفاصيل قصتها العميقة. إن كنت تبحث عن لحظات مميزة كما عودتك السلسلة سواء كانت محزنة أم مضحكة أم شاعرية فنعم هي موجودة بكل تأكيد.
نظام التحكم هذه المرة وصل لأعلى مراحل السلاسة و السرعة، ليصب كل ذلك في مصلحة عالم اللعبة المفتوح. الميكانيكيات التقليدية تعود من جديد من أجل التخفي عن الأعداء كوضعية القرفصاء، الانبطاح ارضًا للزحف، استخدام الصناديق، اللباس المموه، الركض بعيدًا أو التسلق. أما في حالة المواجهة المباشرة للأعداء و كشف مكانك سيبدأ ما يسمى بنظام الريفلكس بحيث يحدث تباطؤ يتيح لك فرصة التسديد الدقيق على رؤوس الأعداء بالمسدس المنوم او حتى قتلهم و سحبهم بعيدًا حتى لا يراهم الآخرون. في حالة الاتصال المباشر مع العدو بإمكانك استجواب العدو للحصول على معلومات مهمة تخدم المهمة، قتله، أو جعله يفقد الوعي بطريقة قتالية.
بوجود كل هذه الخيارات أصبح التعامل مع البيئة بالمنظور الثالث ممتع أكثر من أي وقت مضى فهناك العشرات من السيناريوهات الممكنة الحدوث من صنعك انت.. ما عليك سوى التجربة و التعلم من اخطائك مستقبلاً. هناك اتزان واضح في اللعبة فكل خيار تقوم باتخاذه سيؤثر على النتيجة النهائية بلا شك (كالضربات الجوية مثلاً). سواء أردت التسلل بشكل تام أم جزئي أو انهاء بعض المهمات بمواجهة قتالية حامية لن تشعر بأي نقص. ستواجه تشكيلة متنوعة من الأعداء كالجنود الروس و القوات الأمريكية و الحيوانات المفترسة، و لكن من فضلك لا تقم بقتل أطفال أفريقيا المجندين. ما يميز الذكاء الاصطناعي في اللعبة AI بأنه يتيح للأعداء التكيف مع طريقة لعبك مما يخلق المزيد من الحيوية و القليل من التقييد في عالم اللعبة المفتوح.
تذكر قبل الدخول الى أي ساحة معركة بأن تستخدم المنظار المتطور الذي يتيح لك تقريب الصورة أكثر فأكثر لتحديد الأعداء من بعيد، هذا يسهل لاحقًا استخدام أحد أهم الإضافات في اللعبة و أكثرها متعة و هو نظام Fulton recovery الذي يعود من جديد بعد نجاحه في بيس ولكر، فباستخدام المناطيد يمكنك ربط الجنود و ارسالهم للاستفادة منهم لاحقًا (يمكن تطويره لحمل ما هو أثقل كالمركبات). كم هو شعور جميل عندما تقوم بتوظيف عتادك و عناصر البيئة من أجل النيل و استخدام المناطيد لأخذ كل ما يمكن أمامك خصوصًا القادة من ذوي الرتب العالية لتسخير مهاراتهم في صالحك.
نظام الرفيق Buddy system إضافة أخرى رائعة في اللعبة تتيح لك طلب مساعدة حية أثناء التجول و عمل المهمات. كلما قمت باستخدام احد هذه الوسائل ازدادت قيمتها و اكتسبت مهارات أكثر تفيدك أثناء اللعب. الحصان D-Horse عبارة عن وسيلة تنقل بشكل أساسي، الكلب D-Dog يعمل كجهاز استكشاف يقوم بتحديد أماكن الأعشاب و الأعداء و يستشعر الخطر المحيط بك، بإمكانك أيضًا ارساله لتشتيت انتباه الأعداء و الهائهم. الرفيق الثالث و هو الأروع بنظري هي القناصة الفذةQuiet و التي يمكنها التصويب على الأعداء و قتلهم من بعيد أو تنويمهم. لنترك لك حرية اكتشاف الرفيق الأخير.