ثلاثون عامًا مرت على ولادة سلسلة سوبر ماريو بروس و ها هو السمكري الإيطالي يعود من جديد في مغامرة مختلفة كليًا، فلسنا هنا من أجل إنقاذ الأميرة أو تحرير العالم من براثن الشر بل من أجل لعب دور مختلف تمامًا. منذ لحظة الإعلان عن لعبةSuper Mario Maker لم أقم بمشاهدة أي عروض فيديو عن اللعبة و اكتفيت ببعض الصور لأنها و بصراحة لم تقم بجذب انتباهي كبقية العاب ننتندو، خصوصًا و أنها تعتمد على التصميم بجانب البلاتفورم كلعبة Little Big Planet من سوني و بروجكت سبارك التي صدرت العام الفائت على الاكس بوكس ون و لم أقضي الكثير من الوقت معها، و لكن بعد قضاء بعض الوقت مع سوبر ماريو ميكر لدي رأي آخر الآن بخصوص هذه النوعية من الألعاب، تابع القراءة لتعرف السبب..
سوبر ماريو ميكر باختصار هي إعادة تعريف للعبة Mario Paint التي صدرت قبل 23 سنة على السوبر ننتندو مع فأرة تحكم كطرفية إضافية و الهمت الكثيرين أثناء تطوير هذه اللعبة. في الحقيقة.. لا أجد نفسي موهوبًا جدًا عندما يأتي الأمر لتصميم مرحلة للعبة فيديو و لكني دائمًا ما أقول بأن أهم ما يجعل أي لعبة فيديو ناجحة هو أسلوب اللعب و ما يسمى بالLevel design وهو تصميم المراحل. لا يختلف اثنان على قوة أغلب العاب ننتندو من هذه الناحية لأنها الورقة الرابحة في أي لعبة بلاتفورم. على أية حال، دعونا نتحدث عن ما تستطيع تقديمه هذه اللعبة و لمن هي موجهة بالتحديد.
لا توجد قصة هنا فنحن نتحدث عن لعبة تصميم، بإمكانك في هذه اللعبة تصميم و لعب مراحل ثنائية الأبعاد لشخصية ماريو من عدة عناوين و هي Super Mario Bros، Super Mario Bros. 3، Super Mario World و اخيرًا New Super Mario Bros. U التي صدرت على جهاز الوي يو كتتمة للسلسلة ثنائية الابعاد، بالإضافة إلى ذلك ستقوم بتحميل الكثير و الكثير من التصاميم المتنوعة من تصميم لاعبين آخرين على الشبكة! لا يبدو هذا مسليًا؟ حسنًا قم فقط بتجربة إحدى المراحل التي صممتها أنا شخصيًا و قمت برفعها على شبكة ننتندو لتحويل هوايتك المحبوبة إلى جحيم، فالتحدي الذي قد تقدمه بعض المراحل سيجعلك في قمة التركيز و التوتر.
اللعبة تقدم درس تاريخي في الرسومات ثنائية الابعاد و الانميشن فهناك رسوم ال8 بت القديمة على جهاز العائلة و رسوم ال16 بت كما رأيناها قديمًا في لعبة سوبر ماريو وورلد على السوبر ننتندو وصولاً إلى جيل الاتش دي و الرسوم عالية الجودة على آخر أجهزة ننتندو المنزلية. التنقل بين أساليب الرسم الأربعة يحدث بلمح البصر، ما عليك سوى اختيار الأسلوب الذي يناسب مزاجك الحالي و الغوص في عالم البلاتفورم. بمجرد تغييرك لأسلوب الرسم ستتغير بديهيًا بعض الأمور كمظهر شخصية ماريو و أشكال الوحوش بالإضافة إلى بعض القدرات و الأمور التي تخص أسلوب اللعب. على سبيل المثال، يستطيع ماريو بنسخته الجديدة ذات رسوم التعريف العالي القفز بين الجدران للوصول عاليًا و هذا لن يحدث في النسخة القديمة. كذلك حمل الصدفات في سوبر ماريو بروس 3 و عدم القدرة على حملها في سوبر ماريو بروس. اضف ما تريد من أدوات و أعداء في نفس المرحلة فلن يحدث أي تباطؤ أثناء اللعب.. ليس هناك الكثير ليحدث خلف الكواليس على أية حال.
المؤثرات الصوتية المحبوبة تعود مجددًا، ليست هي وحدها فحسب بل المزيد من الخيارات المتاحة و التي تضيف بعدًا آخر للمراحل التي تقوم بتصميمها. طريقة إضافة الأصوات في اللعبة شبيهة بإضافة أي شيء آخر في اللعبة فبمجرد وضعك لصندوق خفي و اختيار التأثير الصوتي المناسب سيبدأ الصوت بالعمل عندما تمر شخصية ماريو بجانبه أثناء اللعب. ليست التأثيرات الصوتية فحسب بل يمكنك أيضًا إضافة تأثيرات بصرية خفيفة كالانفجارات الملونة. كل أسلوب رسم من سلسلة ماريو في اللعبة يقدم تشكيلته المعروفة من الصوتيات و الالحان الجميلة سواء كانت خلفية المرحلة هي الأرض أو تحت الماء أو غيرها، في الحقيقة ما زال لحن القلعة القديم أكثر الالحان التي تسبب لي التوتر في العاب ماريو. أخيرًا اذا اردت أن تضيف نكهتك الخاصة إلى المرحلة بتسجيل صوتي قصير يمكنك عمل ذلك و لكن لمدة ثلاث ثوان فقط.
قبل أن أتحدث عن الخيارات و الأطوار المتوفرة في اللعبة يمكنني القول بأن هذه اللعبة تم صقلها بعناية شديدة لتقدم واجهة مستخدم بسيطة و أسلوب تعليمي متدرج و سلس لم أرى مثله في أي لعبة أخرى كهذه.. لا أعلم في الحقيقة هل أنا سريع التعلم أم أن اللعبة تم تطويرها لتظهر بهذا الأسلوب الذكي فلن تقضي الكثير من الوقت قبل أن تبدأ بتصميم المرحلة التي لطالما حلمت بتصميمها منذ الطفولة. الانتقال بين التصميم و التجربة يحدث بلمح البصر، ما عليك سوى وضع أو عمل تغيير بسيط و بكبسة زر ستقوم بتجربة مبدئية للمرحلة. عشر دقائق كافية لتصميم و تجربة و رفع مرحلة كاملة من صنعك. قد تقضي وقت طويل هنا من غير أن تشعر فقط لتشبع فضولك القديم بإضافة ما تريد بداية بالتفاصيل الداخلية للمرحلة و نهاية بالوقت المحدد و السرعة المطلوبة أثناء اللعب.
