– بداية العهد الجديد بالبعد الثالث (التسعينيات الميلادية)
مع نهاية حقبة الثمانينيات الميلادية بدأت الشركات تفكر كثيرا بالبعد الثالث بالألعاب أو الـ3D بكونها القفزة التقنية القادمة بسوق أجهزة الأركيد تحديدا بكون الأجهزة المنزلية مازالت بعيدة عن الوصول لهذا المستوى الرسومي، لعبة Virtua Racing من شركة SEGA هي اللعبة التي يصفها المؤرخون بكونها لعبة السباقات ثلاثية الأبعاد الأولى ذات المستوى القوي وهي اللعبة التي تعتبر والدة هذا النوع من الألعاب حتى وقتنا الحاضر، العام 1992 كان موعد صدور اللعبة على أجهزة الأركيد وبداية “الحرب” مابين سيجا و شركة نامكو بمختلف المجالات وأنواع الألعاب بصالات الاركيد.
بالعام 1993 جاء رد شركة نامكو على سيجا عبر الجزء الأول من سلسلة العاب السباقات الشهيرة Ridge Racer والتي قدمت معها تطورا أعلى بالرسوم وأسلوب لعب أكثر متعة وتسلية ولكن سيجا أعلنت الحرب سريعا بإصداراها لعبة السباقات Daytona USA التي قدمت معها الكثير من التقنيات الحديثة رسوميا بوقتها وبات واضحا أن سوق العاب السباقات بات مزدهرا بتحدي هاتين الشركتين وتطور الرسوم بشكل سريع جدا بالبعد الثالث.
مع دخولنا منتصف التسعينيات الميلادية باتت الأجهزة المنزلية تحظى أخيرا بنصيبها من العاب السباقات القوية ولعل أشهرها سلسلة العاب Mario Kart من شركة Nintendo وكذلك سلسلة العاب The Need for Speed من شركة Electronic Arts وحتى يومنا الحاضر تعد هاتين السلسلتين هما الأكثر نجاحا بتاريخ العاب السباقات مابين كافة السلاسل والعناوين، أيضا بصالات الأركيد تواصل التحدي مابين سيجا ونامكو بإصدار العاب قوية مثل Sega Rally Championship وأجزاء Ridge Racer الجديدة وكذلك ظهور عناوين جديدة مثل Crusin’ USA من شركة Midway و GTI Club من كونامي.
أيضا فترة التسعينيات الميلادية شهدت ظهور فريق التطوير و النشر البريطاني Codemasters الذي أبدع كثيرا بصناعة العاب السباقات بأساليب مختلفة مع بدايته بلعبة Micro Machines التي فتحت له باب الشهرة بلعبة سباقات بسيارات مصغرى ثم تقديم العاب TOCA و Colin McRae Rally ولاحقا العاب سلسلة Dirt التي لازالت تحظى بالإعجاب حتى يومنا الحاضر.
العام 1997 شهد حدثا تاريخيا بصناعة العاب السباقات وذلك مع صدور لعبة المحاكاة Gran Turismo على البلايستيشن الأول من فريق التطوير بولفوني ديجتل بعد 5 سنوات قضاها فريق التطوير يعمل على اللعبة والتي قدمت معها ثورة بمحتواها وبواقعيتها و الأهم من ذلك بأطوارها كلعبة محاكاة بحقوق أسماء السيارات الشهيرة و غيرها من الأمور وكانت بالفعل “اللعبة” التي وضعت المقاييس الجديدة لهذا النوع من الألعاب.
– واقعية الرسوم وتعدد أساليب اللعب وإنفجار التقنية السريع (الآلفية الثانية)
بدأنا عهدا جديدا مع دخولنا الآلفية الثانية ومعها صدور الأجهزة المنزلية الجديدة وعلى رأسها الـPlayStation 2، فبينما بدأت شعبية أجهزة الأركيد تموت سريعا إنفجر سوق الأجهزة المنزلية مع إرتفاع قدرات هذه الاجهزة التي باتت قادرة على إستيعاب أفكار مصنعي الألعاب وتقديم الرسوم الواقعية (على الأقل حينها) بأفضل صورة ممكنه، ولذلك بات توجه المطورين الأن للعمل على الاجهزة المنزلية بتنوع أكبر بعناوين العاب السباقات وبأجزاء جديدة من سلاسلهم الشهيرة السابقة.
لعل واحدة من الألعاب التي وضعت بصمة كبيرة بتلك الفترة هي لعبة Midnight Club من فريق التطوير Rockstar San Diego التي قدمت معها إمكانية التجول بعالم مفتوح كامل بلا قيود ويرى الكثيرون بأن لعبة Driver على البلايستيشن الأول قد تكون المثال الأول على لعبة سباقات بعالم مفتوح ثلاية الأبعاد ولكن المؤرخون يرون بلعبة Midnight Club كالعنوان الذي فتح الباب لها النوع من الألعاب بشكل أكبر وشاهدنا بعدها الكثير من الألعاب تسير على خطاها بسنوات لاحقة.
هنا يجب أن نتحدث قليلا عن العاب السباقات بتنوعها المختلف، فلايمكن توصيف العاب السباقات بكلمة واحدة فهذا المصطلح عام جدا بكون العاب السباقات باتت تنقسم مابين العاب المحاكاة و العاب الاركيد والعاب الأكشن و العاب المركبات المختلفة وبتنوع كبير جدا ولذلك سنقدم الصفحة التالية لواحدة من سلاسل الألعاب التي لاقت نجاحا كبيرا وإعجابا من قبل اللاعبين رغم تقديمها لتوجهين مختلفين وبإبداع كبير.