لا يختلف اثنان على قوة اسم Halo و تربع اللعبة على عرش الحصريات و العناوين المملوكة لشركة مايكروسوفت، فهي بمثابة الطفلة المدللة التي كلما حانت فترة تطويرها وجدت سيوله مالية و اهتمام على أعلى مستوى، كيف لا يحدث هذا لسلسلة تمكنت من بيع أكثر من 65 مليون نسخة لجميع ألعابها و ظهرت عدة عناوين تصويب بالمنظور الأول على مدى السنوات الماضية يلقبها البعض ب”قاتلة هيلو” فقط من أجل لفت الأنظار. أحد أيقونات العاب الفيديو تعود بجزئها الخامس كواحدة من أقوى إصدارات السنة، هذه المراجعة تسلط الضوء على جوانب اللعبة لمعرفة ماذا قدمت هذه المرة.
قصة اللعبة عبارة عن خلية من نسيج حي متكامل لعالم هيلو الواسع و الجديد الذي بدأ فريق 343 industries بالعمل عليه منذ استلامه للسلسلة من مايكروسوفت، و هي تكمله للمسيرة الجديدة Reclaimer Saga التي بدأت مع الجزء الرابع. بهدف بناء قصة و ثيم للألعاب الجديدة تمت كتابة روايتين مبنيتين على شخصيات كثيرة من عالم هيلو مدعومة لاحقًا بمشروع Halo: Journey الذي يهدف لربط ما سبق بالأحداث الجديدة، فقد تم تقديم مقاطع سينمائية في لعبة ماستر شيف كولكشن بالإضافة للمسلسل التلفزيوني Halo: Nightfall و سلسلة الكوميكس Halo: Escalation التي سدت الفراغات بين أحداث الجزء الرابع و الخامس.
كما حدث في الجزء الماضي يبدو أن هناك تركيز كبير على الجانب الإنساني و العاطفي للماستر شيف، فقد خسر هذا الجندي الخارق بعض الرفقاء المقربين أثناء أداء واجبه الكوني، و خاض الكثير من الحروب بين المجرات لينقذ الكون من عدة تهديدات بيولوجية. هذا ما سيجعله يظهر الان و هو في صراع نفسي يجول المجرة مع أعضاء فريقه Blue team بعد أن راجع نفسه و معتقداته.. و هناك صوت مألوف يناديه من بعيد. هل لديك خلفية كافية عن قصة السلسلة؟ إذًا أنت محظوظ بهذه اللعبة فهناك المزيد من الخيال العلمي و الدراما التي تحبها، نعم هذا ما يجب أن تتوقعه في الجزء الخامس فهناك خطر جديد يهدد المجرة و يحمل اسم الجزء الخامس Guardians، و هي أداة ضخمة تم تفعيلها مؤخرًا لعمل شيء كارثي!
في هذا الجزء تستمر القصة مع ظهور شخصية Jameson Locke فبعد تعرض العديد من مستعمرات البشر للهجوم و غياب بطلنا John-117 (الماستر شيف) يتولى العميل لوك مهمة البحث عنه، و لكن عندما ستتعارض المصالح بين الأصدقاء ليس هناك حل سوى المواجهة، فهل أنت مستعد للتخلي عن ماستر شيف و اعتباره خائن؟ أثناء طور القصة هناك ثلاث شخصيات بجانبك سواء كنت لوحدك أو مع لاعبين حقيقيين على الشبكة، في حالة اللعب لوحدك يمكنك إعطاء الأوامر لهم لتغيير مواقعهم أو الهجوم على عدو معين، سيساعدونك أيضًا عندما تسقط أرضًا و عليك أن تساعدهم كما لو أنهم لاعبين حقيقيين، سنتحدث لاحقًا عن الطور التعاوني للقصة.
بالنسبة للمستوى التقني من البديهي أن يبذل فريق التطوير جهد أكبر من السابق فمحرك اللعبة تمت إعادة تجهيزه من جديد من قبل الاستوديو مستعينًا ببعض المزايا الأساسية للمحرك القديم. رسوميًا تبدو اللعبة جميلة و شبيهة بالتوجه الفني في الجزء الرابع و الذي لم أتقبله سريعًا في البداية بالرغم من أن اللعبة كانت أحد أقوى الألعاب مظهرًا في الجيل الماضي، ما ستراه الأن قفزة كبيرة على جميع الأصعدة الرسومية فالبيئات مثلاً بمختلف أشكالها و ألوانها تبدو كالصور و اللوحات الفنية التي تشاهدها في المعارض لتدليل عينيك. الأعداء بمختلف اعراقهم و أشكالهم يتحركون و يقفزون و يموتون بشكل واقعي، و نماذج الشخصيات و تعابير وجوهها في العروض تبدو واقعية جدًا.
أغلب المقاطع السينمائية سيتم مشاهدتها مباشرة من محرك اللعبة. الأهم من كل ذلك أن اللعبة ستعمل دائمًا بمعدل 60 إطار في الثانية بغض النظر عن الزخم و فوضى المعارك و الأمور المعقدة التي ستحدث في الوقت ذاته. يبدو أن الفريق أثناء التطوير قد قام بتلطيخ المضلعات بألوان زاهية و تسليط الإضاءة بشكل متقن فقد مررت ببيئات صحراوية و غابة و منطقة مشبعة بالحمم البركانية و أخرى بالثلوج، كلها تدعو للدهشة خصوصًا برك المياه المنتشرة و الشلالات، لا أنكر خوفي في البداية أن تستمر اللعبة بذلك الجو الصناعي الكئيب و لكن كلما تقدمت في اللعبة ازداد معدل الرضى بالتنوع البيئي.
الأصوات أيضًا أخذت حقها في التجديد في محاولة من الفريق لصنع تأثيرات صوتية واقعية تليق بمستوى اللعبة، فقد تمت إعادة تسجيل جميع الأصوات المطلوبة من مرحلة الصفر، فأصوات الانفجارات و غيرها من أسلحة سواء كانت حديثة أو متطورة جدًا كالليزر تبدو واقعية أكثر من أي وقت مضى في لعبة هيلو. كل ذلك بجانب أداء الممثلين الرائع أثناء المشاهد السينمائية أو الحوارات الجانبية أثناء طور القصة. الموسيقى تبدو جديدة من جهة و كلاسيكية من جهة أخرى، فثيم اللعبة الرئيسي ما زال عائمًا في الأجواء بجانب بعض مقاطع الأوركسترا في محاولة من الفريق إعادة بعض المقطوعات القديمة المحبوبة في السلسلة.
نجحت اللعبة في تجسيد اتموسفير فضائي على شاشاتنا ذات الدقة العالية بشكل حيوي مليء الحركة لتواكب صرعة الجيل الجديد من رسوم مبهرة بستين اطار ثابت، دافعة بذلك قدرات الاكس بوكس ون الى حدود عالية. في الحقيقة استطاع فريق التطوير الوصول إلى هذه النتيجة الرائعة بعمل خدعتين ذكيتين كما يبدو، و هم نظام الجرافكس الديناميكي الذي يغير من دقة الرسوم بشكل دائم بحيث تقل و تزداد عند الحاجة، و البيئات الخادعة التي تمت هندستها بذكاء فتبدو للناظر أنها كبيرة جدًا بسبب تعدد المسارات، و لكنها مغلقة من بعيد بشكل ذكي. لم أواجه أي مشكلة فيما يتعلق بالأصوات و الرسوميات و الأداء العام للعبة، فكلها من العيار الثقيل.
