مع تحول محركات التطوير إلى توجه جديد و جعلها مجانية للجميع كثرت ألعاب المطورين المستقلين و رأينا أنواع عديدة من الألعاب تحصل على حصتها من الإهتمام و ألعاب الرعب هي واحدة من تلك الأنواع التي حصلت على إهتمام هؤلاء المطورين و من الجميل أن نسمع بين فترة و أخرى عن لعبة رعب جديدة مع إبتعاد شركات الطرف الثالث بشكل عام عن هذا النوع، بلا شك فالعديد من الألعاب قد تحوي فكرة إبداعية و تقدم عناصر جديدة لكن لا تستغل تلك العناصر بشكل صحيح فهل تكون لعبة The Park من هذه الالعاب؟

تبدأ القصة مع Lorraine و إبنها Callum حيث أضاع لعبته و تحاول البحث عنها وعند توجهها لموظف لإستقبال الخاص بمنتزه Atlantic Island الترفيهي و أثناء حديثها معه يدخل طفلها الصغير إلى المنتزه مخالفا أمر والدته في البقاء داخل السيارة و هنا تتبعون أثر الطفل الصغير بحثا عنه و فجأة يحل الليل جالبا معه الكئابة و الهدوء المربكين إلى هذا المنتزه الغريب، تبدأ شخصية Lorraine بالهلوسة و تخيل أمور ليست حقيقية في بعض الأحيان و تحدث نفسها في أوقات أخرى و قصة اللعبة تحدثنا عن معاناتها مع تربية طفلها و نجد العديد من الرسائل المتواجدة في البيئة و التي تخبرنا بالقليل عن هذا المنتزه و حوادث قتل غريبة تحدث فيه و القصة تصبح مشوقة بسرعة.

على الصعيد الرسومي فاللعبة متواضعة و عادية جدا، فلتر الإضاءة يضفي نعومة على الرسومات الشيء الذي يشعركم بطابع سينمائي مميز يدخلكم في أجواء المنتزه الغريب و المربك كون اللعبة تهدف إلى الرعب النفسي، تصاميم البيئة بسيطة فأنتم في حديقة كبيرة تحوي الألعاب الخاصة بالأطفال مثل العجلة الدوارة و غيرها من الالعاب و فريق التطوير أحسن في إختيار هذه البيئة الغير معهودة من ألعاب النوع و التي تملك جوا مخيفا خاصا بها، المؤثرات عادية جدا من أصوات أو موسيقى و ليس فيها ما ستتذكرونه أو تقفون عنده مطلقا.

نأتي إلى نظام اللعب، اللعبة بسيطة في تحكمها حيث تتحركون بأزرار الحركة و تستخدمون زر الفأرة الأيمن (أو حرف Q) للتفاعل مع الأشياء المحيطة بكم و زر الفأرة الأيسر (أو حرف E) لمناداة طفلكم Callum الشيء الذي سيدلكم على وجهتكم في حال ضياعكم و لكن هذا الشيء لن يحدث فالبيئة ليست كبيرة جدا و ستعرفون إلى أين ستذهبون في الغالب، اللعبة تقدم أجواء مربكة و مخيفة و الرعب النفسي متواجد هنا لكن للأسف ففريق التطوير لم يحسن إستغلال العناصر و المكونات الممتازة التي صممها حيث أنني لم أمر بلحظة خوف و لا أتوقع من أحد أن يمر بها إلا نادرا فأنت مرتبك و الأجواء مخيفة وتنتظر ظهور شيء مخيف يجعلك تقفز من مكانك لكنه ليس موجودا للأسف.

القصة في هذه اللعبة شفعت لها فهي مثيرة جدا و غامضة و تريدون معرفة ما حصل للطفل و ما سر هلوسات الأم و هل هي مضطربة نفسيا أم لا و ما سر الرجل ذو رداء السنجاب و من هذا الساحر الغريب كلها أسئلة ستطرحونها و لكنكم للأسف ستنتهون بعدم معرفة أي من هذه الأجوبة و لستم متأكدين حتى مما حدث فالقصة علقت بحبل المشنقة الذي دمر عنصرا كان شافعا للإستمرار فيها حيث أن نهايتها ليست منطقية و غير مفهومة أبدا عدا ذكر العمر القصير جدا لها فالفريق وصف اللعبة بتجربة الساعتين لكنني أنهيتها في أقل من ساعة و نصف و وجدت نفسي أعيدها عدة مرات لأجد إجابة على أسئلتي لكن للأسف لم أحصل عليها وكل ما لدينا هو تخمينات و نظريات مبنية على تلميحات سخيفة و غير واضحة في اللعبة.

The Park قدمت العناصر الممتازة و كل ما تحتاجه لعبة الرعب الناجحة لكنها للأسف لم تستغل هذه العناصر و القصة التي يتفاخر الفريق بكونها من كتابة أسماء شهيرة و حاصلة على جوائز علقت بحبل المشنقة الذي قضى عليها و اللعبة لم تقدم الرعب كما قدمت الغموض و هي تجربة رعب أقل من متوسطة في أفضل الأحوال.